|
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-7 / أضحية إبراهيم
كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 02:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مقالة سابقة بعنوان (الرائيلية محاولة للتزاوج بين الدين والعلم) بحثت منشأ هذه العقيدة ومحاولة مؤلّفها استخدام العلم لكسب المؤيدين لدينه الجديد واتمنّى ان تطلّع ألقارئة ألعزيزة ويطلّع القاريء العزيز على تلك المقالة الموجودة في موقعي الفرعي بهذا العنوان اضافة الى مقالة مكمّلة للمقالة الاولى وتحت عنوان (حوار مع رائيلي) لاخذ فكرة اوّلية عن الموضوع. يبدأ رئيس الخالدين حديثه بمقدمة يقول فيها بأنّك ( مخاطبا رائيل ) ستجد في الكتاب المقدّس آثار الحقيقة التي تمّ تحريفها بعض الشيء من طرف النّساخ الّذين لَمّ يتمكّنوا مِن إدراك مثل هذه الاشياء تقنيا وعلميا ولَمْ يكن بوسعهم سوى نسب ذلك إلى عالم الروح والفوق طبيعيات ( الميتافيزيقيا )، وحدها الاجزاء المهمّة مِن الكتاب المقدّس هي الّتي ساشرحها لك امّا عدا ذلك فهي ثرثرة شعرية. في هذه المقالة سنكمّل ما بدأناه في الحلقات ألسابقة من تأويلات رائيل لسفر التكوين من التوراة: أضحية إبراهيم: يقول رائيل في كتابه ألرسالة:
فيما بعد أراد الخالقون أنْ يروا ما إذا كان شعب إسرائيل، وخاصة كبيرهم ( يقصد إبراهيم ), لا يزال يكُّن لهم ألمحبّة وألإحترام أم لا، بعدما أصبحوا يعيشون في حالة شبه بدائية وبعدما تمّ تخريب معظم ألأدمغة ( من قبل الكائنات ألفضائية ألخالقة للإنسان، بسبب محاولة قوم عمورة وسدوم غزو ألفضاء للإنتقام من ألإلوهيم)، هذا ما تقوله ألفقرة الّتي أراد فيها إبراهيم أنْ يُضحّي بإبنه. أراد الخالقون أنّ يمتحنوه ليروا ما إذا كان خوفه ومحبته للخالقين جدّ قويّة، ومن حسن ألحظ أنْ كانت ألتجربة إيجابية. " لا تمد يدك إلى ألصبي ولا تفعل به شيئا. ألآن عرفتُ أنّك تخاف ألإيلوهيم(...)." ( ألتكوين-22-12 ).
قبل مناقشة هذه ألقصّة ألتوراتية وتأويل رائيل لها من ألأفضل ألإطّلاع على نص ألقصّة كاملة وكما وردت في ألتوراة، لأنّ رائيل يقتطف من ألقصّة ألمقاطع ألتي تخدم هدفه، بألإضافة إلى ذلك سنلقي نظرة على ألصيغة ألقرآنية للقصّة لأجل ألمقارنة بين ألصيغ ألثلاث.
ألقصّة كما وردت في سفر ألتكوين ألإصحاح 22 من ألتوراة:
(( 1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا. 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك. 3 فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله. 4 وفي اليوم الثالث رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد. 5 فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار.واما انا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد ثم نرجع اليكما. 6 فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين.فذهبا كلاهما معا. 7وكلم اسحق ابراهيم اباه وقال يا ابي.فقال هانذا يا ابني.فقال هوذا النار والحطب ولكن اين الخروف للمحرقة. 8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.فذهبا كلاهما معا 9 فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب. 10 ثم مد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه. 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا. 12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني. 13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه.فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه. 14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى 15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه. 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.من اجل انك سمعت لقولي. 19 ثم رجع ابراهيم الى غلاميه.فقاموا وذهبوا معا الى بئر سبع.وسكن ابراهيم في بئر سبع 20 وحدث بعد هذه الامور ان ابراهيم اخبر وقيل له هوذا ملكة قد ولدت ايضا بنين لناحور اخيك. 21 عوصا بكره وبوزا اخاه وقموئيل ابا ارام 22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل. 23 وولد بتوئيل رفقة.هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور اخي ابراهيم. 24 واما سريته واسمها رؤومة فولدت هي ايضا طابح وجاحم وتاحش ومعكة )).
