أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - مخرجون عملت معهم في المسرح ....... سامي عبد الحميد















المزيد.....

مخرجون عملت معهم في المسرح ....... سامي عبد الحميد


يوسف العاني

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


حين بدأت الكتابة عن مخرجين عملت معهم كنت قد قررت ان تكون الكتابة موجزة تحمل اولاً التجربة المباشرة معهم. وانعكاسات ماتركوه في نفسي من اثر خلال متابعاتي لما قدموه كي تكون الصورة لدى القارئ واضحة تحمل دلالاتها ومباشرة الطرح عن كل مخرج من المخرجين الاثيرين عندي.. واخرين ساهموا في درب الاخراج لكن نصيبهم معي لم يكن ذا بعد بقدر ماكان تجربة حميمة وحبيبه الى النفس ولاسيما هم شباب بعمر الورد.. اكسبتهم معرفتهم وخبرتهم التي اكتسبوها من عملهم في فرقة المسرح الفني الحديث الكفاءة والقدرة التي اهلتهم ليكونوا ضمن ملاك.. الأخراج, فيها. مع هذا القرار الذي اشرت اليه في بداية الحديث.. برزت امامي حقيقية اخرى تطالبني بالا اتمسك بالايجاز الذي تمسكت به في الطرح.. ولا بالاختصار كي لايرهق القارئ البعيد عن المسرح دراسة او تخصصياً او ممارسة .. ذلك ان الحقيقة وبعد الاثر والتأثير علي وعلى مسيرة المسرح العراقي تفرض علي الطرح الموسع بل تدعوني لأن يكون عرض التجربة ارحب واوسع.. وبرزت اول مرة عند الحديث عن, ابراهيم جلال, رحمه الله, فقد كانت هناك رفقة عميقة تجاوزت حدود العمل وحده, بل تعدته الى المسؤولية الكبيرة عن العمل نفسه وغيره من أمور ترتبط في بناء واغناء الحركة المسرحية في العراق والسعي لتأخذ مكانتها اللائقة بها على صعيد ابعد حتى من النطاق العربي . واليوم وانا ابدا كتابة السطور الاولى مع رفيق العمر المسرحي ايضاً , سامي عبد الحميد , احسن بذلك الاحساس العميق: ان الحديث عن سامي يتطلب مني قول الكثير في مسيرة كان لها الاثر الكبير لابالنسبة لي وحدي.. بل للحركة المسرحية.. ابتداء وحتى كتابة هذه السطور. كان لابد من الشارة الى هذا الجانب كي لايبدو الحديث مقتطعاً من حديث كان المفروض فيه ان يكون ارحب واوسع واعمق. التقينا في كلية الاحقوق طلاباً عام 1946 فأكتشف كل منا الأخر, كنت انا عميد جمعية جبر الخواطر كما كانوا يسمونني..! وكان سامي عبد الحميد لاعب كرة الطائرة البارز.. لايميل في البدء الى مثل نشاط هذه الجمعية التي تؤكدعلى الاعمال المسرحية الساخرة الناقدة. التي كنت اكتبها وامثل فيها المسرحية: في مكتب محام, ومحام نايلون, من هكذا.. لكن سامي اقترب منا شيئاً فشيئاً.. فادركت كم هو جاد في تعلم المسرح اكاديمياً وفي اسغلال امكاناته ولاسيما صوته الجهوري الجميل والمؤثر.. واشترك معنا بدور المدعي العام في مسرحية طريفة كتبها الطالب.. موسى الكاظم.. الذي يدرس معنا في كلية الحقوق ويدرس المسرح مساء في معهد الفنون الجميلة وهو من (حضر موت). مضت بضع سنوات والتقينا في معهد الفنون وكان لسامي نشاط واضح فيه.. ممثلاً ومعداً لاعمال مسرحيةخارج السياق الذي عرفت به, المسرحيات التي يقدمها فرع التمثيل في المعهد.. وأفصل انا من المعهد لاسباب سياسية.. ويواصل سامي دراسته بجدية ومثابرة ليتخرج بجدارة الفنان الذي اكتسب واكسب.. وتظل جديته وتصوره للجديد الذي يجب ان يكون سواء في ميدان التمثيل ام الأخراج ام الكتابة للمسرح هاجسه اليومي.. الدور المهم في نشاط الفرقة.. وحين منعوا نشاط الفرقة المسرحي توقفنا على النشاط المسرحي في عدد من الكليات.. ليبرز سامي في اعمال مسرحية كنت اكتبها لتقدم في كلية الطب والهندسة والصيدلة واذكر منها على سبيل المثال: فلوس الدوة, لو بسراجين لو با لظلمة, ايراد ومصرف, من اروح للبيت.. وغيرها وسامي يتولى اخراج هذه المسرحيات ويشارك في التمثيل ايضاً. بدأ سامي عبد الحميد عمله في المسرح مثقفاً يبحث عن اصوليات العمل المسرحي فنياً بمختلف جوانبه.. وكان وهو طالب في المعهد يقتني كل كتاب جديد في السرح اوما يتعلق به.. بل كان اول مسرحي يترجم (ستانلافسكي) الى العربية وقد نشرت الترجمة في مجلة السينما اواسط الخمسينيات.. وكان (القاموس ) عند سامي والذي يحمله معه الدليل الذي لا يفارقه. في اعماله