أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد لاشين - لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم















المزيد.....

لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 23:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


التحرير...حالة وجد سجد أمامها العالم في خشوع يليق بميلاد مخلص جديد،فالخلاص لم يعد مجرد فكرة ننتظر أن يهبها لنا الغيب في مستقبل بعيد لا ملامح له،بل صُنع بواقعية تليق بأرض التحرير،متجاوزاً كل التيارات السياسية والفكرية،فأغلب من سكنوا الميدان لا يدركون الفروق بين مختلف الأيدلوجيات التي تسببت في انهيارات عديدة بعد ركود سياسي دام لعقود،فالجميع قد اتفق بشكل غير معلن على تشكيل دولة متكاملة الأركان تؤمن بوجود الأخر أياً كانت ملامحه خارج حدود الميدان.
القضية لا تتلخص في نظام رحل ورئيس انهار بعد عقود من التأليه، لكن الأهم والأجمل قدرة شعب بالكامل أن يبدع في أقل من عشرين يوماً ما اعتقدنا أنه مستحيل،فكل مظاهر المجتمع المصري قبل ثورة يناير كانت تشي بانهيار كامل،فتن وطوائف وفرق ،وكل يغني في سربه ولا يسمعه الآخرون،تجمعات فئوية مغلقة ، وأفكار منغلقة كان يراهن النظام عليها،بل أنه ساهم فيها بامتياز،مستغلاً رغبتنا في تكوين مجتمعات منفصلة ليظل هو الإله الأوحد للأقاليم المصرية.فلا ترحلوا من ميدان التحرير،أو احملوه معكم إن استطعتم ،فما تحقق هناك ثورة اجتماعية بكل المقاييس،فالدولة الجديدة التي تحملت كل الأطياف بعقد اجتماعي فريد وجديد،لابد أن تستمر،فلن نكتفي بأن نحكي عنها لأولادنا،أو أن نقررها عليهم في كتبهم الدراسية،بل عليهم أن يعيشوه إلى المنتهى،ليستكملوا الحلم للنهاية.
فرغم كل الانقسامات الداخلية في الميدان بين مختلف التيارات الفكرية أو السياسية،والتي مثلت خطورة في مرحلة ما،إلا أن مشروع الدولة الجديدة احتوى أي انفصال ممكن،بل وأضفى مشروعية جديدة على الاختلاف وحوله من صراع إلى حالة صحية متكاملة الأركان.فثورة الشباب لم تتجسد فقط في ذوي التوجهات الليبرالية أو الحديثة،بل تجاوز ذلك إلى شباب التيار الديني،الذين اختبروا شيوخهم فانكشف زيفهم وذاتهم المتضخمة وعبثهم بمقدرات وطن كان يعاني من أحادية في الرؤية ساهم فيها التيار الديني والنظام السياسي على السواء.فالثورة الجديدة هي ثورة جيل على أجيال رسخت داخلنا الخنوع وعدم الرغبة في التغير.فالحقيقة الوحيدة الثابتة الآن هي دولة الميدان التي أعلنت عن وجودها تحت شعار " لا عسكرية ولا دينية ".
الشارع المصري الذي شعر ولأول مرة أنه حر،فخرج بعد بيان التنازل ليحطم كل قيود الصمت،يثبت أنه كان متضامناً بكل عناصره مع الثورة الجديدة حتى وإن كان تضامناً سلبياً،ولا أستطيع أن أتخيل وجه الرئيس السابق مبارك الذي خرج علينا ذات يوم بنظرة نارية ووجه يقطر منه الغضب ليعلن أنه باقِ لأبد الآبدين،وهو يشاهد ابتهاج شعبي أصيل بيوم رحيله ،والأهم رحيل كل أنظمة الاستبداد والفساد،وقد ساعدهم على ذلك شعار كان يرفعه شباب اللجان الشعبية على خطورته وهو :" من النهاردة مفيش حكومة أنا الحكومة " ،(والحكومة تعني وبشكل مباشر في العقلية الشعبية المصرية جهاز الشرطة) ،صحيح أن مخطط تسليح الشعب المصري كان يشي ببداية الفوضى، بعد غياب النظم الأمنية على تعددها،خاصة إذا مددنا الخيط لنهايته،وتخيلنا أن تلك اللجان الشعبية قد تحولت إلى قيادات متكاملة ثم قررت الاستيلاء على المراكز الحيوية للدولة،لتعود مصر إلى عهود الظلام،فذلك كان سيناريو الفوضى المُعد مسبقاً من قبل التيارات المنظمة التي كانت تجوب الحارات والشوارع توزع مخططاً متكامل الأركان لهدم مفهوم الدولة من الأساس.و رغم سلبية هذا السيناريو إلا أن قدرة الشعب المصري أن يتخلى عن مفهوم السلطة والحماية المفتعلة التي كان يفرضها النظام ،جعله أكثر ثقة وقوة،فلن يعد رجل الشارع يسمح بعد الآن بأن يكون مستغلاً من قبل نظام أو سلطة أياً كانت ملامحها.
فدولة ميدان التحرير قد خلقت حالة من النظام والتناغم الداخلي ،سيكون لها صداها في كل المجتمعات المحيطة،فالجزائر اليوم،وسوريا وإيران غداً،وغيرهما الكثير،واستطيع أن أخبركم الآن بالتفاصيل التي ستكون متشابه إلى حد بعيد،فالأنظمة العربية يبدو أنها خرجت جميعاً من قمقم واحد،قمع أمني ثم تحرك شعبي ، فتحركات احتجاجية واعتراضات دولية تنتظر المهزوم،ثم رحيل أو هروب أو تنازل،أي انهيار لنظام قديم،ويتصاحب ذلك مع أطماع بعض التيارات الدينية والزعماء السياسيين المهزومين من الأساس منذ عقود،سيناريوهات متشابه لمجتمعات مأزومة،ورؤساء وزعماء يختفون فجأة وكأنهم لم يكونوا يوماً،وكأننا كنا نعيش تحت ثقل الوهم.
من يسير في القاهرة الآن سيرى وجوهاً مستبشرة،وعيوناً رغم سعادتها،محملة بالعديد من التساؤلات عن المرحلة القادمة،عيون اعتادت أن ترى وجهاً واحداً طوال عقود،فتناسيت أن تسأل نفسها سؤالاً كان يبدو بديهياً عن مصير منتظر سيحدث بزوال النظام بالموت أو القتل أو الرحيل،فقد اعتادت عليه لدرجة التوحد معه،فالدولة المصرية الآن تمر بمرحلة انتقالية خطيرة،حتى مع وجود صمام الأمان العسكري،فهو في حد ذاته من ضمن مخاوف الشارع المصري التي يحاول أن يتجاوزها في هذا التوقيت على الأقل،فهل سينتهي بنا الأمر إلى حكم عسكري جديد،أم إلى فوضى سياسية مرعبة !!،أسئلة مشروعة تشغل المخيلة المصرية.والأمان الوحيد الآن الذي ارتكن له المصريون هو دولة التحرير ،التي أثبتت أنها النموذج الوحيد الصالح للتطبيق،إن تمكنا من توسيع دائرته ليشمل الدولة المصرية بكل أشكالها.
فالنظام الذي سقط اسقط معه كل أقنعة الزيف التي كنا نتوارى خلفها وخلف رموزها منذ عقود،والمفترض ألا ننتظر مخلص جديد يأتي لنا بالعسل والخبز من سماء بعيدة أو يعدنا بجنة موعودة،فكل مفاهيم البطولة الفردية قد انهارت رغم محاولات البعض أن يلتقطها من جديد.والثورة الحقيقية لم تبدأ بعد،على كل منظومات التفكير الفاسدة التي تراكمت في عقلنا الجمعي و أنتجت قياصرة متعددي الأشكال والأحجام،التغير الحقيقي لابد أن يبدأ من قاعدة الهرم الاجتماعي الآن بعد إسقاط قمته،وإلا ستبرز له قمة جديدة تشبه ما هدمناه، فالديكتاتورية طبيعة تفكير أكثر منها فرد أو نظام.فلا ترحلوا من الميدان ،فقد تعتصم به ابنتي ذات الأربع سنوات ذات يوم في ثورة جديدة ضد طاغية جديد إن لم نتمكن أن نخلق اليوم عالم يليق بالتحرير.



