عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي
(Abdulkareem Al Gilany)
الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 05:25
المحور:
مقابلات و حوارات
مذيعة ومقدمة برامج استطاعت بإطلالتها الجميلة وأناقتها المتميزة وأسلوبها الرقيق الدخول إلى كل بيت عراقي عبر برنامجها الذي استمرسنين طويلة بدون انقطاع ( نسمات من بلادي ) التي كانت تقدم من خلال تلفزيون العراق كما أنها عاصرت الفنان كاظم الساهر منذ بداياته وظهرت معه في أعماله الغنائية وعبر مسلسل ( المسافر ) إلا أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة توقفها عن الظهور عبر الشاشة الفضية فارتأينا إجراء حوار معها للوقوف على نشاطاتها وآخر مشاريعها الفنية وبخفة الدم المعهودة لديها ولباقتها وروحها الطيبة التي أحبها الجمهور من خلالها وافقت على إجراء الحوار فسألناها بداية:
فرقد ملكو مقدمة البرامج التلفازية, ما لذي يغريك من هذا العمل التخصصي لمقدمة برامج ؟؟؟
ــــ مغريات عملي كمقدمة برامج كثيرة أهمها التنقل المستمر في كل مناطق العراق نتيجة التصوير الخارجي الذي أتاح لي السفر ورؤية العديد من المدن والمصايف فأنا أعشق العمل في ألاماكن المفتوحة وليس داخل الاستوديو لأنه يمنحني الحرية والتجديد المستمر باختلاف نوعية البرامج المقدمة وهذا ضروري للتقرب من المشاهد الذي لا يحبذ المشاهد المكررة داخل الاستوديو ورؤيتي هذه عن تجربة ففي أحداث 1991 عندما كنت مذيعة ربط وأخبار أحسست بأنني أكرر نفسي يوميا ً فالعمل في أجواء مفتوحة يتيح لي الاحتكاك مع كل الشرائح الموجودة في المجتمع وبنفس الوقت أزور أماكن كثيرة لم أكن لأراها لولا هذا العمل..
بما أنك وجه من وجوه المدينة على مدار عقدين من الزمان وبألفة جميلة بينك وبين الشارع الموصلي, ماذا يجول في خاطرك لمخاطبة جمهورك الذي أحبك, هلا تحدثت لنا عن الجديد في المشروع ألتلفازي الذي هو جزء منك؟؟؟
ـــــــ بالنسبة لمشاريعي على مستوى المدينة فنحن للاسف بعيدون كل البعد عن التجديد وعن النجومية التي نراها حاليا في المحطات التلفازية الفضائية وهذا يعود لأسباب ثير نتيجة الظروف التي نعيشها وهذه الأحداث التي يمر بها العراق وهناك تقيدات في العمل التلفزيوني أما عن الفضائيات فأنا أتمنى أن يكون للعراق قمراً خاصاً به لكي ننافس الفضائيات الموجود على ألأقل العربية منها, أتتني دعوة قبل الأحداث من مؤسس العنود الخليجية للعمل معها وفي حينها فقد كتابي في المخابرات العراقية ولم يظهر إلا في الشهر الأول من العام 2003 وكان الوقت شتاءاً فأجلت سفري بسبب الطقس وفي الشهر الخامس من نفس السنة سافرت وفوجئت بأنهم قروا التأجيل لغاية الشهر العاشر وكانت بعدها الحرب على العراق.. كما أتتني دعوات من مختلف الفضائيات الموجودة ولكن لم أوافق على أي منها إلا مؤسسة الرشيد التي أنا الآن مسؤولة المكتب ألإقليمي فيها.
يقال أنك لعبت أدواراً كثيرة كممثلة ماهي ماهية الأدوار التي كانت تليق بك وهل كنت على قناعة في أدائها ؟؟ وماذا عن التواصل في هذا المجال؟؟؟
ـــــــ في العام 1992 اختارني المخرج الكبير ألأستاذ فيصل الياسري لأداء دور شخصية ألمانية لفيلم اسمه عاصفة الصحراء وكان فيلما وثائقيا ً من بطولة الممثلة القديرة هند كامل حينها كنت في زيارة للعاصمة ألأردنية عمان وكان ذا عملي ألتلفازي ألأول حينها كانت تربطني بالفنان العراقي المبدع كاظم الساهر علاقة أسرية قوية جداً وكذلك علاقتي بالمخرج فلاح زكي كانت جيدة فأتصل بي كاظم الساهر وأبلغني بأنه قد اختارني للعمل معه في مسلسله الشهير ( المسافر ) وبعد إصرار منه ومن المخرج فلاح زكي وافقت على أداء الدور وكان دوري فيها طبيبة القرية التي كان يعمل فيها كاظم معلماً والحمد لله إنني وفقت في هذا المسلسل كما اشتركت في مسلسل ( الملا عثمان الموصلي ) في العام 1988 من إنتاج تلفزيون العراق وإخراج الفنان المبدع جاسم شعن وكان هذا المسلسل عن حياة الموسيقار الكبير الملا عثمان الموصلي أديت فيها دور سيدة من بيت ألجليلي.
بما أنك صاحبة باع طويل في مجال الفن ولك علاقات كثيرة مع نجوم الفن في العراق.. ماذا عن علاقتك بالفنان كاظم الساهر؟؟؟؟
ـــــــ بدأت علاقتي بالفنان كاظم الساهر منذ سنة 1983 حيث كان يحضر لاستوديوهات تلفزيون نينوى لتسجيل أغانيه وكانت أول أغنية سجلها ( شجرة الزيتون ) وأغان كثيرة جدا مابين العام 1983 ــ 1989 من خلال برنامج نسمات من بلادي حينها لم يكن مشهورا ً, بدأت شهرته من خلال أغنيته ( لدغة الحية ) التي تم تسجيلها في لقاء معه في البرنامج الذي أستضيف فيها وصورت الأغنية في منطقة صدر الدغارة التي فيها قصر لملك قديم وعرضت الأغنية بنجاح وبعدها تم استدعائي من الأستاذ سعد البزاز الذي كان في حينها مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون وقال لي أن الناس تغني على الزهور والربيع والماء فالجمال موجود في كل مكان لكنكم غنيتم على الحية والعقارب فمنعها من الإذاعة.. بعدها انطلق كاظم وانتقل إلى بغداد لكن بقيت علاقتي به مستمرة كنت دائماً أزورهم في بغداد لان علاقتي بزوجته حميمة وبأسرة ككل ثم أتت فكرة مسلسله ( المسافر ) كما دعاني للمشاركة في تصوير أغنية ( لا تحرموني ) فأخبرته بأنني مقدمة برامج فكيف أصور الأغنية فاتفقنا على أن تكون أللقطات عن بعد, كاظم الساهر أحبه كإنسان أكثر من حبي له كفنان لأن الذي يعرفه عن قرب ويلمس إنسانيته العالية وأخلاقه الكبيرة يرى بأن هذه الأمور تغطي على فنه فهو لا يوصف, أفرح كثيراً عندما أراه متألقاً لأنه أولا وأخيرا فنان حمل أسم العراق عالياً وأشعر بأنه قريب لي وأنا قريبة له وهذا فوز لي كما أفرح كثيرا للقاءاته الفضائية وأتمنى له النجاح والصحة ولعائلته على المجالين الفني والإنساني
*كيف تقيمين المشهد الفني في المدينة وبلا مجاملة على حساب أصالته ؟؟
ـــــ أنا أعتقد بأن الفن لازال بخير في هذه المدينة لأنها تزخر بفنانين كبار أ، ا أقول بأن الفن سيبقى دائماً بخير أما بالنسبة لمجال الأغنية الشبابية فمستواه هابط جدا ً والتشكيل والمسرح أفضل بكثير وعندما ستنتهي إن شاء الله الظروف الصعبة التي نمر بها سيكون الحال أفضل لأن الفنان يطـّلع على ما يستجد من تقنيات وبالتأكيد ألأفكار موجودة للانفتاح على العالم والتطور والخروج من قوقعة الماضي والأفكار المستهلكة.
بقي في الذاكرة برنامج ( نسمات من بلادي ) هل ستعودين بالذاكرة وتقدمينه على الشاشة بشكل معاصر إذا ماأتيحت لك الفرصة لذلك ؟؟
ــــ أتمنى لو كان العراق يرجع كما كان في الثمانينات, تصور بأننا كان يجب أن نتقدم لنلحق بالركب كما هي حال الشعوب ولكننا للأسف نرجع للوراء أرجو أن نستمر في تصوير البرنامج لأنها من البرامج الحية التي لا تموت وفي أي وقت يمكن إعادته.
أحرج المواقف الفنية التي واجهتك طيلة هذه السنين ؟؟
ــــــــ المواقف كثيرة جدا أخرها كان موقفاً محرجاً جداً كنا نقرأ ألأخبار أنا وفارس ألعبيدي وعندما جاء دوري دخلت بعوضة إلى فمي فأحسست بالاختناق ولم أستطع ألاستمرار فدفعت بالأوراق للزميل فارس وخرجت من الاستوديو فكان هذا من أحرج المواقف التي تعرضت لها..
هل استيقظت يوما على شعور بالخطيئة ؟؟ وايهما تفضلين الحلم أم الواقع ؟؟
ـــــ ماذا تقصد بالضبط الخطأ أم الخطيئة ؟ الإنسان لابد أن يشعر بالخطيئة حتى يكون إنساناً واقعياً وأنا أفضل أن أعيش الواقع لأن الحلم ليس ملموساً أحياناً, الحلم يجعلك أن تكون مقيداً فلا يمكن أن تستمر الحياة بالأحلام والدخول لدهاليز التفكير ولحج الحيرة. الواقع هو المهم بالنسبة لي.
مار أيك بما يسمى تلفزيون الواقع ؟؟ وهل تعتقدين بنجاح هذه التجربة في العراق ؟؟
ــــ هذه التجربة لايمكن لها أن ترى النور الآن في العراق فالظروف بأجملها غير مواتية لذلك فنحن لدينا ظروفا خاصة وتقاليد تمنع ذلك لقد قدمت برنامج مواهب وصورته في الأردن وحين عرض قامت الدنيا ولم تقعد فبتصوري أنه غير ممكن الآن, وبعد سنين طويلة جداً ممكن ذلك ولكن ليس الآن.
مار أيك بقناة الشرقية وهل برأيك إستطاعت هذه القناة سد الفراغ الحاصل في الاعلام العراقي؟؟
قناة الشرقية قناة رائعة جداً وأنا معجبة بها كثيراً ومسرورة بها أيضاً لأنها قناة عراقية بحتة بهذا المستوى من الأنتاج والابداع والبث, بالنتيجة أدخلت الفرحة لقلوب العراقيين ومن خلال عملي كمذيعة ومقدمة برامج أراها قد ساهمت في سد الفراغ بتميزها ولا تنسى إن ظروفنا تمنع الكثير من الإبداعات فكيف لو كانت الظروف طبيعية.
#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)
Abdulkareem_Al_Gilany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