جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 16:55
المحور:
كتابات ساخرة
يقال انه كلما بالغ او تطرف الانسان في حبه لوطنه كلما قل خدمته له لان الذي فعلا يحب وطنه و هذا نادر جدا في سجلات البشر يقوم اولا بصيانة حنجرته و طاقته لاشياء مهمة اخرى وهو ليس في حاجة الى الثرثرة و الاغاني الثورية للتعبير عن حبه فهو يحب بصمت و الحقيقة لم يستفيد احد من اغاني فيروز و عبدالوهاب القومية فهي لا تحرك شيئا سوا رفع تكاليف الانتاج و التوزيع و دوخة رؤوس الناس.
و هناك ايضا علاقة وثيقة اخرى بين السرقة و الوطنية فانا اسرق وطني لاني وطني و لكننا جميعنا لصوص من نوع معين فالذي يتهم مبارك - علي بابا الوطن العربي - بالسرقة فهو واحد من الاربعين حرامي لان علي بابا لم يظهر لوحده رغم انه كان لصا ذو قلب رقيق على الفقراء.
و الان دعني اقول اننا لحد الان لم نبحث علميا في ظاهرة الوطنية او فيما اذا كان هناك فعلا وطنيون لا يسرقون اذا توفرت لهم الفرصة المناسبة مثل مبارك. فمثلا اسأل نفسك و انت لوحدك لكي لا تبوح بسرك لاحد السؤال التالي: هل تستطيع ان تقاوم امكانية الحصول على 70 مليار دولار لاجل وطنك؟ ماذا تقول هل جوابك بنعم ام بلاء؟ لا تقارن ما سرق مبارك مع ثروة عبد الناصر بسبب الفرق الزمني و نحن لا ندري كم كان يسرق عبد الناصر للتعبير عن وطنيته لو كان اليوم رئيسا.
هذا التطرف في حب الوطن ينطبق ايضا على اعطاء الوطن الغالي و مدنه صفات تعجيزية. فمن اية ناحية ياترى (تونس خضراء) و لماذا (المكة مكرمة) و (المدينة منورة) و (النجف) في العراق (اشرف) منها. فنحن لم نسمع (لندن الفيحاء) و (باريس العطرة) و (برلين المنتصرة). اليس من الافضل ان نقول (تونس الصفراء) و (مكة الغبية) و (المدينة المظلمة) و (نجف الاطرش) رغم ان (فريد الاطرش) على عكس اسمه لم يكن اكثر طرشا من عبد الوهاب.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