المسرحية الاولى كان يتميز عنا جميعاً بنظرته الجادة الى كل ما يجري في المسرح. حين يأخذ مني النص ويستأنس به يدخل في صراع دائم. مايعجبه يأخذه الى مرتبة اعلى.. ويتخلص مما لايعجبه! كنا انا وهو نختلف احياناً.. لكنني كنت اقدر موقفه واحترمه في قراة نفسي. وقد بدأت شخصية سامي, الأخراجية, كما اشرت تتبلور شيئاً فشيئاً.. وقد احسست أنه كان يريد ان يقطع مراحل ارحب واعمق.. فحين جاءنا, جاسم العبودي, سعد سامي به اكثر منا جميعاً, حين وجد فيه مصدراً لعلمية مسرحية واضحة ودقيقة وعندما غادرنا سامي الى – لندن- للدراسة احسست عن بعد انه سيعود وهو الممثل المبدع, وقد تنامت رؤيته الاخراجية بما يتجاوز الكثير من التساؤلات في داخله.. وحين ذهب ودرس في الولايات المتحدة ادركت انه اكتفى من الجانب الاكاديمي ليعتمد على ما اختزنه واطلع عليه وجربه وما سيكتشفه بنفسه من خلال سعة متابعاته وبحثه.. لكنه مع ذلك ابى الا ان ينال ببغداد الدكتوراه التي يستخدمها بجدارة.. قبل زمن غير بعيد ليكون الدكتور سامي عبد الحميد. في مرة ونحن نقدم.. الانسان الطيب.. عام 1985 احسست ان سامي غير مرتاح.. بل ان كابة تخيم عليه.. سألته مداعبا.. عن سبب هذا القنوط الذي لايأتلف معنا ونحن نقدم مسرحية احببناها طفرة يستمع لكل من يطرح رأياً وكانه يريد ان يكتشف مافي صدور الاخرين بل انه يتقبل كل رآي حتى وان بدا متناقضاً مع رؤاه.. ويستمر العمل بسلاسة وسهولة.. ويتعالى ايقاع الجد في العمل شيئاً فشيئاً ويصبح سامي عبد الحميد السلس المطواع صارماً دقيقاً يحاسب على الصغيرة والكبيرة ويطالب بل (يآمر) الجميع احيانا بالتزامات لارجعة عنها بعد ان اكتمل العمل بتقديره وصار هو المسؤول الاول والاخير. سامي مخرج لايستعرض عضلاته الفنية, فهو مخرج استوعب المدارس المسرحية في الاخراج والتمثيل وشؤون المسرح الاخرى وراح يكيف كل حالة يريدها مع تصوره ورؤاه بمنطلق يراه مناسباً دون تعقيد أو ادعاء.. انه يغير النص الضعيف ويجعله صعباً ليكون مادة مؤثرة لاعلى صعيد الاخراج وحده بل وعلى صعيد الاداء والفضاء والانارة وكل مقومات العرض المسرحياً لقد سعدت بالعمل معه مخرجاً.. في نصوص مسرحية مختلفة بدءاً بالمسرحيات ذات الفصل الواحد كما اشرت ثم صورة جديدة والمفتاح والخرابة, وشاركه فيها قاسم محمد الخان ونجمة.. واعمال قد اكون نسيتها منحتني كلها رصيداً فنيا كان له الاثر الكبير عندي.. اما اعماله الاخرى والتي كنت قريباً منها مثل.. جلجامش..وبيت برناردا آلبا.. فقد شكلت بتقديري فتحاً على صعيد الاخراج عراقياً وعربيا.. حين نال, سامي عبد الحميد, التتويج المسرحي عام 1991 في مهرجان قرطاج بتونس قلت: لقد نال الفنان الاصيل والمبدع, سامي عبدالحميد تاج المجد المسرحي عن تاريخ مشرق من الابداع والتواصل واغناء التجارب بالنسغ المثقف والاصرار العنيد نحو الافاق المسرحية الرحبة والأسس الصلبة في مسرح العراق الحديث. وحين كرمه منتدى المسرح عام 2002 بعثت برسالة تهنئة الى المنتدى هذا نصها. (قلبت اوراقي في المسرح لاقرأ ما كان وكان وكان... فوجدت سامي عبد الحميد معي في كل زمان ومكان وشكرت الله على هذا النعمة) . واليوم اعيد ماقلت بكثير من الاعتزاز.



#يوسف_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرجون عملت معهم في المسرح ....... جاسم العبودي
- مخرجون عملت معهم (التلفزيون) خليل شوقي
- مخرجون عملت معهم في المسرح ..... غانم حميد
- مخرجون عملت معهم (التلفزيون) يوسف جرجيس
- سنوات لا تنسى مع قاسم محمد
- مخرجون عملت معهم المسرح ...... ابراهيم جلال
- مخرجون عملت معهم في المسرح ..... عوني كرومي
- استاذنا الرائد والرمز: (حقي الشبلي)
- صفحات من سيرة فنان رائد ...... جعفر السعدي
- لعبة فاضل خليل الجميلة !
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ...... محسن العزاوي
- مخرجون عملت معهم بالمسرح ..... عبد الواحد طه
- مخرجون عملت معهم /المسرح ، روميو يوسف، فاروق فياض
- مسرحيون عملت معهم ...... فاضل خليل


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف العاني - مخرجون عملت معهم في المسرح ....... سامي عبد الحميد