مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 03:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عندما اسقط الشعب التونسي الرائع نظام بن علي، استبعد أتباع نظام الرئيس مبارك أن يتكرر السيناريو في مصر، فمصر ليس تونس ومبارك ليس بن علي، والثورة في أذهان الناس انقلاب عسكري يقوم به الجنرالات ثم يرقص أمامهم الناس وتعلق صورهم على الجدران وعلى صدورهم النياشين وتنسج لهم قصص وحكاوي البطولات. لقد وعت الأنظمة بعد تكرر سيناريوهات الانقلابات خطر جنرالات العسكر، استمالتهم بالرواتب الكبيرة والامتيازات لكي تأمن شرهم. وكان لها ما أرادت، فلم يحدث أي انقلاب حتى في اشد الدول العربية كلاحة واستهتار بالشعوب.
لكن الثورتين التونسية والمصرية وضعتا الأنظمة العربية في حيرة لن يجدوا لها حلا!
فان كانت الأنظمة قد آمنت شر انقلابات العسكر فكيف لها إن تأمن ثورات الشعوب.؟
لم يدم الأمر طويلا حتى رأينا كيف إن الحدث يتكرر ليثبت خطل تصور الحكام والأنظمة بأنهم بمأمن من الثورة ما دام الجيش والشرطة رهن إشارتهم. تكرر الحدث لكن ليس كنسخة مكررة وأن بدت كذلك، فهي وان تطابقت بالهدف لكنها اختلفت في التفاصيل، فكما الثورة التونسية لها مميزات شعب تونس الرائع، الثورة المصرية هي أيضا لها عذوبة وروعة وإبداع شعب مصر.
فهي لم تكن مجرد ثورة، بل كانت مهرجانا للإبداع، مهرجانا للوحدة الشعبية، مهرجانا للتضحية والصمود، مهرجانا للحب.
لم تكن مجرد ثورة كانت إثباتا بان الصدور العارية تستطيع هزيمة الآلة الهمجية.
لقد رأى العالم كله هذا الانسجام والتناسق الرائع الذي جسده المصريون على اختلاف ديانتهم وأيدلوجياتهم وأحزابهم وأعمارهم، رآهم العالم كيف أنهم أعطوا للميدان جوهر ا ليكون اسما على مسمى، كيف أنهم حولوه إلى وطن مصغر لكافة شرائح الشعب ، حولوه إلى كعبة أتاها المصريون من كل فج عميق.
تشاركوا في البكاء والفرح والخطر والأكل والشرب وفي تجسيد الملحمة.
كنا نبكي معهم ونهتف معهم ونرفع قبضاتنا معهم ونسهر معهم وننام لنحلم بانتصارهم ولنستيقظ لنعدهم إن زادوا فرحنا وان قلوا خفنا.
شكرا شباب مصر لقد عيشتنا في الثورة فأحسسنا بجمالها وبروعتها وعنفوانها..
شكرا شباب مصر لقد رسمت لوحة رائعة أبهرت العالم وأدهشته.. فوقف العالم كله احتراما لك.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