تيلي امين علي
كاتب ومحام
(Tely Ameen Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 17:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
انهضي يا سيدتي ، هذا يوم يختلف عما سبقه من ايام ، انه اليوم الاول من استردادك لحريتك ، ها قد تمددت على الفراش في الليلة الماضية بكل استرخاء وفرح ، لم يعد ذلك الغاصب يجثم على صدرك ويكتم انفاسك ويلوث سريرك برائحته الكريهة كما كان يفعل منذ ثلاثين عاما او اكثر ، لقد نجحت وفسخت عقد نكاحه اللاشرعي .
زال الكابوس المرعب يا سيدتي ولا اشك انك قضيت ليلة هانئة ودافئة وراودتك احلام فيها من السعادة ما يحسدك عليها اغلب شقيقاتك .
سيدتي مصر ... كم انت جميلة الان ، اراك شابة نظرة يخجل المعجبون من النظر اليها ، شابة ليس لها من العمر الا ستة الاف سنة ، لا تتعجبوا ، لن ينفعكم القياس ، هذه السيدة هي الحضارة ، كلما مرت الاعوام كلما نضجت واكتملت وازدادت جمالا و عطاءا وانوثة .
انهضي سيدتي ، أتودين ان تقفلي اجفانك على حلمك الجميل ؟ ام مرهقة انت من اسابيع مرّت ثقيلة وانت تناحرين التنين حتى سقط ، لم تذق فيها عيناك ذرة نوم ؟ لا تشيحي بوجهك عني ، ارجوك ، اعرف انك عرفتيني ، انا قادم من العراق ، جئتك اود تقبيل جبينك الذي يضاهي الشمس نقاءا وعلوا وضياءا .
جئت اهنئك بصدق ، انا لم اكن مترددا مثلما كان اوباما ولا اخادع مثل حزب الله وحماس ولا انافق مثل البشير ، ولا افسر الامور بما يتوافق ومخيلتي كما يفعل رفسنجاني ،
لا يا سيدتي لا تحمليني وازرة وزر اخرى ، انا واغلب شعب العراق ، تمسكنا باضعف الايمان ، دعونا لك وناصرناك باقلامنا ولساننا وقلوبنا ، لم يكن لدينا حيلة اخرى ، سهرنا مع ابنائك وبناتك في ميدان التحري حتى انجلى الصبح وسقط الطاغوت وتحررت من القيود ، لا عليك ، انا لست مسؤولا ولا شريكا في موقف المالكي الذي لاذ بالصمت وكأنه يعيش عيشة اصحاب الكهف ، لقد دعوته ان يقف الى جانبك وانت في عز المحنة ، لكن من تنادي ؟ انا ايضا يا سيدتي شعرت بالخجل من موقف برلماننا الخجول ، اه ادركت ! لعلك تلومينني عما قيل ان فخامة رئيسنا الطالباني اتصل بحسني المنبوذ والمحاصر فشدّ من ازره !
يومها يا سيدتي ، خاطبته مع العديد من العراقيين ،علنا وامام الشهود ، لا ليس بأسمنا.
سيدتي المبجلة ، انهضي ، دعينا نرى في اي بلد سعيد تحط ثورة الياسمين برحالها هذه المرة
#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)
Tely_Ameen_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