ثورة الكرامة إلى أين ؟؟

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    

تتركز مأساة الوطن العربي المتواصلة في ثنائية الجهل والديكتاتورية في مقابل العلم والديمقراطية .... جاءت أدوات العصر العلمية والديمقراطية وما وصلت إليه التكنولوجيا المعاصرة لتفلق الرأس العربي المتحجر فجأة ليخرج إلى الشارع لإسقاط كل شيء تقليدي والقصة في بداياتها
الجيش أصبح صمام الأمان في الدول العربية إلى حد ما وليس بالمجمل كما في النمودج الفلسطيني

في تونس انحاز الجيش للثورة فسقط ورحل رأس النظام ولاتزال الثورة تراوح في مكانها لأن التحدي برز بين الأحزاب التقليدية التي تشبه النظام وفي مصر لم ينجاز الجيش لأحد ومازالت قضية انتهازية الأحزاب التقليدية التي لم تقم بالثورة وأرادت ركوبها هي التحدي.

يبدو من متابعاتي أن هناك تحدي كبير لم تستطع ثورات الشباب إلى الآن سواء في تونس أو مصر من حسم هدا التحدي وهو الأحزاب القائمة سابقاً والتي من منظوري لها امكانيات وقادة يماثلون في انتهازيتهم السياسية الأنظمة الحاكمة وهدا ما يجعل الحالة تبدو ضبابية وغامضة ولا يستطيع أحد التنبؤ بمآلها.


وحيث لم يحل هدا التحدي ولم تتبلور خطة أفضل مما كان سابقاً ولم تتبلور قيادة من الثائرين ولا كان لديهم برنامجاً سياسياً لقيادة البلاد لأنهم ليسوا حزباً ولم يتوقعوا هده المتغيرات بهدا الزخم فإن الفرصة في التغيير قد تنقلب الي تهديد للمجتمعات الثائرة وهنا الخطر أكبر في التحول الى الفوضى لأن الثورة الآنية تحمل مفاهيم ومطالب ديمقراطيةبدرجة عالية جداً في حين أن مجتمعاتنا العربية وتراكيبها وأحزابها ليست ديمقراطية بعد.


هناك استثناءات ولكنها متأثرة بثورة العلم تأثيرا شديدا ومنها فلسطين حيث هناك انقسام وحكومتين وجيشين ولكن الجيشين والأجهزة الأمنية في غزة والصفة ليست جيش وأجهزة وطنية بل هي جيوش وأجهزة حزبية وهنا المشكلة أخطر لأن النمودج الفلسطيني سيفقد صمام الأمان من حيادية الجيش فكل جيش سيحارب الثورة إن قامت بأعضاء حزبيين ولدلك يمكن الحسم أسرع ولكن سيكون حتما دمويا أكثر.


ما يهمنا الآن في فلسطين ليس جلد الدات وتبادل الصرخات كل شيء وضح ونريد حقنا في انتخابات تشريعية ورئاسية في فلسطين تشرف عليها الأمم المتحدة ولا أحد يتمتع بشرعية جماهيرية أو دستورية .. بل هم جميعا يختطفون شعبنا ويصادرون قراره وحقه في اختيار من يحكمه فيسيئون للديمقراطية ويدمرون القضية.

غداً الجمعة موعد ثورة الكرامة البيضاء .. أتمنى على حماس منح الفرصة للناس للتعبير عن آراءهم دون قمع أو إطلاق للنار على المحتجين لتقدم حماس نمودجاً جديداً يعبر عن سلوكاً حضارياً جديداً في الساحة الفلسطينية سترتد عليها فوائده بالقطع .. أما ادا واصلت قمع أو قتل المحتجين فهي ستزود الشعب بطاقة ووقود لاستمرار الاحتجاجات فالشعب في مأزق ومعاناة كبيرة وعلى الجميع الاستجابة للمصالحة وانهاء الانقسام واجراء الانتخابات.

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات