أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - الفيس بوك، انتفاضة














المزيد.....

الفيس بوك، انتفاضة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 09:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لم يكن متوقعاً أن تفضي دعوة على الفيس بوك من مجموعة شبابية الى كل ما حدث في مصر. فقد حدثت دعوات سابقة دون أن تؤدي الى أي تجاوب، بعد أن دعمت مجموعة شبابية اصبح اسمها فيما بعد مجموعة 6 إبريل دعوة عمال المحلة الى الإضراب من خلال دعوتها لإضراب عام تضامناً معهم. لكنها كررت الدعوة بعد ذلك الى الحدّ الذي أوجد مناخاً بأن المسألة باتت "مهزلة"، رغم أن هؤلاء الشباب ظلوا مصممين على التواصل والتحريض على الاحتجاج.
هذه المرة تحولت الدعوة الى انتفاضة شاملة عمّت كل مصر، ولازالت متصاعدة ومتماسكة، رغم كل القمع الذي ووجهت به، والإصرار السلطوي على خنقها. ولا أظن أنها ستخنق.
طبيعي أن المسألة ليست بهذه البساطة، وأن كل هذه الجموع لم تخرج فقط لأن هناك دعوة على الفيس بوك، وأعتقد بأن معظمها لم يسمع بالفيس بوك أو بالدعوة عبره، ولقد سمعها من الصحف والفضائيات التي هي في متناوله. ولم تتجاوب معها من منطلق التضامن أو "الحشرية". لكنها كانت تعيش في أزمة عميقة توضحت من خلال آلاف حركات الاحتجاج التي عمت مصر خلال السنوات السبع السابقة، والتي كانت تعبّر عن أزمات معيشية مستفحلة، طالت الفلاحين بعد إعادة الأرض للملاك الذين صادر الإصلاح الزراعي أراضيهم، وطالت العمال الذي أفضت الخصخصة الى انهيار وضعهم المعيشي، والى تسريح أعداد كبيرة منهم. كما طالت المناطق التي جرى تهميشها أو جرى الاستيلاء على أراضيها لمصلحة مافيات، أو التي جرى تدمير البيئة في محيطها ليتسبب ذلك في تفشي أمراض قاتلة. أو الموظفين الذين لا يكفي أجرهم معيشة أيام من الشهر. أو..أو...
أو الفئات الوسطى التي تركز خطابها، ونشاطها، خلال العقد السالف على الدمقرطة، فأصبحت منذ سنة 2004 تطرح شعار "لا للتمديد" لرئيس لازال يحكم منذ ربع قرن حينها، و"لا للتوريث" لإبنه الذي كان يتحضر لكي يكون "الرئيس المقبل". وبالتالي بات هم هذه الفئات تغيير النظام، وتأسيس جمهورية ديمقراطية.
كل هذا الشتات كان قائماً، وكان يعبّر عن أزمة يعيشها المجتمع. أزمة العجز عن العيش بالأساس لدى كل الطبقات الشعبية، وأزمة شرعية تعيشها الدولة نتيجة الشكل "الديمقراطي" المشوّه الذي يلفها فيقصي كل هذه الفئات. ولقد كانت الصراعات الاجتماعية تتصاعد، وتتوسع، من الفئات الوسطى الى العمال والفلاحين، ومن العاصمة وباقي المدن الى الأرياف. لكنها ظلت مشتتة، ولا تتوافق على هدف واضح، حيث تحلم الفئات الوسطى بالديمقراطية بينما تبحث باقي الطبقات الشعبية عما يساعدها على العيش.
وإذا كان النشاط من خلال الفيس بوك ينحصر في "نخب شبابية" بالأساس، وأن الدعوة الأولى في 6إبريل سنة 2009 جاءت تابعة لإضراب عمالي محدَّد مسبقاً فنجحت لهذا السبب بالذات، حيث تناولته مختلف الصحف، فإن هذه اللحظة لم تتوفر في كل الدعوات التالية، رغم أن النجاح الأول أغرى بالتسرع في الدعوة المتكررة لإضرابات لم تكن أكثر من تجمعات محدودة للنخب ذاتها، مع بدء تسرّب مجموعات شبابية هي المتفاعلة عبر الفيس بوك.
لكن لاشك في أن هذه الدعوات الشبابية، والتي بدت أحياناً كدعوات بهلوانية أو ناتجة عن غرور نتج عن النجاح الأول، لم تكن بمعزل عن الاحتقان الذي تعيشه الطبقات الشعبية. حيث يجري تناسي بأن هؤلاء الشباب هم ليسوا منعزلين عن المجتمع، وإذا كان هناك من يعتقد بأنهم من الفئات الوسطى نتيجة تعليمهم ومقدرتهم الوصول الى النت، وبالتالي يميل الى القول بقطيعتهم مع المفقرين من كل الطبقات الشعبية، فإن الملاحظ هنا بأن هؤلاء هم من المفقرين وليسوا طبقة وسطى، فليس التعليم هو المحدِّد للموقع الطبقي. قيمة هذه الملاحظة تتمثل في أنها تعطي مؤشراً على أن الدعوات المتتالية الى الإضراب والانتفاض من قبل هؤلاء كانت نتاج احساس عميق بالاحتقان الذي باتت تعانيه هذه الطبقات، ولم تكن نتيجة هوس "فيس بوكي"، أو تعالي برجوازي صغير. وبالتالي كانت الصوت الذي يدعو الى نقل الاحتجاج من طابعه الضيق والجزئي والمحدود الى أبعاده الواسعة. أي تحويل أشكال الاحتجاج المتفرقة والمتعددة المطالب، التي تعبّر عن كل من هذه المجموعات المحتجة، الى مطلب شامل تمثل في الشعار العام الذي حكم الانتفاضة منذ البدء: الشعب يريد اسقاط النظام. رغم كل المطالب التي ترافقت معه من هذه الفئة أو تلك، من شكل الدولة الى رغيف الخبز الى العدالة الاجتماعية.
يبقى أن نشير الى أن اللحظة التونسية التي تمثلت في قيام الانتفاضة وانتصارها في طرد زين العابدين بن علي أشعلت كل مكنون الاحتقان المتراكم لدى كل الطبقات الشعبية، وهذا ربما ما جعل هذه الفئة الشبابية تتحسس بأن الانتفاضة هذه المرة ممكنة. وهذا ما حدث.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الشيوعي اليوم؟
- ما حدث وما يمكن أن يحدث في تونس
- ليس رحيل بن علي فقط بل والطبقة الحاكمة أيضاً
- مهماتنا الثورة ومشكلات التنظيم
- الصراع الطبقي في الوطن العربي في الثمانينات
- المسألة الطائفية كتحدي للمسألة القومية العربية
- طريق الانتفاضة لماذا تثور الطبقات الشعبية؟
- أطروحات من أجل ماركسية مناضلة
- بيان لن يصدر حول الدعاية الصهيونية باسم اليسار
- الدفاع عن الصهيونية -ماركسياً-؟
- سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية ...
- الليبرالية بصفتها يسار ملاحظات حول أطروحات كريم مروة الأخيرة
- عن الأفق الاشتراكي: علينا أن ندفن موتانا
- عن عودة المفاوضات المباشرةالسلطة تكيفت مع المشروع الإمبريالي
- قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها
- العودة إلى مفاوضات فاشلة
- الحياة مفاوضات فاشلة
- هل ستتغيّر السياسة الأميركية؟
- اليسار العربي والصهيونية والدولة الصهيونية (حوار مع يعقوب اب ...
- ماركس وحلم الرأسمالية


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - الفيس بوك، انتفاضة