أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - ثلاث قصص قصيرة جدا(همْ....هنَّ)














المزيد.....

ثلاث قصص قصيرة جدا(همْ....هنَّ)


انمار رحمة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 21:25
المحور: الادب والفن
    



الفراشة والكاتب

رقبتـُهُ المتدلية على الكتابة نبهتْ يديه لتمريغها قليلا ً،رَفَعَ رأسَه الثقيل إلى أعلى ،فانتبه إلى فراشة ٍ صغيرة ٍ تلعب حول المصباح،غير مكترثة ٍ لضجيج ِ الكلمات على الورق،وازدحام الخيالات في رأس أتعبه الواقع ُ،ظلَّ يراقبها /يحاورها/يستشعر إحساسها /والفراشة ُ تواصل اللعبَ والطيرانَ حول المصباح المضيء.عاجلته رغبة ُ النوم والراحة ،فاتجه نحو فراشه الفوضوي، حين اكتسح جيشُ النعاس مدينة ََروحه الهادئة.هناك شيء واحد عكـّر مزاجه/استفزه /انه الضوء،أتجه نحوه وهو يطالع فراشته وهي مازالت تلاعب الضوء منتشية .أطفأ المصباح َ واتجه إلى سريره ،وغط ّ في نومه تاركا ً الغرفة تسبح في محيط الظلام،غير آبه للفراشة الوحيدة ،التي ظلت تطير هنا وهناك باحثة عن دفء أو ضوء أخر ولكن بلا جدوى.
في اليوم التالي ،لم يفهمْ الأطباءُ المتجمهرون على جثة ِ الكاتب سببا ً واحدا ً للوفاة،سوى انه مات مختنقا ً فقط،ولكنهم حين أخرجوه ؛وتناولته يدُ الدفـّان بعد حين ،لم يعلموا أنهم انزلوا في القبر،جثتين،كاتبا ً مخنوقا ً وفراشة ً طرية.


الطفلة و البحر


أثارها ولعُ التزحلق ِعلى صدره المتجمد ،دفعتها الرغبة ُ العنيفة على مغادرة ِ اليابسة ،والتوجه بلهفة ٍ إليه ، ذلك الذي أخفى باطنـَه المليء بالهيجان والثورة تحت سجادة بيضاء من الجليد، لا يتحرك /لا يصفع بكفّ ِ أمواجه وجه الساحل . حركتْ قدميها متزحلقة ً تدغدغ صدرَهُ العريض،على مهلها راحتْ تحركُ أعضاءَها /تسيلُ الرغبة ُ كالعسل على فم ِ روحها الشفيفة،تضحك على حذر ،وفي داخلها رغبة ُ الصراخ نتيجة الدهشة المتصاعدة من فوهة وجدانها المكبوت،و(الصامتُ) أخفى تحت لحافه الأبيض جسدا ً كبيرا ً أتعبه الغموضُ والرغبات.اقتربت إلى فتحة ٍ صغيرة ٍ في الجليد،هي ثقبٌ بين عالمه وعالمها ،نظرت من خلال الفتحة فرأت صورتها هناك،تتحرك بفعل الموج المخنوق تحت الجليد .شاغلتها صورة الطفولة في ذالك الثقب ،فظنت بسذاجة أن المكان هناك ادفأ للعب مع طفلة أخرى. مدت الطفلة والصورة يديهما /تلاقتا /لا يفصلهما غير الماء/ داهمتها رغبة ُ النزول إلى جوفه ،ومسك ِ يد الطفلة الأخرى/هناك نادى الأبُ الطفلة َ من بعيد،فتراجعتْ مستجيبة ً لصوته،تاركة الصورة في جوف البحر، الذي لم يفعل شيئا ً ،سوى انه أغلق الفتحة َ بالجليد،واحتضنَ الصورة َ في جوفه ونام.



اللوحة والرسام

الرسام ُ القابع في غرفته المرمية في قعر الوحدة، يطالع لوحته التي اكتمل المشهد فيها ، ولم ينقصْها إلا اللون .
اللونُ الأصفر لون به ما تبقى من وجه الشمس/ حقل سنابل/ جديلة حبيبته الضائعة /اللون الأزرق لون به سماء بلا بكارة/انهارا ً تدق كالمتسول أبوابَ المدن /خواتم َ العرافين الفاخرة .اللون الأحمر ..!)سأل نفسه في رجفة ٍ اكتسحته ٍ، حين اكتشف أنّ اللون الأحمر لديه غير كاف ٍ لإكمال ِ اللوحة التي طالعته هي الأخر كطفلة ٍ لا تفهم الأعذار ،كفراشة ٍ تريدُ التحـررَ من شرنقتِـها ،وتطير في سماء عينيه المتعبتين. التأملُ أوقفه عن التلوين ،حين تسللتْ فكرة ٌ كالأفعى في جوف ِ روحه العتيقة،أشعرته بلذة ٍ أثيرية ٍ غامضة،رجع بعدها إلى لوحته ليكملَ تلوينها بصمت ٍ في تلك الليلة.
لم تكتملْ اللوحة ُ في اليوم الثاني فقد جفـّتْ كلُّ تفاصيلها ،إلا لونها الأحمر،لن يجفَ حتى يُدْفـَنُ الرسامُ ذو الشريان المذبوح.



#انمار_رحمة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسة
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- طفل جنوني
- رائحة الخيالات
- الساهر
- قصة قصيرة / قتلت عصفورا مرتين


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - ثلاث قصص قصيرة جدا(همْ....هنَّ)