أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بين المدني والديني في المجتمع المعاصر















المزيد.....

بين المدني والديني في المجتمع المعاصر


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين المدني والديني في المجتمع المعاصر
بعبع التكفير بمواجهة النقد والمعارضة الديموقراطية؟ وخطل وجود أحزاب الإسلام السياسي

عاش الإيمان الديني عند الفرد في جميع المجتمعات وعلى مرّ العصور بطريقتين واحدة تعبر عن علاقة صادقة تمتلئ النفس البشرية بها لتعبر عن اطمئنان تام إلى ممارسة كل طقوسها وفروضها بلا حاجة لتهديد الآخر أو مصادرته أو قسره على أمر. فلا إكراه في الدين؛ وخير الدين الوسط لا غلو فيه ولا تشدد ولا تطرف.
والمتمعن في الشأن الدعوي للدين يلاحظ أنّ النصَّ المقدس واضح ودقيق في آية (وجادلهم بالتي هي أحسن...) أي لا إكراه ولا قسر؛ كما يلاحظ حالا من الاستقلالية بين المدني الدنيوي والديني الأخروي فــ (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تعيش غدا) والفصل والاستقلالية بين الاثنين واضح بيِّن هنا، والشواهد كثيرة على هذا.. بخاصة في استقلالية المدني عن الديني في مراحل مبكرة من ظهور الرسالات الدينية..
لكننا من جهة أخرى وجدنا في أحيان [ومراحل] أخرى توجه بعض من بيده سلطة، لإكراه المحيط على الخضوع لأوامره ونواهيه بعد أن يسقط القدسية على شخصه بادعاء كونه نائبا عن الربّ! فمارس أولا إلغاء الحياة المدنية للناس وأجبرهم و-أو ضللهم في العيش على طقوسه المدّعاة وهي في حقيقة الأمر ما أنزل الله بها من سلطان...
إنّ كل مراجعة منصفة لأصول الدين تكشف الزيف والادعاء في أنشطة أحزاب التدين السياسي.. وترينا بأن الدين يبقى علاقة نزيهة بريئة من خلطها بالخطابات المدنية للإنسان على أساس أن الجوهر في العلاقة مع الربّ (الله) الخالق ليس بحاجة إلى وساطة تقرّب المؤمنين زلفا كما كانت الأصنام وكما كان كهّان المعابد [الذين جرى إزاحتهم]، فحتى الأنبياء هم من بني آدم يحيون ويموتون كما كل بني البشر...


أسوق هذه المقدمة في إشارة واضحة إلى استمرار أحزاب الإسلام السياسي بادعاء كونها ممثلة رسمية لا للدين وأصوله حسب بل بالتجاوز على الذات الإلهية بالقول إنّ مرجعيات تلك الأحزاب السياسية تنوب عن الله وتتحدث باسمه، وأنّ أوامرها ونواهيها تمثل قدسية واجبة ملزمة لبني البشر لتستعين بهذا الزعم والادعاء في التحكم بالناس، على سبيل المثال باستصدار الفتاوى والتوجيهات الدينية ومصادرة أي رأي أو قضية كما جرى في الانتخابات العراقية مرارا..
وهي بهذا الخلط بين الإلهي المقدس والبشري العادي بين الديني والمدني، لا تعبر إلا عن جريمتين أولاهما في الاعتداء على الذات الإلهية وعلى الدين الحق وعلى العلاقة السليمة بين المؤمن وربه وثانيهما في تضليل بعض الناس وإخضاع آخرين لسلطة أحزاب الإسلام السياسي الدنيوية (المدنية) بمزاعم إيهامية كاذبة لاعتقاد ديني مدّعى...

من هذا المنطلق يجابه اليوم ساسة التيار الديموقراطي المدني، حملةَ فصلِ ِ بينهم وبين جمهورهم الذي يمثل عموم الشعب بفئاته وطبقاته بلا استثناء.. هذا الفصل يقوم على إيهام الشعب بأن التيار الديموقراطي وفكره هو تيار كافر يتعارض والإيمان وإذا جاز ترك بعض أتباعه من الديموقراطيين للعمل والنشاط فلا يجوز للمتدين أن يتبعهم ويبادلهم علاقة ومناقشة في رأي..!
والحقيقة، تكمن في أن خطاب تأسيس دولة بمؤسسات مجتمع مدني تظل حالا سليمة يجري في إطارها احترام الدين والمتدين ويجري في إطارها تأمين سلامة ممارسة الطقوس الدينية والعبادات بحرية تامة.. الأمر الذي يقطع الطريق على الأدعياء ويمنعهم من استغلال الناس وسوقهم إلى مهالك الاحتقانات الاجتماعية المفتعلة والحروب الطائفية المصنوعة بإدارة مباشرة من أحزاب الطائفية السياسية المتحالفة يقينا مع الفساد والإرهاب...
وبخلاف دعوات الدين الحق للسلام والتعايش [وخلقانكم قبائل وشعوبا لتعارفوا...] لا نرى من أحزاب الطائفية السياسية سوى لعنات افتعال أسباب وذرائع للاقتتال... ولطالما امتلأ خطاب تلك الأحزاب بالضغائن والتكفير والتشهير، ما شكَّل دعوة ممنهجة مستمرة متصلة للتقسيم والتشظي والتشرذم ومن ثمّ للاحتراب والاقتتال..

وبهذا، ففي كل دعوة لقوى الديموقراطية المعبرة عن الوجود المؤسسي الإنساني المعاصر، أي الوجود المدني العلماني ومؤسسات الدولة المدنية الحديثة المعاصرة، يُجابه من يرفع تلك الدعوة بالتكفير وبوضعه في تعارض مع الدين والمتدينين وبإعلان غضب وكلاء (الله) وزاعمي تمثيل (الله) في الأرض على تلك الدعوة الإنسانية المدنية ووصفها بأبشع النعوت... فيبقى (بعض) أتباع التيار الديني في خشية من أمر ممارسة حياتهم الإنسانية الطبيعية وبناء علاقات تحترم آدميتهم.. فلا يستمعون لأي رأي سديد في التخطيط لبناء المجتمع المدني..

غير أنَّ الدعوات لتطهير العملية السياسية في بلدام المنطقة وفي العراق نموذجا وتعديل مسارها والتوجه لخيار بناء مجتمع مدني ديموقراطي، لا تقتصر على مجموعة ديموقراطية محدودة بأعضاء حزب أو حركة سياسية بل تشمل في حقيقتها أبناء المجتمع كافة من دون استثناء.. ومنهم المتدينون المتمسكون بدينهم وطقوسه.. لأن هؤلاء مواطنون بشر من بني آدم ممن يدعوه دينه الحق إلى عيش حياته وإلى العمل من أجلها تعميرا للأرض المستخلف عليها وللأنفس الموكول لهم تلبية مطالبها ومنعها من الحرمان حيث الأصل في توجيه النص الديني المقدس لحياة الإنسان الإباحة لا التحريم ولا التكفير.. وعليه أحرى بهؤلاء التفكير بالانضمام لأحزاب مدنية علمانية تعبر عنهم لا الانخداع بأحزاب التدين السياسي ولا الخشية من إرهابهم الفكري المرافق لإرهابهم التصفوي الدموي...

وما نراه من أحزاب الدين السياسي ليس سوى استبدال إيهامي [يضعون فيه السياسي محل الديني] فيدعون أنهم يمثلون الدين فيما هم في النهاية ليسوا أكثر من أحزاب (سياسية) تقمع الحياة المدنية ومطالب الناس وحاجاتهم وتحرمهم منها بفتاوى تكفيرية (سياسية لادينية) ولا يوجد نص ديني مقدس يبيح لهم مثل ذاك التحريم والتكفير..
إن أحزاب الإسلام السياسي هي تجاوز على الدين بخطابها المتعارض مع نصوص الدين الصحيحة.. وهي اعتداء على الإنسان وحقوقه ووجوده الاجتماعي، إذ خُلِق الإنسان ليتزاوج ويتكاثر ويبني المجتمع؛ وهذا المجتمع الإنساني لا يمكنه إلا أن يوجد في إطار مؤسسات مدنية الوجود والجوهر.. وهذا ما تحقق مذ وُجدت البشرية على ظهر البسيطة ومنذ ولادة مجتمع دولة المدينة التي تتعارض وسلطة أحزاب التديّن السياسي ووجودها...
إنّ المجتمع المدني بحاجة لأحزاب تعبر عن الفئات والطبقات وتتفاعل مؤسساتيا ((مدنيا)) في شؤون الإنسان الحياتية ((المدنية)) البحتة.. وللتخلص من مثل هذه الأفكار البناءة واتقاء تنويرها العقل البشري، عادة ما تصنع خطابات أحزاب الإسلام السياسي حوائط صد عبر تحذير أعضاء أحزاب الإسلام السياسي من التفاعل معها على أساس أنّ أيّ توجه مدني يودي بهم إلى الكفر ولكن الحقيقة الناصعة تبقى في أن لكل من المدني والديني مؤسسته وآليات عمله ولكل منهما استقلاليته ووجوده وكينونته..
ومن يعمل من أجل دنياه ليس بكافر بل هو عين العقل أن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا كما يوصيه الحديث النبوي الشريف ولا تعارض بين عمله المدني ودينه وإيمانه بمعتقده.. وأكثر من ذلك من واجبه الديني أن يعمل ليعيش ويلبي حاجاته وحاجات عائلته وبيته وبلاده وذلكم من التكليفات الدينية أن يحيا حياته؛ مباح له فيها وجوده المدني الخالص يحب ويصادق ويبني علاقاته الإنسانية الصحيحة السليمة والحديث الشريف يقدم المدني على الطقسي الديني بالقول (عامل يعمل خير من ألف عابد)...
إنّ الدعوات لبناء مجتمع مدني لا تتحكم به قواعد الرهبنة الدينية المصطنعة ولا يسوده الانقطاع للطقوس التعبدية والتبطل؛ فذلكم بالذات إذا ما طغى بات عصيانا لجوهر النص الديني المقدس.. أما ألاعيب مشاغلة الناس بالطقوس ومنها طقوس إيذاء البدن وجلد الذات ومعاقبة النفس على جريمة لم ترتكبها وتحويل أغلب أيام السنة إلى عزاءات ومقاتل وأحزان [الحديث النبوي يقول لا عزاء فوق ثلاث: فكيف بنا نحيل الدهر إلى مأتم وعزاء متصل مستمر] فهذه طقوس خارجة على الدين وأصول أركانه وفروعه من جهة وهي من جهة أخرى ليست سوى فرية تمثل أداة لإخضاع الناس لاستغلال بشع من قوى ضلالية ظلامية..

وما نصل إليه في نهاية هذا الإيجاز بين المدني والديني: أن لا تعارض بين المدني ودعواته من أجل دولة مدنية ديموقراطية وبين اعتقاد الناس بدينهم وممارستهم طقوسهم التعبدية.. وأجدد التذكير بالحديث النبوي الشريف الذي يدعو الناس للعمل من أجل دنياهم كأنهم يعيشون أبدا مثلما لدينهم وبالحديث الآخر الذي يفضل العامل الذي يعمل على المنقطع للعبادة تارك العمل المبتعد عن وجوده الإنساني المدني....؟

إنّ الديموقراطيين لا ينحصر خطابهم في فئة اجتماعية من دون أخرى فكل المواطنين هم أبناء المجتمع المدني وقوانينه العلمانية التي تستند إلى استثمار العقل الذي كلف الخالق عباده كيما يتنوروا بقوانينه وآلياته في إعمار البلاد وتشييد المجتمعات البشرية... إنَّنا جميعا معا وسويا مدنيون علمانيون في وجودنا وفي مسار أعمالنا وأنشطتنا وأي فصل بيننا وبين الوجود المدني لا يمثل سوى خديعة لاستغلالنا...
وليس من مثال أصدق من نماذج عيشنا في ظلال حكم أحزاب الطائفية السياسية أو في سطوتها! ألا ترون كيف يتنعم قادة تلك الأحزاب برواتب وأموال هي ثروات البلاد والعباد ومقابل ذلك تسود حياة البؤس والفقر للغالبية فلا خدمات ولا عمار ولا بناء ولا صحة ولا تعليم ولا أي شكل من أشكال العيش الإنساني الكريم.. ذلكم يرد بمثال عراق أحزاب الطائفية السياسية وليس بديلا له سوى أحزاب الديموقراطية والمجتمع المدني الذي يحترم الإنسان وقيمه ومطالبه وحاجاته وليتعظ صاحب العقل ومنطقه...
وللكلمة بقية



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول النداء من أجل حركة ديموقراطية جماهيرية متحدة في العراق
- الأحزاب والحركات الدينية: إفراز للأوضاع المرضية ولانعدام مؤس ...
- حول مهام الثقافة العراقية اليوم بين الرسمي والشعبي والتخصصي؟
- اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين بين سندان الإرهاب وابتزازه ...
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي بشأن الوضع الثقافي العام في ا ...
- نصف قرن من الاحتفال باليوم العالمي للمسرح
- دعم ثابت لحق تقرير المصير لشعب كوردستان
- رسالة مفتوحة: لنوقف أنشطة قوى الظلام وأعداء الحرية في العراق
- أولوية حقوق الإنسان والثقافة الحقوقية!
- رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة.. تهنئة وآمال وتطلعات
- الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها
- الإحصاء السكاني في العراق بين منطق الضرورة والتجيير؟
- صلات الأحزاب السياسية وزعامتها بالناس بين الحقيقة والادعاء؟
- الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم
- الطائفية السياسية في العراق الجديد
- الطائفية بين خطل الأسس الفكرية ومخاطر الممارسات السياسية
- في العام الدراسي الجديد: آلام متكررة على كواهل الطلبة وعوائل ...
- جرائم بحق التنظيم النقابي تمثل علامة فاضحة على استعادة آليات ...
- الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية
- محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في ال ...


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بين المدني والديني في المجتمع المعاصر