أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم














المزيد.....

أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الصعب أن يطلب من الشعب الفلسطيني أن لا يتفاعل مع الأحداث الدائرة، ولا يمكن لنا أن نعزل أنفسنا عن حراك الشعب العربي مهما كانت المسافة الجغرافية التي تقربنا منه أو تبعدنا عنه. فالشارع وفعالياته لعبة الفلسطيني ومساحته المفضلة للتعبير، يمسك بناصيته بمهارة، ويمتلك تراثا مميزا بالسيطرة عليه وإنطاقه واستخدامه. كما ان الفلسطيني يعتبر نفسه جزء أصيل من الشعوب العربية، يعتب عليهم لدى تقاعسهم عن التضامن مع شعبنا في محنه ونضاله، ويوجه النقد لهم ان لم يسارعوا لأداء واجبهم إزاء استباحتنا؛ أو حال تقصيرهم في الضغط على حكوماتهم لنصرة شعبنا ولعب دورها المفترض على جميع المستويات.
تفاعل الفلسطينيون مع مطالب الشعب التونسي في انتفاضته من أجل الديمقراطية والمشاركة والعدالة الاجتماعية، لكنه رغم تململه ومحاولاته للتعبير العملي عن مشاعره اتجاه الثورة التونسية أو ترحيبه بمطالبها وتفهمه لدوافعها المحقة والعادلة، إلا انه لم يستطع سوى تصدير بضعة بيانات ومحاولات ضعيفة لتحريك الشارع لم ترتق ولا بأي شكل من الأشكال لمستوى الوفاء للشعب التونسي، لم توفه قدره مقابل الجميل الذي قدمه، وهو الذي فتح ذراعيه وأبوابه للقيادة الفلسطينية وكوادرها في محنتها في وقت أغلقت في وجهها الأبواب...
السؤال الذي يتم تداوله يتمحور حول من المسئول عن الموقف الباهت للشعب الفلسطيني وبما يشبه الموات الوطني والقومي..! في الحالة التونسية سمعنا من رموز السلطة الوطنية كلاما عن أن الوفاء للنظام التونسي الذي فتح بابه للقيادة يقتضي منا الصمت والهدوء.. وحاليا، وبعد مضي عشرة أيام على "انتفاضة" الشباب المصري من أجل التغيير والديمقراطية؛ لم نسمع إلا ببعض البيانات "المجبصنة" عن بعض فصائل اليسار على طريقة إسقاط الواجب.
المبررات الجاهزة وراء عدم الخروج للشارع تتلخص في مقولة عدم جاهزية القوى الوطنية والديمقراطية للتغيير السياسي، وبالخشية من خطف انتفاضة الشباب من قبل القوى الأصولية ممثلة بحركة الإخوان المسلمين الحاضرة لملئ الفراغ.. والخوف من أن تركب حركة حماس الموجة وأن تمتطيها لأغراض سياسية مناوئة للسلطة بهدف العبث بالأمن وإشاعة الفوضى.. وفي المحصلة فالخاسر الأكبر هو المواطن ومكتسباته القانونية ممثلة في التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير وبما يزيد من خفض متدرج لسقف الحريات العامة وبما يتناقض مع النظام الأساسي.
السلطة الوطنية محملة بأوزان ثقيلة للدروس والاستنتاجات الخاطئة للمواقف السياسية المتخذة سابقا، حيث ينتصب موقف تأييد موقف "صدام حسين" في اجتياحه للكويت في خلفية تفكير معارضي تحديد المواقف إزاء القضايا العربية ذات الصلة بالأنظمة العربية.. كما يقف التخوف من سياسة العقاب الجماعي في حال عبر الشارع الفلسطيني عن وقوفه مع الجماهير المصرية التي طفح كيلها من النظام المستبد، ومن سياساته التابعة التي تزيدهم فقرا وتقمع رغبتهم في الديمقراطية والتغيير. تخوف السلطة يصل إلى الحد الذي يتجاهل فيه تلفزيون فلسطين ما يحصل في الجوار، في الوقت الذي يتسمر فيه العباد أمام الشاشات لمتابعة الحدث الكبير الذي يصعب تجاهله..
ان المجتمع الفلسطيني يتمتع بالتعددية السياسية والفكرية، وهو الأمر الذي يمكنه من النظر من زوايا مختلفة للأمور وتحليلها، مجتمع بعيد عن الأحادية والتطابق والتماثل في مواقفه وفي استخلاصاته لتجاربه، ومن حقه أن يمتلك موقفا خاصا بسقف أعلى من قيادته السياسية وأن يتباين معها في الإعلان عن تأييده للجماهير العربية ضد أنظمتها المستبدة..
ان الموقف الذي يريد الإمساك بالحركة الجماهيرية والسيطرة عليها يعبر عن عدم الثقة بها، ويعبر عن المقاربة الحاصلة في بنية نظامنا السياسي مع البنية الرسمية للأنظمة العربية، متناسيا بأننا لا زلنا جميعا، شعبا وسلطة، نعيش في إطار مرحلة التحرر الوطني من الاحتلال.
وأخيرا، لن نكون في كل الأحوال كتماثيل "القرد" الذي يغطي عينيه بيديه مرة، ويغلق أذنيه بهم مرة أخرى، ويكمم فمه بهم في صورة ثالثة، لا لسنا كذلك القرد ولا نريد أن نتشبه في حكمته.. نحن شعب الثورة التي ألهمت ثورات العالم، وعلينا دعم وتأييد التغيير الثوري في العالم العربي على وجه الخصوص، ففي التغيير مصلحة للشعوب العربية أولا ولشعبنا ثانيا..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 52% من عضوات المجالس المحلية الفلسطينية لا يرغبن في الترشيح ...
- احياء يوم الشهيد في بلعين
- قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية: الكرة في ملعب الحكومة
- يحيا العدل..
- المرأة والحريات العامة والشخصية في غزة
- ابو عمار.. باقٍ معنا وفينا
- حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة الفلسطينية
- شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون
- رسالة من المرأة الفلسطينية الى الامين العام للأمم المتحدة في ...
- حملة - اكتب رسالة لأسير-
- على أبواب الذكرى العاشرة للقرار 1325 ومأزق قرارات الأمم المت ...
- الحدود أولا
- بعض الأسئلة المشروعة
- تحرير الشهيد مشهور العاروري وفتح الجبهة القانونية
- عبلة أبو علبة لمهمة الأمين الأول -لحشد-
- بيوت الأمان: الحاجة والضرورة
- ما بين مقاطعة البضائع الاسرائيلية وبضائع المستوطنات
- هل من حل لمأزق الانتخابات المحلية الفلسطينية
- اربع وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- مطلوب قائمة نسوية لانتخابات المجالس المحلية


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم