أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - فخامة الدب














المزيد.....

فخامة الدب


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


(فخامة الدب)

منذ خمسين عاما يقفز الدب فوق الجبال
يمرح يضحك من الدم وسط القتـــال
وعلى حين غرّة من الأيام والليـــالِ
نزل الدب راقصاً من الأعـــــالِ

هبط الدب بغداد يقبّلُ خشم العقـــــال
يقف بين يديه كالشحاذ في الســــؤال
ولم يقطع وصلته بالأسد يلقاه في الشــام
يزوره يبوسه في محبة ووصـــــال

أكرمه الأسد فالدب بدا له مفيــــــــدا
وأغمره أنه ضيفٌ دائمٌ على الكرنفـــــال
فطاب له التصفيق أينما حلّ وارتحـــــل
وبات معروفا كلعبة في كلّ الأحـــــوال


رأى المهرّج الأمريكي عرضـــــه
فأعجب به وأخبر الدب على الحـــال
طار الدب إلى البيت الأبيض ضاحـكاً
وقدّم عروضاً في فنون الرغــــال

خلع الدب رداءه الأحمر باستحياءٍ
فصفق الأمريكان له على أية حال
فارتجل ضاحكاً أن الروس سقطوا
صاح به بوش: هوش من قيلٍ وقالِ

صفق المهرجون بقوة وأمضوا لــــــه
فوراً رئاسة شعوب الأوحـــــــــال
عاد الدبّ مبتسماً تغمره السعـــــــادة
وسرّبوه بعد السقوط في إحدى الليــــالي





وبذا تحيّنت للدب فرصة ثميـــنة
وصار في إثرها مطية الإحتــلال
وأمسى بلا ثقة عند الخلائق كلهمـو
يقضون منه فرادى برذائل الأفعـال

منذ البدء ينادي الأتباعُ الدبَّ بالعمِ
يهشُّهُم يرسلهم إلى أتون قتـــال
يتساقطون كالذباب يتركون خلفهم
أكواماً من أزواجٍ وعيـــــال

وبعد كل كرّة يضع الدب على صدره
شارةً، ويأمرُ بإقامة الإحتفــــال
يوزع على الأرامل خناجر النصــر
ويهدي للأيتام حكاية الآمـــــال

زعم الدب أنه يعتزل اللعـــــب
ويتفرغ لكتابة الذكريات والأحــوال
كيف غدر ولِمَ قتل وأين سيسقـــط
مذ أن بدأ اللعب على الحبـــــال

لكنه عاد من الشباك الى المســـرح
يقدم مرة أخرى مسرحية النضــــال
وما عاد الهجرُ عنوان إعلامه، والوطـنُ
أحلامُ شعراءٍ في حديثِ الإستقــــلال

مرض الدب في كرشه فرامَ المشـــافي
حذروه أنّ كثرة الأكل تفتك بالطحـــال
أوصاه الطبيب بتخفيف الــــــوزن
فذهب يشتم الأكراد على قبر كمــــال


أخبروا الطبيب بما حصــــل
فضحك من الدب وعلى المــآل
فقال ليس غريباً ما اسمعــــه
إنه كحليمةٍ عادت إلى نفس حـال


عاد الدب إلى قصر الرئاســــــة
يباشر ما عليه من الأعمــــــال
قدّم وزيرٌ إليه مشروعاً يمضيــــه
فاعتذر الدبُ وقال: الأمر للمــلالي


فذهب على عجلٍ إلى طهـــــران
ذليلاً بائساً يلحّ في الســــــؤال
يستشيرهم في تبليطِ شــــــارعٍ
يرد الإمام: لك الأخذ بأقوالـــــي

عاد منتشياً بزواج المتعة ســرّا
إن لم تغضب أمريكا فلا يبــالي
فليس يكتفي من البعل بواحـــدٍ
ويعجبه العاهرُ من الرجــــال

عاد فاستدعى جوقة الكتّاب والإعـلام
ينكت لهم على أنجُم المعــــــالِ
قهقهاتٌ ملأت فنـاء القاعـــــة
فلم يسمع ما خرج منه في البنطــال

فقال ما قال من نكتٍ ركيـــكةٍ
يهين فيها أبطال الجبـــــال
فسمكو جبانٌ وصلاح الدين خائنٌ
وظل يرغي بائساً في الحثــال

ومرّة استدرجه قردٌ على عادتـه
فأطرق مليّاً يبحث في السجــال
ولمّا رأى القوم سجيّتهم النجـوى
تقمص أبا دُلامة ونكّت على الحال


ظل عند الأجانب دوماً ذليلا
يكتفي بالجلوس عند النعـال
وإذا ما عاد إلى بني الكُـرد
عاد شتّاماً جلّاداً بأسوأ خصال


في مذهبه أمسى الكذبُ شطارةً
والسياسة هوى أو رقصٌ على الحبال
فما كذب الشيخ الرئيــسُ إذاً
أنه عاهر السياسة بين الرجـــال


يا حسرة على بني الكُـرد أنهمو
كانوا نسوراً تحـلّق في الأعالي
باتوا أذلاء حاسريـن في أمرهمو
يسوسهم دبٌ جبليّ من الأدغال

كيف يستقيم الظل والعود أعوج
والسارق الآن حاجبٌ على بيت المال
قيل أنّ الدب شاخ والموت على أعتابه
فيزولُ، ألا ولكل ظالم ن زوال

علي سيريني

إيضاحات:
فنون الرغال: نسبة إلى أبي رغال الذي خان العرب وتقدّم جيش أبرهة الأشرم في محاولته تخريب الكعبة وأصبح في ما بعد مثلاً للخيانة والعار ثم سلكت العرب مسلكاً وأخذت ترجم قبر أبي رغال هذا. قبر كمال: أي قبر كمال أتاتورك مؤس جمهورية تركيا، الذي رفض الاعتراف بالهوية الكردية، لكن سياسياً كردياً كلما زار قبره وضع اكليلا من الزهور فوق قبره. الملالي: حكام طهران. أبو دُلامه: كان شاعراً ومهرّجا يسلي أبا جعفر المنصور، وفي إحدى المرّات كان في مجلس المنصور رهطٌ من عليّة السلطة، فأمره المنصور أن يهجو أحداً في المجلس، فلمّا خاف العواقب، اعتذر من المنصور لكن هذا الأخير هدده إن لم يهجو أحد الحاضرين، فقام أبو دُلامه يهجو نفسه. وبعد مضي قرون طويلة خرج علينا زعيم سياسي في العراق ينكت على نفسه في المجالس. الشيخ الرئيس: الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي وصف مرة أحد الزعماء السياسيين في المنطقة بأنه "عاهرة السياسة"!



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتاكم الخبر اليقين أن الزعيم
- شيبة طفلٍ فلسطيني يتيم
- اللاميّة الجلاليّة
- مجنون الدولار الثوري
- لطمية لكاكه حمه
- من كاكه حمه لإبن أبا سمير
- الأنبوب الكُردي العربي يوصل النفط إلى الغرب ويعيد البداوة إل ...
- أبو رغال الكُردي: الإستقلال بنت أحلام القصائد
- أوهام الأمة الإسلامية أو لكل فئة إسلامها
- أوهام العروبة والدمار
- مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!
- السيد مسعود بارزاني إستفاقة تنتظر الصدق!
- ذكرى إغتيال بيار جميّل بين لبنان وكُردستان
- حرب الأقنعة في العراق ما وراء القناع قداسة المظهر وفضاوة الج ...
- كيف تشتري سلطة إقليم كُردستان ذمم المثقفين العرب وغيرهم؟
- هل مازالت كركوك -قدس- كُردستان؟
- نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2
- نيتشيروان بارزاني: الأكراد كُسالى! 1-2


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - فخامة الدب