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غضبة الحرافيش ..قدر جيل مصري جديد
- سفر الخروج بين دينية إيران و علمانية تونس
- يوم هروب الرئيس..تونس السؤال المفتوح
- دماء مصرية على أبراج الكنائس وستار الكعبة
- نجاد القائم على توزيع أموال الإمام المهدي
- الولي الفقيه ظل جديد لله على الأرض
- التشيع الإيراني بين الأسطوري والسياسي
- حقوق الإنسان على مذبح الدولة الدينية (إيران نموذجاً)
- العلمانية ضحية الغزل المتبادل بين نجاد وبابا الفاتيكان
- رجم ثريا ( الرقص مع الموتى في إيران)
- شجاعة الجهل ومزيد من الطائفية
- الإعلام الديني وأوهام جنرالات الطائفية
- سحر الثقافة وثقافة السحر
- إيران صورة واحدة لشخصين وانقسام الوعي الجمعي
- الفساد الاقتصادي للنخب الإيرانية صراع جديد بين النظام والمعا ...
- من قال لا في وجه من قالوا نعم ( لا ولعنة الخلود)
- مذبحة المعارضة الإيرانية في عاشوراء
- الوحدانية في الديانة الزرادشتية (صراع المقدس والمدنس)
- تجليات العذراء..وظهور فاطمة الزهراء في العراق
- الدولة الشيعية بين ولاية الفقيه والمهدي المنتظر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد لاشين - لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم