أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - حرية الشعب المصري أغلى من القدس














المزيد.....

حرية الشعب المصري أغلى من القدس


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم تكن ثورة الشعب المصري في سبيل القدس ولا من أجل تحريرها، ولا من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، كما يردد هذه الايام الذين تظاهروا ابتهاجا من أبناء الشعب الفلسطيني وفلول الحالمين من أتباع ساطع الحصري وميشيل عفلق الى ما تبقى من المخدرين بشعارات البيكباشي عبد الناصر، وان أبدى الشعب المصري العظيم والكريم دوما كرما حاتميا لا مثيل له تجلى بتقديم المصريين للفلسطينيين وقضيتهم قوتهم اليومي المجبول بالقهر من نظام سقط أخيرا بفعل ثورتهم الباهرة.

لم تكن ثورة الشعب المصري ضد اتفاقية كامب ديفيد كما يصرح هذه الايام اعلام النظام الأسدي الاجرامي الذي ينتظر دوره حاله حال نظام حسني مبارك في مصر ونظام زين العابدين بن علي في تونس، والنظام السوري يدرك هو قبل غيره انه أعتى ديكتاتورية وأكثر اجراما من كل الانظمة المتسلطة على رقاب شعوبها في هذه المنطقة من العالم. وان الذل الذي تعرض له من اسرائيل وما زال عبر الطلعات المتكررة للطيران الاسرائيلي فوق قصره، وقصف مفاعل ذري قيد البناء في عمق الاراضي السورية، وتصفية عدد من اتباعه سوريا ولبنانيا في عاصمة سوريا وعلى ساحلها، هذا الذل لم تتعرض مصر لما يشبهه في ظل اتفاقيات كامب ديفيد التي أعادت لمصر أرضها المحتلة على الاقل، بينما تؤكد كل الانباء انك كنت ذاهب قبل الثورة المصرية الى مفاوضات مباشرة لن ينتج عنها إلا اتفاقا مذلا في ظل موازين القوى الحالية وسياسة احتفاظك بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. يكفي ما جاء في بيان المجلس العسكري الاعلى المكلف ادارة شؤون مصر بالاقرار ان الدولة المصرية تحترم كل الاتفاقيات الاقليمية والدولية.

لم تكن ثورة الشعب المصري من أجل وحدة عربية مزعومة آن آوان تحقيقها كما بدأ يحلم ويصرح بأحلامه فلول القومجيون العروبيون في هذه اللحظات التاريخية، ولا من أجل اعادة الوحدة القسرية للسودان ولا من أجل الوقوف ضد ما يسموه بالاحتلال الامريكي للعراق ولا من أجل اعلان الحرب الى جانب سوريا لاستعادة الجولان ولا الى جانب الفلسطينيين لتحرير دولتهم التي أضحت لأسباب فلسطينية بحتة دولتان لا دولة واحدة.

لم نشاهد علما فلسطينيا واحدا خلال الثورة المصرية ولا علما سوريا ولا سودانيا أو غيرها من الأعلام، وحده علم مصر الذي استعاد قيمته التي لم يتذكرها المصريون إلا في مباريات كرة القدم طيلة عقود بسبب انشغالهم بقوت يومهم وبالقهر الواقع عليهم والعمل المنظم من قبل النظام المخلوع على سلخ شعب مصر من انتمائه المصري والمصري فقط ولا أقول العربي ولا الاسلامي. ربما شاهدنا في مرات قليلة علم تونس يرفرف الى جانب العلم المصري وهو تعبير عن تلاقي انساني جميل ورسالة شكر لابناء تونس الذين سبقوهم بالثورة على نظامهم واسقاطه.

لم نشاهد خلال العشرة أيام الاولى من انطلاق الثورة المصرية شعارات ضد امريكا واسرائيل، وما كنا لنشاهد هذه الشعارات في الايام الاخيرة على قلتها لولا غباء الامريكيين المستفحل وترددهم في الوقوف الواضح والصريح الى جانب مصر وشعبها بدلا من الجلوس في المنطقة الرمادية والاقتراب كثيرا من الديكتاتور المخلوع وما يعنيه بالنتيجة من ابتعاد امريكي وغربي عن شعب مصر.

لو سألنا أي مصري هل هو مستعد لاستبدال ذرة من تراب حواري حي "بولاق" بكل القدس وما تحويه من مقدسات فهو سيرفض بكل تأكيد وهذا ليس انتقاصا وعيبا بل هو أعلى درجات الوطنية التي يريد أن يمسخها العروبيون في اطار قومي خيالي لا وجود حقيقي له، كما انني كفلسطينية أرى بأن أزقة مخيمات غزة الغارقة بمياه الصرف الصحي أغلى من مكة والمدينة، وعليه فان شعب مصر لم يثر من أجل كل تلك القضايا المذكورة أعلاه، وانما ثار من أجل مصر ومصر فقط، وثار ضد الطغيان وضد الديكتاتورية وضد من نهب وطنه وقتل المواطنين، وثار من أجل الحرية والحق في الحياة حاله حال غيره من الشعوب، وثار من أجل استعادة كرامته وكرامة وطنه التي أهانها على مدار قرون مجموعة طغاة كان اخرهم حسني مبارك وأجهزته القمعية والبوليسية، وقد تحقق لشعب مصر اليوم ما أراد فانتزع حريته وهو يجهز نفسه الان للبدء بالعمل من أجل بناء دولة مدنية يسود قانونها على الجميع وتتكافئ فيها الفرص للجميع وتتوزع ثرواتها على الجميع، وتصون كرامة الجميع، فألف مبروك لكم يا شعب مصر و"عقبال" عند البقية في سوريا والسودان واليمن وفلسطين والجزائر وليبيا وبقية ديكتاتوريات بني يعرب.

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا سوريا
- لا أحد يراسل الديكتاتور إلا السيد عباس
- هي أكثر من ثورة خبز فلا تهينوها
- متى سيعود الاسلام الى موطنه الأول؟
- ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون
- المسيحيون وممتلكاتهم أضاحي لعيد الأضحى
- دفاعا عن الله
- أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟
- هنيئا للتمدن بجائزة الحوار المتمدن
- اوباما..لا تطلق حميدان
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟
- لسنا ملك يمينكم ولا يساركم


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - حرية الشعب المصري أغلى من القدس