شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مما لا شك فيه أن الأوضاع في مصر سوف لن تعود إلى ما قبل 25 يناير بأي حال من الأحوال .
ثورة الشباب وليس ثورة الأحزاب بكل مُسمياتها يسارية – إسلامية – ليبرالية – شيوعية , فلقد عجزت هذه المُسميات أن تقدم شيئاً للشعوب وأنشغلوا بالتنظير والجدل العقيم و شاخوا ووصلوا إلى أرذل العمر دون ان يحققوا ما هو مطلوب , ثورة الشباب والذين لا يوجد من يمثلهم فهم بدون قائد وبدون أمين عام وبدون مسؤول ( حالياً يعملون على تشكيل لجنة ناطقة بأسمهم من جميع الأطياف المشاركة في ميدان التحرير ), ولكنهم أحدثوا هزة عنيفة في جميع دول العالم وسوف لن يستطيع الحاكم القادم أن يتجاهل ما قام به هؤلاء الشباب .
حاولت جميع الأحزاب أن تمتطي ثورة هؤلاء الشباب وغضبهم وأندسوا بينهم من اجل منافعهم ومأربهم ومن أجل أن يقطفوا ثمارهم فهل سوف يتمكنون ؟ هذا هو أحد الأسئلة المهمة في ما يحدث في مصر ومنذ 25 يناير ؟
منذ 25 يناير ولحد الآن والإعلام يُكرر ويُعيد بأن هؤلاء الشباب لا يوجد من يمثلهم , لا يوجد من يفاوض عنهم , لا يوجد مُحاور لهم من اجل تنفيذ مطالبهم والتي أصبحت هي مطالب الجميع .
رحيل المستبدين , تعديل الدستور , إلغاء حالة الطواريء ,عدم الترشيح ,لا توريث بعد اليوم , فك الأرتباط بين الحزب الحاكم والرئيس والذي كان في شرقنا وبالاً , فالحزب الواحد هو أس البلاء وهو صاحب الحقيقة المطلقة ثم التعامل مع المواطنين على أساس واحد لا فرق بين زيد وعمرو , إلى غيرها من المطالب التي ظهرت بعد الثورة والتي سوف تأخذ طريقها في المستقبل .
هناك عبارة تتردد كل يوم : مَنْ يفاوض َمَنْ ؟
ثورة الشباب هي الثورة الالكترونية وليس ثورة التنظيم السري والدبابات واقتحام القصور الملكية والجمهورية , هي ليست للذين يعملون في الخفاء وتحت الانفاق فلقد ولى ذلك الزمن ولن يعود أبداً , لقد تغير الحال فلم تعد الثورات هي التأمر من أجل قلب نظام الحكم والجلوس على عرش الرحمن بل الثورة الآن هي من شباب عانى وضحى ولكنه خرج للميدان من أجل تغيير وتبديل الأوضاع فمن سيقطف ثمارهم من الوصوليين والمنتفعين واهل الشعارات البراقة .
هي ثورة التواصل الاجتماعي / الفيس بوك – تويتر – يوتيوب / .
هي ليست ثورة اليسار الالكتروني كما قال الأستاذ رزكار عقراوي , وكذلك هي ليست ثورة اليسار التقليدي فاليسار في مصر ضعيف مقارنة مع غيره , بل هي الثورة الالكترونية, هذا مجرد رأي غير مُلزم لأحد .
في الحقيقة لم يتسنى ليّ الإطلاع على كافة المقالات التي تم نشرها في الحوار المتمدن والتي تخص مصر ( منذ 31 يناير تحديداً لسفري ولكني كنتُ متابعاً لحظة بلجظة ما يحدث في ميدان التحرير بصورة خاصة ) .
بعيدا عن شباب 6 أبريل أو كلنا خالد سعيد أو شباب التغيير الذين كانوا السبب في الخروج لميدان التحرير يوم 25 يناير .
ما هو الموقف الأمريكي وماذا تُريد أمريكا ؟ هذا هو بيت القصيد وهذا هو الذي يجب أن نتابعه ونراقبه فأمريكا اليوم هي القوة الوحيدة في العالم والتي تتحكم بالبر والبحر والجو .
مصر أكبر دولة عربية وأكبر ثقل سياسي ومصر يعني السلام ومصر هي قناة السويس ومصر تعني كلّ شيء بالنسبة للعرب .
مصر ثالث اقتصاد بعد السعودية والامارات ولكن مصر في بداية حكم مبارك كانت 40 مليوناً واليوم هي ضعف العدد وفي نفس الوقت هذا ليس تبريراً لمبارك الذي حكم مصر 30 عاماً وحقق لها الكثير ولكنه كان فاسداً بكل معنى الكلمة فحكومة رجال الأعمال بقيادة أحمد نظيف كانت الطامة الكبرى ولقد حصلت الهوة بين الفقراء والأغنياء والإحصائيات معروفة للجميع .
من يتابع التقارير الاقتصادية حول مصر سوف يجد أنّ لديها قوة اقتصادية وموارد كبيرة جداً ولكن هذه الموارد لفئة قليلة في المجتمع المصري فالإحصائيات تُشير إلى أنّ 20 % يملكون اكثر من 65 % من الموارد .
احتياط النفط في مصر 72 . 3 مليار برميل
من هي الدولة المرشحة بعد مصر ؟ سورية , اليمن , العراق , ولكن لماذا لا تكون الجزائر التي تملك أكثر من 12 مليار برميل كاحتياط من النقط ؟ هل الدول النفطية مستبعدة من معادلة التغيير ؟ ولماذا ؟
للمقارنة فقط فالمملكة العربية السعودية تمتلك اكثر من 265 مليار برميل من النفط والكويت اكثر من 102 مليار برميل بينما يملك العراق اكثر من 115 مليار برميل ولكن العراق تم تغييره وهو الآن ( مئة على مئة ) ؟
هل التغيير سوف يكون لصالح الغرب وكيف ؟ هل الحكام المستبدين أكثر فائدة للغرب أم العكس هو الصحيح ؟
هي مجرد أسئلة تتبادر إلى الأذهان من قبل المراقبين لما يجري في مصر وأسئلة قد يكشف ما يحصل في المستقبل عن جواب لتلك الأسئلة .
السياسة الأمريكية ونظرتها للتغيير في الشرق الأوسط :
منذ 25 يناير ولغاية الآن وتصريحات المسؤولين الأمريكيين في حيص بيص . اوباما – هيلاري – الناطق باسم البيت الأبيض , هؤلاء الثلاثة لديهم في كل يوم تصريح ولكن جميع التصريحات كانت مشوشة حسب المراقبين حتى أن السيد محمد البرداعي قال ذلك بكل وضوح .
لندع مبعوث اوباما والاختلاف حول تصريحاته بعد لقائه مبارك , ونقول هل تسعى امريكا من اجل الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان وإذا ما كان جوابنا نعم , فهل سوف يكون هناك تناقض مع المصالح الأمريكية ام لا ؟
مطالب امريكا بالنسبة للثورات التي حدثت في اوربا الشرقية وهي :
الثورة المخملية في صربيا وثورة الورود في جورجيا وثورة البرتقال في اوكرانيا , كانت بصدد – حقوق الإنسان والديمقراطية .
حقوق الإنسان في عالمنا العربي والديمقراطية مطلب امريكي ؟ نعم , ولكن هناك سؤال يطرح نفسه إلاّ وهو : إذا فازت الأحزاب التي تُعتبر راديكالية من وجهة نظر امريكية كيف سوف يكون موقف امريكا بصورة خاصة والغرب بصورة عامة ؟
لماذا هذا السؤال ؟
التصريحات الأمريكية التي بدأت بعبارات مثل : ضبط النفس – عدم استخدام العنف – الانتقال السلس للسسلطة – فوراً – الان – الخ , ولكن بعد ذلك بدأت الصورة اكثر وضوحاً ألاّ وهي رحيل مبارك الصديق الوفي لأمريكا , هل هذا تدخل في الشؤون الداخلية أم لا ؟ مجرد سؤال يتبادر للأذهان ومن قبل المراقبين , فرض الليبرالية بقوة , على الحكومات القادمة أن تُراعي كافة الاتفاقيات الموقعة ؟ هذا هو بيت القصيد حسب رأيي الشخصي , ولكن ما هو الضمان سيدي اوباما ؟ هل سوف تفرض ذلك بالقوة ؟ وإذا ما حصل ألاّ يُعتبر ذلك تناقضاً سافراً مع الديمقراطية ؟
التصريح الأخير لغاية كتابة هذه المقالة هو : نلاحظ تقدم ملحوظ في الإجراءات على لسان اوباما نتيجة ما قام به مبارك من تغييرات , وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عدم وضوح الرؤية من قبل الساسة الأمريكيين .
أمريكا وبكل صراحة لديها في الشرق سياسة ثابتة لا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنها أو التغاضي مهما كلف الأمر ألاّ وهي :
معاهدة السلام ( إسرائيل ) .
مصادر الثروة ( النفط ) .
لا ثالث لأمريكا في المنطقة مهما حاولنا أن ننحاز لها .
الموقف الإسرائيلي يتناقض مع الموقف الأمريكي لأن الإسرائيليين يطالبون أمريكا بدعم مبارك وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن : ان الساسة الأمريكية تسير بطريق خاطيء في التعامل مع موضوع مصر .
برحيل مبارك الآن أو بعد انتهاء ولايته في سبتمبر , من سوف يحكم مصر ؟
اليسار – الليبرالية – الإسلاميين ( الإخوان المسلمين ) ؟
نجيب سايروس قال : لا خوف من الإخوان المسلمين ؟ وبالمناسبة هو حالياً في لجنة الحكماء .
مصر , التغيير , إلى أين ؟
ما هو الأفضل لمصر الآن : رحيل مبارك الفوري ( الآن ) وسوف تدخل مصر في ما يُسمى الفراغ الدستوري , أم يبقى مبارك ويُحقق جميع مطالب الشباب ؟ أم الأنتقال السلمي للسلطة ؟ وأيهما أفضل للولايات المتحدة الأمريكية , نعود ونقول هي مجرد أسئلة ؟
( هناك من يقول أن تمسك مبارك بالسلطة لغاية انتهاء فترة ولايته في سبتمبر من أجل تصفية مشاريعه الخاصة وممتلكاته ) .
الآراء مختلفة ومتضاربة .
( في كل لحظة هناك خبر وهناك تصريح وهناك إجراءات في مصر ) .
مصر إلى أين , وتعامل أمريكا مع القادم هو بيت القصيد .
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