أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..














المزيد.....

دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علنا لا نأتي بجديد حين القول ان الاعلان عن نتائج استفتاء جنوب السودان لم تشكل اي نوع من المفاجأة لدى المراقبين لا من حيث النتيجة ولا النسبة لعتمادا على كون الجنوب منفصل فعليا عن الشمال ولا وجود على الارض للحكومة المركزية لا سياسياً ولا أمنياً ولا عسكرياً..والانفصال وتكوين الدولة المستقلة كان شعارا اصبح من بديهيات العمل السياسي الجنوبي ولفترات سابقة جدا لمرحلة اتفاقيات السلام التي ادت الى الانفصال..
ولكن هذا لا يمنع الاشارة الى مسؤولية سياسات حكومة البشير في ترسيخ مفهوم الانفصال لدي الجنوبيين والتمهيد له حتي اصبح واقعاً وهدفا مركزيا ساهمت الادارة الاحادية الضيقة الافق للازمة في تنميته من المطالبة بنوع من الحكم الذاتي وبعض الخصوصية في اطار الوطن الواحد، الى تطور زاخم للكونفيدرالية ثم الانفصال فالاستقلال..
ولن يكون من الصعب علينا الاشارة الى عامل فرض الشريعة الاسلامية كاطار للحكم وأسلمة كل المحاور التفاعلية في البلاد كسبب رئيس في تحديد المسار الاحادي الجهة والمستقيم وغير قابل للمراجعة الذي اتخذته القيادات الجنوبية المتمثلة بالحركة الشعبية لتحرير السودان..بل والشعب الجنوبي باغلبيته الكاسحة المعبر عنها في الاستفتاء تجاه الانفصال و الاستقلال عن السودان..
ولا يمكننا ان نعد اصرار البشير على مشروع تطبيق الشريعة في الشمال معتمدا على الاغلبية الاسلامية الواضحة ومتجاهلا حد التكفير للقوى العلمانية والليبرالية الداعية الى دولة مدنية حديثة..الا كنوع من القراءة الخاطئة المأساوية للمعطيات التي ادت الى هذه النتيجة..والتي تهدد بتكرار هذه العملية في مناطق اخرى من السودان..
ان انفصال الجنوب السوداني..وان كان ضمن ممارسة شرعية متفق عليها لحق تقرير المصير..فانه يشكل رسالة تحذير بالغة الوضوح الى جميع الانظمة التي تتحكم سياساتها بنظرات احادية مرهونة بانتماءات فئوية ضيقة في ادارة العلاقة بين مكوناتها القومية.. متغاضية عن مسؤولية هذه السياسة في اذكاء التوترات الدينية والقوميةالتي تهدد استقرارها السياسي والاجتماعي..وتشكل تحديات خطيرة وأزمات بنيوية..ترهق كاهل الجميع، وتدخلهم في أتون مآزق كارثية..وقد تؤدي الى نوع من الانفجارات غير المسيطر عليها للهويات الفرعية والفئوية مما يجعل النسيج الاجتماعي مهدداً بحروب وصراعات مذهبية وطائفية وقومية وجهوية..
ومن الواضح ان الواقع السياسي العربي المعاش ملئ بالتحديات الخطيرة..التي تهدد الاستقرار والسلم الاهلي لكثير من دوله ومجتمعاته..ومرشحة لتطورات قد تطال الجميع وتدخل المنطقة في اتون نزاعات لا يمكن وصفها الا بالعبثية..تستنزف قوى المجتمع وتضعفه.. وتعمّق الهوة وتنأى بالمسافات ما بين جميع الأطراف والمكونات الاصيلة التي تشكل الفسيفساء الوطني ..ولن نكون مجانبين كثيرا للصواب لو احلنا جميع هذه المشاكل الى عامل غياب علاقة المواطنة بين مكونات وفعاليات المجتمع الواحد وتغييب الهوية الوطنية الجامعة واستبدالها بتغليب هويات فرعية متبناة من قبل النظام ومحاولة تعميمها على المجتمع..
فحينما تتراجع قيم المواطنة في العلاقات بين مكونات المجتمع، تزداد فرص التوترات الداخلية..والى هذا يمكننا ان نعزو جل المآزق البنيوية الخطيرة المترتبة على فرض احادي فوقي قاهر للخيارات السياسية والثقافية للمجموع..وتجاهل اليات المشروع الوطني والذي يستهدف استيعاب أطياف المجتمع ..مما يحتم ادخال البلد في تناقضات واسئلة تتعلق بالهوية والانتماء قد تهدد استقراره السياسي والامني..
كما إن نزعات الاقصاء والاستئصال والتهميش وفرض تعميم قسري لمتبنيات النظام السياسية والايديولوجية ..لا تقدم اي حلول قد تفضي إلى معالجة التقاطعات والاختناقات المجتمعية.. بل قد توفر لها المزيد من المبررات والمسوغات..
ويمكننا ايضا ان نقول ان الانتفضات الشعبية الاخيرة في المنطقة والحراك السياسي المصاحب لها قد وضع جميع دول المنطقة امام خيارات محددة بقسوة..وهي اما الدفع المعاند المكابر باتجاه المزيد من التداعي والتآكل من خلال تبني سياسات الامر الواقع المسند بتوجهات النظام ورؤاه..او اتباع اسلوب الاصلاح والتنمية عن طريق الحوار الوطني الجامع الشامل لجميع أطياف المجتمع ومكوناته والهادف الى دمجها في الحياة السياسية العامة.. وانشاء الدولة الوطنية المنفتحة المتفاعلة المستوعبة للجميع،؛ بحيث لا يشعر أحد بالاقصاء اوالاستبعاد.. دولة العدل والمساواة لجميع المواطنين بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو القومية ..الدولة التي تعلي من قيم المواطنة باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقة بين جميع الأطراف..
فالمواطنة هي الهوية الجامعة..وهي الركن الذي يحتمي به الجميع ..وهي التي تمنع ان تتغول فئة او طيف من المجتمع على الآخر..وهي التي تساوي الجميع من حيث الحقوق والواجبات..وهي الحل للكثير من التناقضات المجتمعية التي من الممكن ان تطرأ على العلاقة بين مكونات البلد الواحد..واخيرا.. فدولة المواطنة هي بالتأكيد المنظومة الذي قد لا يرغب 99% من ابناء طيف واسع واصيل من المجتمع في الانفصال عنها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..
- ليس باسمنا..يا فخامة الرئيس جلال الطالباني..
- كرسي النظام الطائش..يخطئ كلوب الثورة..
- الآن..الآن.. وليس غداً..
- دفاعا عن الهوية الليبرالية الوطنية للثورة..
- تغيير على وقع الاقدام الثائرة..
- الشرطة في خدمة النظام..
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..
- لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..


المزيد.....




- إيهود باراك: طريق واحد يجبر نتنياهو على إنهاء -حرب- غزة
- الحوثيون: نفذنا عملية مشتركة مع -المقاومة الإسلامية في العرا ...
- “فرح أولادك “ثبت الان تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- جد الطفلة -روح الروح- يرزق بحفيدة جديدة وسط فرحة كبيرة
- استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 نايل سات لمتابعة أحلى ...
- سيف الإسلام القذافي يوجه رسالة شماتة إلى كاميرون بعد خسارة ح ...
- “أبسطي أطفالك بأغاني البيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي عرب س ...
- فرحهم بأغاني البيبي المفضلة..تردد قناة طيور الجنة بيبي على ن ...
- سيف الإسلام القذافي يتوجه برسالة إلى كاميرون بعد خسارة حزب ا ...
- “افرحوا يا ولاد” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...


المزيد.....

- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..