ورشة عمل لتشريع قانون محلّي, يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة بابل

محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 14:26
المحور: حقوق الانسان
    

تحت وطأة واقع صعب ومرتبك, يعيشه الشعب العراقي, في مرحلة التحول من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي . هناك شريحة من الشعب تعاني صعوبات اشدّ واعقد واقسى في حياتها من تلك التي يعانيها الشعب العراقي كافة , ويأتي هذا بسبب الخصوصية الجسدية او النفسية لتلك الشريحة التي لم تجد في التشريعات المركزية ما يلبي احتياجاتها ويسهّل اندماجها مع شرائح المجتمع الاخرى . في ظل هذه الحال وتحت وطأتها , تجري محاولة لاصدار تشريع محلي يغطي كل جوانب حياة هذه الشريحة . والمحاولة تتمثل بعقد فريق الاعمار RTI)) وبالتعاون مع مجلس محافظة بابل, ورشة عمل - في هذا الخصوص - صباح يوم الخميس 3 - 2 - 2011 في مركز الرافدين التابع لمجلس المحافظة , وتهدف الورشة الى اعداد مسودة قانون محلّي يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة ويسد النقص والثغرات الموجودة في التشريعات المركزية ولا يخالفها او يتقاطع معها . ويقول القائمون على هذه الورشة " من فريق الاعمار" ان اقامتهم للورشة ياتي ضمن المنهجية العلمية التشريعية التي يتبناها الفريق في عمله الدائم مع مجالس المحافظات كافة . تلك المنهجية التي تلتزم باشراك المواطنين وذوي الاختصاص في طرح الافكار والآراء والرؤى اثناء مناقشة واعداد مسودات القوانين التي تصدرها مجالس المحافظات, الى جانب اشراك الذين يستهدفهم التشريع . والهدف دائما هو الوصول الى تشريع محكم ومتكامل ويلبي الحاجة التي اقتضت اصداره . وترجمة لهذه المنهجية العلمية في التشريع . حضرت الورشة الجهات ذات العلاقة ومنها " معهد الصم والبكم و ومعهد الرجاء للتخلف العقلي ومكتب حقوق الانسان ودوائر الرعاية الاجتماعية ودور الايتام التي تشرف عليها الدولة الى جانب مديريات المرور والصحة والتربية . وجرى خلال الورشة مناقشة كيفية اصدار هذا التشريع بشكل ينسجم مع عمل هذه الجهات ويحقق لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم . وشاركت في الورشة عضوتان من مجلس المحافظة , وقالت رئيسة لجنة حقوق الانسان في المجلس سهيلة عبد الرضا المشاركة في هذه الورشة : ان قانون مجالس المحافظات منحنا الحق بتشريع قوانين محلية . ونحن في المحافظة وجدنا ضرورة مُلحّة لاصدار تشريع يعنى بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة بعد ان وجدنا التشريعات المركزية لا تكفي لضمان حقوق هذه الشريحة ولا تحميهم ولا تسهل مراجعاتهم للدوائر وعليه, فنحن الان بصدد اعداد مسودة قانون سوف تعرض على المجلس كي يعدل عليها ومن ثم يصوت على اصدارها لتكون نافذة في حدود المحافظة , وتُؤمن لهذه الشريحة حياة حرّة كريمة واكثر سهولة .
هذا ومن الجدير بالذكر ان العراق من بين الدول التي تضم اعدادا كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة . بسبب الحروب الطويلة والشرسة التي خاضها العراق مع ايران مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي ومن ثم دخول صدام الى الكويت وحربه مع ثلاثين دولة عام 1991 تقودها امريكا, تلاها حصار قاس وطويل انتهى بالحرب الاخيرة التي قادتها امريكا ايضا لاسقاط نظام صدام عام 2003 ثم الحرب التي شنها الارهاب على الشعب العراقي والتي خلفت ولا زالت تخلف الالاف من الذين يعانون اعاقات جسدية ونفسية مزمة جعلت منهم جيشا من ذوي الاحتياجات الخاصة . وبهذه الحال يرى مراقبون ان نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق هي الاكبر بين شعوب العالم وقابلة للزيادة مادام الارهاب يستهدف الناس في كل مكان .

#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات