أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود جلبوط - من هو عمر سليمان















المزيد.....

من هو عمر سليمان


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 21:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قبل الانتفاضة المصرية المجيدة لم تكن تتجاوز معلوماتي عن الرجل ما يعرفه أي ناشط سياسي معارض في العالم العربي بشكل عام عن رئيس جهاز المخابرات العامة لنظام دكتاتوري حاكم , أضفت فيما بعد إليها القليل من خلال جولاته المكوكية في محاولة منه , كمندوب لنظامه , لتدجين حركة حماس والجهاد للدخول في نفق التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به والتخلي عن نهج المقاومة ليصار فيما بعد إلى الصلح بينها وبين المطبعين الفلسطينيين الآخرين من الجانب الآخر في فتح والمنظمات الأخرى في منظمة التحرير الفلسطينية.
ولكن ما أثار حفيظتي بعد تعيينه من قبل مبارك كنائب له مطلع الانتفاضة المصرية ما كاله له من مديح بعض الشخصيات السياسية والثقافية المصرية من على شاشات الفضائيات العربية المشهورة حتى من أطراف سياسية معارضة دفعني للبحث عنه أكثر , وأقر بأني اكتشفت الكثير مما أتت على ذكره وسائل الإعلام الغربية وصحفها الكبرى وشخصياتها السياسية سأحاول أن أفرد هذه المقالة لبعضها .


أفادت المصادر الصحفية الغربية التي وقعت بين يدي عن الرجل في بداية ظهوره أن دوره لم يكن يتعدى لدى الإدارة الأمريكية دور رجل ارتباط موثوق انتدبه مبارك إليها ليكون وسيطا بين الإدارتين للتنسيق فيما هو مشترك في الدوائر الأمنية السرية , ولكنه استطاع فيما بعد , بمثابرته وإخلاصه وأمانته ومن خلال إظهاره الاستعداد الكبير للتعاون الغير محدود مع الدوائر الأمنية الأمريكية أن يترك انطباعا إيجابيا لديها مما جعله يتمتع "بسمعة" طيبة لديها وخصوصا لدى أجهزتها الأمنية , ولكنه كان موضع انتقاد وخلاف شديد لدى الأوساط الشعبية الأمريكية , فقد كتبت الصحفية الأمريكية Jane Mayer في كتابها The Dark Side في سياق انتقادها لما تقترفه الإدارة الأمريكية من أعمال قذرة أن "سليمان الذي يدير ومنذ عام 1993 جهاز المخابرات العامة المصرية الذي يعتبره المصريون بأنه جهاز قمعي مخيف , وبناء على دوره الأمني , تتخذه المخابرات المركزية شريكا لها في تنفيذ " المهمات الغير عادية " خصوصا ما جرى في سياق تنفيذ البرنامج السري الذي تم في إطاره ملاحقة واصطياد " الإرهابيين الإسلاميين " من جميع أنحاء العالم وجلبهم إلى مصر وتكليف سليمان شخصيا لانتزاع اعترافات منهم عن طريق التعذيب الشديد الغير مصرح به على الأراضي الأمريكية وفقا لقوانينها الشكلية .
وجاء على ذكره أيضا الكاتب Stephen Grey في كتابه Ghost Plane من أن سليمان " ومنذ تسعينيات القرن الماضي على علاقة مباشرة ووثيقة بمسؤولي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المتعاقبين , ويتمتع بالموقع الأول في برنامج تبادلات المعلومات الاستخبارية الأمريكية-المصرية الهامة والتي تجري على يد جهازي المخابرات في البلدين . وقد وصفه السفير الأمريكي السابق Edward S. Walker الذي كان معتمدا في مصر بأنه : رجل ذكي جدا وحصيف جدا ولكنه استتبع فيما بعد بأن له وجها آخر : سلبي جدا يتعامل به مع الشعب المصري , فهو رجل كتوم متمرس في تعذيب السجناء بنفسه".

