أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تيلي امين علي - مبارك.. من اين تأتيه رصاصة الرحمة?














المزيد.....

مبارك.. من اين تأتيه رصاصة الرحمة?


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 17:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الذين يتابعون ثورة مصر العظيمة ، يدركون ان شعارها الاولي والاهم باسقاط حسني مبارك قد تحقق منذ جمعة الغضب واختيار عمر سليمان نائبا للرئيس ، فهناك دلائل لا تقبل الشك ان مبارك لم يعد في السلطة ، منها قبوله بنائب الرئيس بعد ان كان يرفضه لمدة ثلاثة عقود ، ومنها اقصاء ابنه جمال عن قيادة حزب السلطة وهو الذي كان يعده خلفا له ويعمل على توريثه حكم جمهورية مصر .
مبارك نفسه ، وقبل اي شخص اخر ، يدرك ان السلطة زالت من بين ايديه وان الوقت قد حان للرحيل ، واشارته الى ان الكيل قد طاف وهو يود التقاعد الا انه يخشى الفوضى ، اشارة واضحة الى انه لم يعد يمارس مهامه لا في حكم مصر ولا في قيادة الحزب الحاكم .
رجال مبارك المحيطين به من المحسوبين على النظام، انفسهم لم يعد يخفون ان رئيسهم ليس ضروريا لحكم مصر وممارسة صلاحياته كرئيس دولة ، انما يتعللون بامكانية حدوث فراغ سياسي في حالة رحيله المبكر ، بل ان معظمهم لا يكنون اي احترام للرئيس المخلوع ، لقد تحدث وزير خارجيته ، احمد ابو الغيط ، بالامس قائلا ان شيخوخة الرئيس احد اسباب الحركة الاحتجاجية ، وتحدث قبله احمد شفيق رئيس الوزراء وقال الرئيس يعتبر بحكم المتنحي لكن ( نحتاج اليه ) لاجراء عملية التنقل السلمي للسلطة ، على حد زعمه ، ورفض عمر سليمان ان ينقل مبارك سلطاته اليه لان ذلك لا يخوله تعديل الدستور ، وان تنحي مبارك لا يجعل منه رئيسا لان الدستور يوجب تولي رئيس مجلس الشعب مقام الرئاسة في حالة خلوه ، وبمعنى ان مبارك لم يعد في السلطة الا بسبب اصرار اقطاب النظام على عدم ترحيله حتى يتسنى لهم انقاذ ما يمكن انقاذه من مؤسسات النظام والافراد المحسوبين عليه ، وبمعنى اخر ، لا نستبعد ان مؤسسة النظام قد فرضت طوقا على مبارك وجعلته في غرفة التنويم المغناطيسي لفرض املاءاتهم عليه وجعله يتصرف وفق اجندة اقطاب النظام وهو في حكم الاسير عندهم .
من ناحية اخرى ، السياسة الامريكية مترددة في الافصاح عما يجب ان يفعله مبارك ، فبينما كانت ترى ، في الايام الاولى من الثورة ، ان حكمه مستقر ، وان الادارة الامريكية لا تنحاز الى حكومة مصر او الى المحتجين ، شهدنا اياما طالبت فيها الادارة بوجوب اجراء التغيير حالا مما يعني رحيل مبارك ، وعادت الادارة الامريكية في هذه الايام لتخفيف لهجتها تجاه بقاء مبارك في الحكم لفترة اخرى ولو بصورة رمزية .
من جانبها تعمل اسرائيل وبعض الدول العربية بما فيها السعودية والامارات لادامة حكم مبارك الرمزي وابقائه على رأس النظام حتى لا ينهار هذا النظام كله وتبقى السياسة المصرية كما كانت في عهد مبارك .
اما الشعب المصري فأنه ، وعلى ما يبدو ، لا يتزعزع عن موقفه وهو مصر على رحيل مبارك ، وربما محاكمته ، قبل ان تعود الاوضاع الطبيعية وتتخلص مصر من حاكم مستبد ونظام قمعي جائر ، ويوما بعد يوم يبرهن المصريون انهم اصحاب القرار في بلادهم ، فلا النظام يمكنه البقاء ، ولا امريكا تقرر متى يكون الرحيل ، ولا اسرائيل والدول العربية المتخلفة بامكانها رسم صورة الحكومة المصرية القادمة.
وبين هذا وذاك ، يحتضر حسني مبارك وينتظر ان تأتيه رصاصة الرحمة من احدى هذه الجهات ، ينتظر ان يقتنع اركان النظام ، بان الثورة تعني اول ما تعنيه نهاية نظام واحلال نظام اخر ، فيفكوا اسره ويدعوه يرحل حيثما رحل الشاه وزين العابدين .
ينتظر ان تقتنع اسرائيل والدول العربية ان ما هو قادم قادم ،وعليها التعامل مع هذا القادم الجديد وان تسبب في انهيار الانظمة المستبدة في الشرق الاوسط ، او اجبر اسرائيل على اعادة النظر في غطرستها .
انه ينتظر ان تنتبه ادارة اوباما لمصداقية الولايات المتحدة فتنحاز فعلا وقولا الى المطالبين بالحرية والديمقراطية في العالم الاسلامي، فتسحب الغطاء عن الانظمة الدكتاتورية .
انه ينتظر ان تشتد الثورة في مصر وان تتحرك خارج ميدان التحرير وتشتعل قطاعات اخرى فيسقط القصر الرئاسي .
انه ينتظر ان تثور ثائرة الجيش فينظم الى الشعب ويمسك بذراع الرئيس ويقوده الى المطار ، قائلا له اختر الجهة التي تناسبك .
حسني مبارك هو الرابح في كل هذه الفرضيات ، لان بقاءه في صورة المومياء قد تكون لها عواقب اخرى تفقده حريته وربما حياته وقد تجرده من ثروته التي جمعها ( بشق الانفس )! في السنين الغابرة وانفق شبابه في سبيلها .
فمن يطلق رصاصة الرحمة اولا ؟



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب مهان وحاكم عزيز ومبارك
- ماذا قال الرئيس الطالباني للرئيس المصري ( المخلوع )
- الحكومة العراقية مطالبة بدعم الشعب المصري
- انفلونزا الحرية
- هل من مفاجئات تنتظرنا في كردستان العراق
- الادارة الامريكية لا تنحاز للتحول الديمقراطي في مصر
- اذا رحل مبارك يلحقه الاخرون
- الكرد هل اساءوا التقدير ؟
- المشروع الامريكي لا يخدم بناء دولة عراقية دستورية
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية - الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية - الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية - الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية- الحلقة الس ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق الربريطانية- الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية- الحلقة الخ ...
- ما علاقة مام جلال بقانعي فرد
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية - الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثلئق البريطانية - الحلقة ال ...
- حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثاءق البريطانية _ الحلقة ا ...
- حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثائق البريطانية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تيلي امين علي - مبارك.. من اين تأتيه رصاصة الرحمة?