|
الظاهرة البوعزيزية تشغل المخابرات عن السلفية الجهادية
حسن الخباز
الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 07:33
المحور:
كتابات ساخرة
دأبت المخابرات العربية مياشرة بعد تفجيرات 11 شتنبر على تتبع أنشطة الجماعات الإسلامية بشكل عام والسلفيين الجهاديين على وجه الخصوص ، حيث أنها قلمت أظافرهم بكل ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيط سواء اللي داير أو اللي ما دايرش . فكل من أعفى لحيته متهم حتى تتبث براءته. ومن المخابرات العربية من تقايض أمريكا على "الرأس" ، وقد اشتهر الجنرال حميدو لعنيكري عند الولايات المتحدة الأمريكية بخبير الإرهاب ، لكونه مع كل زيارة لهم يقدم لهم تقدية جديدة ، يختار لها إسما مثيرا ، ويعتبرها خلية إرهابية ، فيخيط لها على المقاس تهما ثقيلة ،غالبا ما تحضر فيها تهمة نية تفجير المصالح الأجنبية بالمغرب ، حتى ينال رضى ماما أمريكا ، وتستحق التهمة إثارة اهتمام الغرب . نحن لا نكذب وجود هذه الخلايا ، ولكن ربط أصاحبي ، واه فين كان مخزون هاد الشي كااامل ، لو أنه اعتقل خلية أو خليتين ، لكان الأمر معقولا ، أما أن يعتقل كل من يصلي الفجر ، فهذا ما لا يقبله عقل بشر . لقد تجاوز الحدود حتى اعترف عاهل البلاد نفسه للصحافة الإسبانية أن خروقات شابت أحداث 16 ماي بالدار البيضاء ، والعديد من الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية رصدت الكثير من هذه الخروقات ، فقد اعتقل الجنرال حينها ما يقارب العشرة آلاف من السلفي ومنهم غير ذلك ، لدرجة أن الأمهات المكلومات اتصلن بالصحافة المستقلة المكتوبة ، ونشرن صورا لأبنائهن وهم داخل الملاهي يدخنون الشيشا ، ويعترفن أن أبناءهن عاطيين للشراب صلية ، حتى تتبث براءتهم من التدين ، وأنهم مواطنون صالحون ، أرأيتم مثل هذا الخزي ، أن يصبح عنوان الاستقامة السكر والخلاعة ؟؟؟ إن السكر العلني في نظر القضاء ليس تهمة يعاقب عليها القانون ، فمباشرة بعد إحالة المتهم بالسكر العلني على وكيل الملك يأمر بإطلاق سراحه ، كيف لا وأغلب الوكلاء ما كيسحاوش ، وأقسم بالله أنني حين كنت قريبا محكمة عين الشق- التي نقلوها حاليا- ، كنت أرى بأم عيني عشرات قناني الجعة المحجوزة مرمية في حاوية الأزبال المحاذية للمحكمة ، وقد استهلكت داخل بنايتها . فكيف سيحكم بالعدل سكير ؟ يجب اشتراط الإستقامة لولوج أسلاك العدل ، يفترض في القاضي أو وكيل الملك أن يكون نزيها ، كيف لهذا أن يتحقق والفساد ينخر الجسد القضائي بالمغرب ، بل ويبوؤه المرتبة الأولى في سلم الرشوة كل عام ، لقد اهتمت المخارات بشكل مبالغ فيه بالسلفيين ، وتركت المجال خصبا لعتاة المجرمين ليعيثوا في الأرض فسادا ، حتى بات المواطن أشد حاجة للأمن من الخبز ، فلو تكلفت أجهزة المخابرات بملف قطاع الطرق الذين يرعبون المدن والقرى المغربية ، لنقصت وتيرة اللصوصية بشكل كبير ، فالتعذيب الذي يلقاه المتهم على يد المخابرات سيجعله يفكر ألف مرة قبل يقدم على جريمته . إن السبب الحقيقي وراء تفشي هذه الظاهرة الخطيرة كون السجون صارت مدارس لتكوين المجرمين ، لدرجة أن المجرم يشتاق للسجن ، كيف لا وقد تخطى ممون الحفلات أسوار هذه المؤسسات التي يفترض فيها كونها تهذيبية و إصلاحية ؟ لقد صار المسجون يلقى الاهتمام والرعاية التي لا يلقاهما خارج السجن ، لذلك يفكر في العودة كلما تمتع بالعفو . حبذا لو تكلفت المخابرات بملف قطاع الطرق ، وسنكون ممتنين لو أعيد فتح تازمامارت و مولاي الشريف والكومبليكس والقرينة الكحلة فضلا عن معتقل تمارة السري ، واستقبلت هذه الأفواج من الإرهابيين الحقيقيين الذين يثيرون الرعب في المواطنين ، لدرجة أن المنظمات الحقوقية في الكثير من المدن المغربية نظمت وقفات احتجاجية على عدم استثباب الأمن . حينها سنطالب المخابرات بالتفنن في تعذيب هؤلاء الوحوش ، وسنتصدى كمواطنين لأي منظمة حقوقية تحشر أنفها من أجل الدفاع عنهم لكونهم الأحق بكل أنواع التعذيب ، لأنهم لا يرحمون ، ومن لا يرحم ، لا يجب أن يرحم . لقد استنكر البعض الطواف بمجرمي فاس ، وطالبوا بمعاملتهم معاملة إنسانية ، رغم أن كل هؤلاء القطاع ليسو آدميين ، ويستحسن معاملتهم كوحوش ، ويجب نشر صورهم دون العمل بأخلاقيات المهنة ووضع بنض على أعينهم ، بالعكس يجب فضحهم ، فالرسول ص يقول : أذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس. لقد أعادت أحداث حرق العاطلين لأنفسهم المخابرات إلى الواجهة ، فصرنا نسمع عن حالات إحباط محاولات حرق عاطلين لأجسادهم من لدن أعضاء جهاز مراقبة التراب الوطني ، بعدما كان هذا الجهاز شبه متخصص في الجماعات الإسلامية . الذين أصبحوا المستفيد الأكبر من هذه الثورات التي اجتاحت العالم العربي ، وأنتجت الظاهرة البوعزيزية التي شغلت المخابرات .
حسن الخباز مدير موقع Festival.7olm.org
#حسن_الخباز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قيلوا عليكم محمد السادس.
-
لا لا ، تقبتي الورقة أمولاي هشام!!!
-
طاح بنعلي كثرو الجناوة
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|