عمر سليمان هو إبليس على هيئة إنسان , وهو البديل المقبول لدى الجهات الغربية والصهيونية لمبارك. إنه ليس رئيسا لفرع مخابرات قذر وحسب وإنما جلاد وقاتل

هذا ما عنونت به إحدى المواقع الألمانية اليسارية في أحد مقالاتها .
قد أجمعت الصحف الغربية على أن عمر سليمان قد اشتهر لدى ضباط المخابرات الأمريكيين , بهذا بسبب ما كان يقوم به من أعمال قذرة أثناء تعذيبه لبعض الإسلاميين المودعين لديه "أمانة" من قبل الأمريكان والملقى القبض عليهم من قبل أجهزة مخابراتهم لاستجوابهم بنفسه وفقا لبرنامج تعاوني مخابراتي متفق عليه بين الطرفين أفرزته قوانين " حربهم على الإرهاب".
فقد كتب الصحفي الأمريكي Ron Suskind عن هذا التنسيق في إحدى مقالاته المنشورة بتاريخ1.2.2001 والمعنونة تحت :New Egyptian VP Ran Mubarak´s Security Team, Oversaw Torture بأنه , أي عمر سليمان" كان رجل التنسيق الأول للاتصالات بين الطرفين الأمريكي والمصري وفق برنامج ((ترحيل الأشخاص))ومنذ سنوات عدة , وقد تم إرسال جميع المعتقلين الإسلاميين الذين تعجز رجال مخابراتنا من خلال وسائل التحقيق المتاحة لديهم لانتزاع اعترافات مطلوبة منهم إلى مصر وتسليمهم إلى عمر سليمان شخصيا ليشرف بنفسه على تعذيبهم لانتزاع هذه الاعترافات المطلوبة ".
وتورد التقارير الصحفية المستندة إلى تسريبات من رجالات المخابرات الأمريكية نماذج عدة من ضحايا التعذيب على يد عمر سليمان سأورد بعضها :
- الاسترالي الجنسية ممدوح حبيب الذي ألقي القبض عليه في باكستان عام 2001 وأطلق عليه في حينه " الصيد الثمين " وقد رحّل في حينه إلى مصر لعمر سليمان بالذات ليشرف على التحقيق معه شخصيا بعد أن عجزت المخابرات الباكستانية عن انتزاع الاعترافات التي أرادتها أمريكا منه رغم ممارستهم لكل أنواع التعذيب عليه.
وهناك حضر المدعو حبيب بالمعية شواهد أخرى : كتصفية موقوفين اختطفوا أو رحلوا من تركستان قد عذبوا حتى الموت بضربهم , كما أفادت Neville بالاستناد إلى ما رواه ممدوح حبيب عن مشاهداته أثناء التحقيق معه في مصر .
وقد أفاد حبيب أيضا بأن رئيس المخابرات المصري اشتهر بانتزاع الاعترافات من المعتقلين بالتعذيب والتهديد ومعاملته لهم أثناء فترة إقامتهم في أقبيته إلى حين ترحيلهم إلى سجن غوانتنامو بأقصى أنواع الذل والهوان لدرجة تفوق تصور أي إنسان. يبول الجلادين عليهم , يقذفون في وجههم بدم الحائضات , يحققون معهم بالضرب لفترة طويلة تصل إلى 15 ساعة يتخللها بعض الفواصل القصيرة جدا, يلتقطون لهم صورا وهم عراة . وقد تحولت طريقة التحقيق المصرية بإشراف عمر سليمان إلى فزّاعة يخيف السجانين الأمريكان في سجن غوانتنامو المساجين هناك بها بأن يهددوهم بإعادتهم إلى مصر ثانية للتحقيق معهم إن لم يتعاونوا معهم ويتصرفوا بشكل إيجابي لدرجة أن القنصل الاسترالي العام قد نبه حبيب أثناء زيارته له في عام 2004 في سجن غوانتنامو بأن يتعاون مع الأمريكان لكي لا يعيدوه ثانية إلى مصر .

- حكاية تخص الظواهري
نقلت بعض التقارير الصحفية عن بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية أنهم سعوا , بعد شكهم بمقتل أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أثناء أحد هجوم جوي كبير في تورا بورا في أفغانستان بعد عثورهم على جمجمة ظنوا أنها تعود له , لدى المخابرات المصرية للتعاون معهم لإجراء فحص جيني لدى شقيق أيمن الظواهري المقيم في مصر للتأكد فأجابهم عمر سليمان : " بسيطة سنقطع يد أخيه ونرسلها لكم وأنتم افحصوها بمعيتكم " .

