أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير المفرجي - انتفاضة العراقيين قريبا في مدن العراق















المزيد.....

انتفاضة العراقيين قريبا في مدن العراق


أمير المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 20:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وهكذا تستمر التظاهرات والاحتجاجات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، فالشعوب مُستمرة في ثورتها وتطالب بحقوقها في الحرية والكرامة بعد رحيل حسني مبارك عن السلطة. بالأمس نجح الإخوة التونسيون من طرد حكومة زين العابدين بن علي وأجبروه على الفرار. فجر الثورة يطل على عالمنا العربي والإسلامي والحديث عن قابلية امتداد هذه التظاهرات إلى العراق من خلال تناسق شعبي ورغبة ثورية في التغيير وتكرار التجربة المصرية ـ التونسية وطرد السارقين والفاسدين من دفة الحكم. وبالرغم من اختلاف ظروف العراق المـُحتل عن ظروف أشقاءه في الدول العربية الأخرى فيما يتعلق في وضعه الاستثنائي الناتج من تقسيمه مذهبيا من قبل الاحتلال الأمريكي وإيران, تتأثر مكونات المجتمع بمحيطها العربي والإسلامي حيث تشير المعلومات الأخيرة للشارع العراقي بأن هناك دلالات أكيدة على بداية حدوث نفس الشيء في مدن العراق كما حدث ويحدث في تونس ومصر.

وبوجود هذا الوضع الاستثنائي الناتج من المخططات التي فرضها الاحتلال الأمريكي لتقسيم العراق, فقد يشكك البعض من احتمالات امتداد هذه الظاهرة الثورية المتمثلة بثورة الشارع وإمكانية قيام ثورة مشابهة في هذا البلد الغني بثرواته والمليء بفقرائه والوقوع تحت تأثير مبدأ الدومينو استجابة لما يحدث في مصر ومقارنة لما يحدث في الدول العربية. وبالتالي قد يكون السبب الذي يراه البعض في غياب وحدة شعبية وبروز وتيار واحد قادر على بلورة حركة ثورية موحدة قابلة على التحرك كغيرها من حركات الدول العربية.

وبالرغم من حقيقة وضع بلاد الرافدين في تنوعها العرقي والديني والمذهبي, بيد ان العراق في نفس الوقت هو العمق الاستراتيجي للأمة العربية وخزينة عظيمة للملاحم والتراث التحرري وأرشيفه في منطقة الشرق الأوسط ، كما ان وجود هذا الاختلاف في النسيج الاجتماعي في العراق لا يلغي نقاط لقائه المصيرية والتاريخية مع الدول العربية. من هذا المنطق فلا بد من التعاطي مع أحداث العراق القادمة والتداعيات المصيرية له من وجهه نظر وطنية وليست دينية ( مسيحية ـ اسلامية) أو أثنية قريبة من إيران وكما يراها شخصيا مرشد الجمهورية الإسلامية (آية الله روح الله) على خامنآي, ومن ثم تفسيرها ضمن إطار شامل عن طريق قراءة كاملة لطبيعة النظام العربي وتشابه حالات شعوبه البائسة واليائسة من حكامها وجرائمهم التي فاقت حدود اللا معقول. فمن مُحصلة التشابه في المجتمعات العربية تتوحد الأهداف وتولد الأمال في الثورة ويتعزز التضامن في النضال. وبما ان المجتمع العراقي يشبهه بكثير المجتمع السوري والمصري والتونسي..., فمن الطبيعي من ان يكون مشابها له في التطلعات وقادرا على نقل الثورة وإيقادها في عمق قاعدته الشعبية المسحوقة من قبل نفس النخبة الفاسدة وأن تغيرت البلاد وتناثرت العباد.

فثمة أسئلة كثيرة تدور في أذهان العراقيين في الوقت الحاضر في ظل غياب تام للسيادة وللأمن وترشي الفساد المُنظم للطغمة الحاكمة, ناهيك عن الانهيار الشامل للبنية التحتية التي لم يجر العمل مطلقا على إصلاحها رغم الزيادة في تدفق النفط العراقي وارتفاع أسعاره, وبرغم الوعود الانتخابية الكثيرة التي بذلتها نفس هذه التشكيلات السياسية والطائفية التي جلبها الاحتلال الأمريكي من على ظهور دباباته وتحت غطاء تحرير العراق من الدكتاتورية السيئة. حيث أصبح من غير المُمكن للشارع العراقي من القبول بالأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال عن طريق هؤلاء الفاسدين والمزورين بعد ان فرضوا على الشعب التخيير ما بين الدكتاتورية والإسلام السياسي الطائفي في الوقت الذي مازال العراق يعج بالكفاءات الوطنية والخيريين والذين هم قادرون بدون شك على بناء عراق المواطنة إذا سُمح لهم بذلك.

ان ظروف العراق المـُبتلى والمغلوب على أمره لا تختلف كثيراً عن ظروف الدول العربية الأخرى, فالعراق يتأثر بمحيطه العربي, والعراقيون متفقون على تغيير حكومتهم الفاسدة. لقد أظهرت أحداث المشهد العراقي الحالي بأن هناك مؤشرات فعلية لاستجابة شعبية عراقية لتكرار الانتفاضة وربطها مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى. فحالة العراق هي نفس حالة مصر وتونس, وزعماء مصر وحاشيتهم الفاسدة تشبه إلى حد كبير فاسدي العراق وسارقي أمواله. وجوه البؤس والحرمان تتشابه في عالمنا العربي . حالتا سجون مصر وتونس هما كمثيلاتها في العراق تعُج بالمناضلين والوطنيين الشرفاء. الفُـقر والجوع هو نفسه في العراق ومصر والمليارات المسروقة تتقاسمها نفس هذه النخبة الفاسدة المتسلطة على رقاب شبابنا ومصير أجيالنا.

وقد تكون فرصة سقوط الطغاة في مصر وتونس ودور الانترنت الفعلي في جمع وتفعيل الجماهير باستعمال شعوب هذه الدول لوسائل الاتصال الحديثة والدور المهم الذي لعبته النخبة الشابة, عاملين مهمين باتجاه تكرار التجربة في العراق, نظراً لإتقان النخبة الشابة العراقية المـُثقفة استعمال وسائل الاتصال الحديثة بعد ان أظهرت إحصائية بأن 4 ملايين عراقي يستخدمون الانترنت يوميا بالإضافة على تعامل أغلبيتهم مع الهاتف النقال والرسائل النصية مما قد يؤدي إلى تكرار التجربة المصرية والتونسية وانفجار الوضع ليصبح في النهاية ثورة على الفساد والفاسدين وانقلاب الشعب على حاكميه جراء تردي الخدمات وانهيار البنية التحتية .

لا استباق في الأحداث, ولكن المنطق يقول بأن العراق في اللائحة. الظروف كلها مناسبة لعملية شعبية وطنية تجمع كل شباب ومناضلي شعبنا الواحد ضد الفساد والطائفية التي جاءنا بها حكام العراق الجدد. الشعب جائع والوطن مُستباح . نعم ستمر العاصفة ببغــداد ومدن العراق الأخرى, وسيطلق الشعب العراقي صيحاته بالثلاثة مطالبين برحيل الاحتلال الأمريكي ومجرمي حربه, وبزوال النظام الإيراني وعمائمه, وبطرد الحكومة الطائفية الفاسدة المفروضة عليه من واشنطن وطهران. ارحل, ارحل, ارحل عبارات ننتظر تردديها بفارغ الصبر في بغـداد والبصرة والموصل كما رددها التونسيون والمصريون وكما سيرددها الإيرانيون حيث ان كل التوقعات تـُبشر بقرب وقوع انتفاضة شعبية قبل هذا بقليل في إيران, يعلن من خلالها الشعب الإيراني رفضه للنظام الفاسد في قم وطهران. ان سقوط الملالي في إيران وغياب تأثيرهم المذهبي في بلاد الرافدين سيتبعه بدون شك إنتفاضة شعبية عراقية ضد المذهبية السياسية ومن جاء بها لتـُعلن في النهاية إنتهاء فترة مظلمة من تاريخ العراق والرجوع الى قيم حضارية عراقية وطنية متسامحة.

الناطق بأسم تيار المواطنة الوطني العراقي



#أمير_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق ومستمسكات مهمة لجرائم حرب خطيرة
- فوز القائمة العراقية : انتصار لعلاوي أم انتصار للإرادة الوطن ...
- علاوي وزيارته للسعودية وبعض دول المنطقة
- العراق.. جغرافيا التأثر أم التأثير ؟
- مسرحية شفط النفط العراقي وبيعه في المزاد
- لا تقارب أميركي أوروبي مع النظام الإيراني على حساب سيادة ال ...
- لا أهمية لانسحاب أمريكي بدون إعادة للتوازن في المنطقة والعرا ...
- قراءة عراقية لملف الأزمة المالية العالمية
- حكومة أرخص من النفط ... و يبقى الوطن غالي
- إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب
- العراق اللعبة والرهان
- حرب كونية وقودها العراقيين ونفطهم
- (عكاز) جلال الطالباني الرمز الحقيقي للحاله في عراق اليوم
- مليون ونصف شهيد والوطن شاهد
- كوشنير وازدواجيه مفهوم الوطن العراقي
- أحداث وتغيرات . . . والوطن باقي
- اللقاء الامريكي الايراني الثاني في بغداد .. تطابق أفكارامبري ...
- ثلاث مواضيع والوطن واحد
- سياسة فرنسا الديغوليه مسؤولية تاريخية تتوافق مع مصالح الشعب ...
- بعد انتهاء المحاكمه وتنفيذ حلقه من المسلسل . ما هو القادم لل ...


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير المفرجي - انتفاضة العراقيين قريبا في مدن العراق