أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جميل السلحوت - مصر التي نعرفها














المزيد.....

مصر التي نعرفها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 12:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بدون مؤاخذة-
الثورة الشعبية المنطلقة في المدن المصرية منذ 25 يناير الماضي وما تبعتها من تطورات ومدّ وجزر وردود فعل محلية وعربية ودولية، تثبت من جديد أن الشعوب العربية متقدمة على قياداتها السياسية، واذا كانت بعض الأنظمة قد ارتضت لنفسها أن تكون وكيلا لتنفيذ سياسات خارجية على حساب أوطانها وشعوبها وأمتها، فقد أثبت الشعبان التونسي والمصري أن بوصلة الشعوب لا تخطئ، وأن ظلام الليل سيعقبه فجر صباح يتسامى، واذا كان نظام مبارك في مصر قد بنى طبقة من الفاسدين والمفسدين تحكمت برقاب الشعب المصري، فنهبت ما نهبت، وطغت وتجبرت وقمعت وتحكمت بمقدرات وطن وشعب وأمة، فقد أثبتت الثورة الشعبية العارمة أن الأنظمة الدكتاتورية زائلة لا محالة، وأنها اذا ابتعدت خطوة عن مصالح شعوبها، فان هذه الشعوب ستبتعد عنها أميالا، واذا كانت الدكتاتوريات لا تتعلم من التاريخ تماما مثل أسيادها المستعمرين والطامعين، فان الشعوب في المقابل هي صانعة التاريخ، وأن البقاء لها في النهاية، ولعل تخلي أسياد زين العابدين بن علي وحسني مبارك عنهما، يكون عبرة لأقرانهما ممن باعوا كرامة الأوطان والشعوب، فحتى الذين كانوا يعتبرون نظام مبارك كنزا استراتيجيا لسياساتهم ومصالحهم في المنطقة، فانهم- ورغم الرعب الذي يعيشونه- يحاولون استرضاء من سيخلفونه في الحكم، لكنهم لم يتعلموا الدرس هم الآخرون أيضا، فلم يعلنوا حتى استعدادهم لتغيير سياساتهم الرعناء في المنطقة، ولم يتعرق لهم جبين على انتهاكات حقوق الانسان من قبل الأنظمة القمعية التي كانوا ولا يزالون يساندونها، مع أنهم لا يتورعون من رفع شعارات براقة كالديموقراطية واطلاق الحريات وحقوق الانسان، مما يعني أن الصراع بين قوى الخير الذي تمثله الشعوب من جانب، وقوى الشر المتمثل بالدكتاتوريات والاستعمار من جانب آخر سيبقى قائما.
ومع أن الشعب المصري صانع حضارة وادي النيل ووريثها الذي ثار لكرامته وكرامة وطنه، لن يتراجع عن حقه في الحرية والكرامة ، فان النظام ورغم محاولات الرئيس مبارك التحلي بالعقلانية ليتشبث بثمانية شهور يطمع فيها أن يبقى رئيسا، الا انه قدم تنازلات لا تحقق الحد الأدنى من مطالب شعبه، وبالتأكيد فان ما قام به بلطجية الأجهزة الأمنية والحزب الوطني الحاكم من هجوم"الدواب" الوحشي على المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة، وعمليات نهب وسلب وترويع وقتل في أحياء المدينة وغيرها من المدن المصرية،وأدت الى قتل المئات وجرح الآلاف، لم تكن من وراء الرئيس وأعوانه، ويمكن اعتبارها رسالة حرب على الشعب وعلى الرافضين للظلم والطغيان، وأن الأسوأ مخبوء في باطن الأيام القادمة.
وأمريكا التي ارتعبت من الثورة الشعبية في مصر، وقدمت النصائح بنقل "سلس" للسلطة عادت تغازل النظام من جديد، وكأنها لم تتعلم شيئا من انتفاضة الشعب التونسي، وغابت عن ذاكرة حكامها الثورة الشعبية الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
ومصر التي يتعدى دورها حدودها، فهي ذات تأثير كبير وريادي في الشرق الأوسط برمته، وفي افريقيا وغيرها، لن يقبل شعبها لها أقل من ذلك....فالمارد انطلق من قمقمه ولن يستطيع أحد السيطرة عليه.
6شباط-فبراير-2011
مدونة جميل السلحوت:jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زيتون الشوارع- في ندوة مقدسية
- مصر قلعة العروبة
- بدون مؤاخذة-امبراطورية السلام الأمريكية
- بدون مؤاخذة:تعالوا الى كلمة سواء
- لله درّك يا شعب تونس
- ثريات فتاة الجبل في ندوة اليوم السابع
- (حليب التين)في ندوة اليوم السابع
- حليب التين وغائط الأدب
- نصّ العهدة العمرية
- الجريمة واحدة والدين لله
- بدون مؤاخذة-خيباتنا المتلاحقة
- بدون مؤاخذة-الانتحار والنحر مرات ومرات
- رواية(أصل وفصل) في ندوة اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-استهبال الشعوب العربية
- رواية(شرفة العار) في ندوة مقدسية
- رواية-أصل وفصل- والبحث عن اسباب الهزيمة
- سنخسر السودان ونربح البشير
- رواية شرفة العار وعار المجتمع
- رواية-اكتشاف الشهوة-في ندوة اليوم السابع
- رواية-اكتشاف الشهوة-ودخول العولمة بجسد المرأة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جميل السلحوت - مصر التي نعرفها