- المدعو الليبي
تذكر المصادر الصحفية الغربية بأنه قد تم القبض على الليبي أحد قادة تنظيم القاعدة في باكستان وحوّل من هناك إلى قاعدة باغرام في أفغانستان حيث تم التحقيق معه من قبل جهاز ال FBI الأمريكي ولكن وبعد نشوب خلاف بينها وبين CIA حول الجهة المخولة للتحقيق معه استخدم بينت رئيس CIA آنذاك , والصديق الشخصي لعمر سليمان , نفوذه لدى دبليو بوش وديك تشيني للحصول منهما على ضوء أخضر لإرسال الليبي إلى مصر وتسليمه إلى عمر سليمان للتحقيق معه شخصيا وهناك في أقبية التحقيق , وضعه عمر سليمان فور وصوله في قفص ضيق لمدة 80 ساعة ثم أخرجه منه بعد أن تكسرت أضلاعه ليعلقه من عنقه لمدة ربع ساعة , ثم طلب منه الاعتراف بعلاقة صدام حسين بمنظمة القاعدة وأنه قد سلمها بعض الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لاستخدامها في بعض أعمالهم الإرهابية ليتم استخدام هذه الاعترافات بعد ذلك , في شباط من عام 2003 من قبل وزير الخارجية الأمريكي Kolin Powell أمام مجلس الأمن باعتبارها إثباتا بالجرم المشهود على صدام حسين وعلاقته مع تنظيم القاعدة لتبرير الهجوم الأمريكي على العراق كما بات معروفا .
وروى فيما بعد كل من David Corn و Michael Isikoff في مؤلفهما „Hubris“ وعلى لسان الليبي أنهم " كانوا يريدون قتلي , وكنت مستعدا بسبب ذلك للاعتراف لهم بأي شيء يطلبونه " .
وهذا يسمح لنا بالاستنتاج أن النظام المصري وعلى يدي عمر سليمان شخصيا قد ساهم بشكل نشط وبإخلاص لتأسيس وبناء عمارة الأكاذيب التي استندت إليها أمريكا لتبرير حربها الثانية على العراق في 2003 إلى جانب أنه ينبغي ألا ننسى أن هذا النظام قد أرسل الجيش المصري أيضا لمشاركة قوات التحالف الغربي الصهيوني لتحطيم العراق في حربها الأولى .
ولكن الأهم من كل ما سبق هو ما تحمل ذاكرة الشعب المصري عن هذا العتيد عمر سليمان وما تركه من ذاكرات لدى ضيوف أقبيته السابقين واللاحقين والتي لربما اطلعنا عليها إن أتاحت الفرصة لنشرها بعد انتصار الانتفاضة المصرية وسقوط النظام .
إن أنكى الأشياء أن هذا الجلاد العتيد هو المرشح البديل عن مبارك المطالب بالرحيل لممارساته الاضطهاد والقمع والتعذيب بحق الشعب المصري وبالتفريط بأمنهم ومستقبلهم لحماية أمن الكيان الصهيوني.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكام العرب لا يحكمون بل ينفذون أوامر الخارج لأنهم حكام متخ ...
- هذه طبيعة الرأسماليات الحاكمة في الدويلات العربية : - بلطجية ...
- عندما يتشبث الطغاة بالسلطة في بلادنا لسان حالهم يقول : إما أ ...
- الشعب في مصر يريد تغيير النظام وأمريكا تريد الحفاظ عليه بتغي ...
- هل ما يجري الآن في مصر نهاية الزمن العربي الرديء؟
- رأي حول مسلسل -فضح المستور- للوثائق السرية على قناة الجزيرة
- تخشى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أن تؤدي الانتفاضة ...
- لقد تحوّل الصديق القديم إلى مشكلة جديدة
- الرهان الحقيقي في التغيير على الشعب في الداخل وليس على العدو ...
- يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة
- الشبكة العنكبوتية هي ساحة اشتباك أيضا .
- هل أن أمريكا تخوض حروب -إسرائيل- نيابة عنها أم العكس؟
- هل يرفع الكيان الصهيوني حدة التوتر استعدادا للهجوم المرتقب؟
- على مشارف الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي على إيران
- الرأسمالية كارثة إنسانية عالمية
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود جلبوط - من هو عمر سليمان