حسب الرواية التوراتية فإنّ ابراهيم رأى في منامه أنّه يذبح إبنه إسحاقا أمّا ألرواية ألإسلامية فتذكر بأنّ القربان هو إسماعيل. والسؤال هنا لِمَ هذا الاختلاف في إلروايتين؟ إنّ ألسبب ألذي يخطر في البال لأول وهلة هو أنّ اليهود أرادوا إلصاق هذا ألشرف بجّدهم إسحاق بينما أراد محمّد إلصاق هذا ألشرف بجدّه إسماعيل، ونلاحظ فخر ألنبي محمّد في ألحديث ألمنقول عنه بأنّه أبن ألذبيحين: أبوه عبدألله، وألجد ألبعيد إسماعيل. سؤال اخر يخطر على البال: لِمَ يامر ألله نبيا بذبح ابنه قربانا له؟ يقول المدافعون عن هذه القصّة بانّ ألله أراد أنْ يمتحن إيمان إبراهيم، ولكن ألا يعلم ألله ألعليم ألبصير مدى عمق إيمان نبيّه ألذي أرسله لهداية البشر؟ لايمكن الاجابة على هذا السؤال بالنفي لأنّه يتناقض مع قدرة ألله. إنّ مؤلف هذه ألقصّة ألدرامية أراد وبإيعاز من عقله ألباطن أن ينتقم ألرب من إبراهيم في ألحلم لأنّ إبراهيم شكّ في قدرة ألله على إحياء ألموتى يوم ألقيامة وذلك حسب ألقصّة ألقرآنية. إذا أستعنّا بأسلوب فرويد في التحليل النفسي سنتوصل إلى حل آخر لهذه ألمعضلة. إنّ إبراهيم بعد أنْ أنصاع للأوامر ألديكتاتورية لزوجته سارة وترك هاجر وألطفل المسكين في عمق الصحراء طعاما للحيوانات المفترسة وبدون ماء كافٍ، أحسّ بألذنب جراء تصرفه فأنتقم لاشعوره منه برؤية هذا ألحلم ألرهيب. امّا فداء الابن ( اسحاق او اسماعيل ) فهي أسطورة متأثرة بالطقوس البدائية للإنسان حيث كانت ألقبائل ألبدائية تقدّم قربانا من ألبشر للإله لإرضائه أو لإتّقاء غضبته، ثم أُستبدِلَ هذا ألقربان ألبشري بقربان حيواني بعد تطوّر ألعقل الانساني. تصوّر ألإنسان في ألقديم،أنّ بإمكانه ألتزلّف للآلهة بالقرابين طمعا في خيرها، وبألأسلوب نفسه أتجه للآلهة الباطشة ألغضوب تحايلا عليها، ودرءا لعصفها أو زلزلتها، وإبعادا لشر وحوشها وضواريها. وأخلص الإنسان في تعبده فلم يبخل بالعطاء، فكان لا يتذوق ثمار محاصيله قبل أنْ يقدّم لآلهته أول قطوفها، ولا ينتفع بحيوانه قبل أنْ يقترب بأبكار نسله من اربابه، وتفانى في إخلاصه إلى ألمدى ألذي أمتدت فيه يداه بالمدي إلى أعناق فلذات ألاكباد، ليسيل دماء أطفاله على مذابح ألآلهة. أنواع ألقرابين: 1- ألقربان ألنباتي. 2- ألقربان ألحيواني: يُعَد ألقربان ألحيواني، أكثر أنواع ألقرابين شيوعا وقدما في ألتاريخ ألعقائدي، ويعترف أكثر من باحث بأنّهم لا يعرفون- على وجه ألدقّة- ألسبب في ألتركيز ألواضح على ألخروف، في ألتقرّب للإله ألمعبود منذ فجر ألتاريخ وحتّى يومنا هذا، مع ملاحظة أنّ ألتيوس تأخذ ألمرتبة ألتالية بعد ألخراف مباشرة في ألتعاسة وسوء ألطالع، حيث تُعَد- بعد ألخراف- أفضل ألقرابين. إنّ قصّة أضحية إبراهيم إنّما تعني وجود عادة ألتقرّب إلى ألآلهة بألضحايا ألبشرية، سواء في عهد ( إبراهيم)، أو في ألقرن ألرابع ق.م. عندما دُوِن سفر ألتكوين من ألتوراة، رغم أنّ ألشريعة ألسومرية قد شرّعت إحلال ألضأن محل ألإنسان في ألتقرّب إلى ألآلهة، وذلك قبل ثلاثة آلاف عام تقريبا من هذا ألتاريخ.
3- القربان ألبشري: في سفر ألعبرانيين، ألإصحاح 9 من ألتوراة ورد (( وكل شيء تقريبا يتطهر- حسب ألناموس- بألدم، وبدون سفك دم، لا تحصل مغفرة)). هذا ما يقوله ألكتاب ألمقدّس مؤكدا ضرورة ألتضحية بألدم، سواء أكان دم حيوان فداء للإنسان كما فعل إبراهيم( ألنبي) أو سواء كان دم إنسان كما فعل يفتاح بإبنته ألوحيدة بذبحها ايفاء لنذره للرب إذا دفع بني عمون إلى يده ليقتلهم.( سفر ألقضاة ألإصحاح 11 ). ويلوح أنّ مبدأ أسترضاء ألآلهة بألدم، كان مسألة عامّة عند شعوب ألشرق ألقديمة، يؤكد(وول ديورانت في كتابه: قصّة ألحضارة) أنّه في ألإحتفالات ألسومرية ألدينية، كان ألكهنة يضربون انفسهم حتى تلطخ دماؤهم ألمذبح، وبعضهم كان يفتدي ذاته بإخصاء نفسه بنفسه، واليوم نلاحظ بانّ بعض ألنّاس يُسيلون دمائهم في المواكب ألحسينية بتاثير هذه ألأساطير ألقديمة ألتي ترسخت في أللاشعور ألإنساني، ومن ألجدير بألذكر أنّ ألدين ألإسلامي يعتبر هذه ألممارسات بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
4- ألقربان ألملكي: كمثال على ذلك ممارسة بعض ألقبائل السحر أبتهالا لقوى ألطبيعة من اجل تامين القوت، فتعمد القبيلة إلى قتل مليكها أو شيخها بإعتباره أبا للجميع، وعلى رأسه يجب أنْ تقع كلّ ألأخطاء وألأوزار، فيتيسر معاشها وتزيد غلّاتها، وتخصب أرضها. 5- القربان ألإلاهي: ألمسيح خير مثل على ذلك، يعتبر المسيحيون المسيح إلاها هبط ليحمل عن ألبشر آثامهم وخطاياهم فيموت على ألصليب، ويقوم من ألموت مانحا لمن يؤمن به وقيامته، ألخلود في ملكوته السماوي، بعد انْ يرحلوا من ألدنيا، لذا يُعتبر ألمسيح أكبر قربان في تاريخ ألقرابين. 6- ألقربان ألأمومي: كمثال علئ ذلك، ألطقس ألذي كان يُمارَس في ألمناسبات ألدينية للآلهات ألإناث وهو طقس ألجنس ألجماعي، في أيام محدودة، بجوار معبد ألآلهة، وألتضحية بألبكارة داخل هيكل الإله نفسه، هذا ألطقس كان أفضل قربان يمكن تقديمه للآلهة ألمخصبة ألشبقة ألولود ألمنجبة مانحة ألحياة.
ألمصادر: ألأسطورة والتراث..... سيّد ألقمني
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسألوا اهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمون
-
حوار صحفي مع ألخالق
-
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم
-
حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك
-
المعتقدات الانسانية الحديثة- 5-الرائيلية / برج بابل
-
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية - 4( قصّة ألطوفان )
-
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية -3 ( ألشجرة ألمحرّمة )
-
هل كان بعض الصحابة والتابعين لمحمّد يعلمون أنّ القرآن من تأل
...
-
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-2
-
المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-1
-
لعنة الذهب ألأسود-3
-
لعنة الذهب ألأسود-2
-
لعنة الذهب ألأسود-1
-
المعتقدات الإنسانية-7
-
المعتقدات الإنسانية-6
-
المعتقدات الإنسانية-5
-
المعتقدات الإنسانية-4
-
المعتقدات الإنسانية-3
-
المعتقدات الإنسانية-2
-
المعتقدات الإنسانية-1
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|