انتفاضات شعوب العالم اليوم ميادين لتطوير قدرات البشرية على التحرر من جميع اشكال الاستغلال

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 19:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تعم الانتفاضات معظم بلدان العالم في مواجهة اوحش اساليب الاستغلال التي لجأ اقطاب العولمة الراسمالية الى فرضها على البشرية للخروج من اخطر ازماتهم. وتعجزكل ما اعدته من احلاف عسكرية واتفاقات دولية وحكومات عميلة وادارات موجهة ووسائل اعلام مسندة بتوجيهات ارقى المعاهد العلمية لاعادة صياغة السايكولوجيا وادوات التضليل الزاخرة بكل ما عرفته البشرية من اديان واوهام وكل وسائل تعطيل القدرات العقلية من مخدرات ومغريات جنسية وكل وسائل شل الطاقات واثارة الرعب باشكال من الارهاب الفردي والجماعي وصولا الى الارهاب العالمي بالتهديد بالحرب النووية. فقد تمكنت البشرية من تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية لمواجهة كل هذه الوسائل والاساليب , من خلال اهم قوانين الراسمالية نفسها , الركض وراء الارباح . فبعد ان طورت شركات السلاح الامريكية احدث وسائل الاتصال والتجسس السرية وصولا الى الانترنيت لتركيع الشعوب, اطلقت بيعه!! فاطلقت بذلك طاقات الشعوب وامكانياتها ليس فقط في استخدام هذه التكنولوجية بل ومكانية تطويرها وصولا الى التكنولوجية الرقمية التي تستطيع شل احدث اسلحة الفتك. فجردت اعداء البشرية من اهم اسلحتهم في تركيع الشعوب وترويعها, الحرب! وحولت الاف الاطنان من الاسلحة الى اعباء ثقيلة لايمكن التخلص منها . والاهم من كل ذلك اصبحت من اهم ادوات البشرية في تحقيق تحررها من جميع وسائل الاستغلال والاستعباد. فقد اصبح الانترنيت من اهم وسائل الاتصال والتنظيم والتوعية الجماهيرية , وحد الى حد كبيرمن ملاحقات اجهزة الرسمالية القمعية واطلق الطاقات وعزز الثقة وحرر الفكر من الكثير من الاوهام التي استطاع اعداء البشرية غرسها لتكبيل طاقات الشعوب وعمم العلم والمعرفة.
واذ اشغلت هذه الانتفاظات البشرية عن مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية وما تحمله للبشرية من بطالة وارتفاع بالاسعاروجوع وافقار, فانها اصابت اقطاب الراسمالية ولا سيما الادارة الامريكية وادواتهم بالارتباك والعجز عن مواجهتها بالنظر لما تميزت به هذه الانتفاضات سواء من حيث سعة قاعدتها الاجتماعية واعتمادها على عنصر الشباب وما يتميز به من صلابة وحيوية وابداع واستيعاب لامكانيات التكنولوجية الحديثة في مواجهة كل وسائل وادوات الانظمة التابعة في قمع الانتفاضات الشعيبة وثانيا تطور الفرز الطبقي الى فرز اجتماعي ولاسيما في مجتمعات البلدان التابعة حيث تعاني الفئات الواسعة من الطبقات المتوسطة وحتى من المرفهة, وتحررها من الطابع الايديولوجي الذي طالما استغله اعداء البشرية لتمزيق وحدتها. هذا من جهة ومن الجهة الثانية عجز اقطاب العولمة الراسمالية عن الخروج من الازمة الطاحنة التي تشل كل امكانيات تحركهم بل وتفكيرهم فهاهو اوباما وبكل ما يمتلك من اجهزة عسكرية واستخبارية ودبلوماسية ومعاهد ايديولوجية وسايكولوجية يواجه التساؤلات عن الانتفاضة المصرية باجوبة بليدة تفضح العجز الناجم ليس عن عدم امتلاك الوسائل السابقة في تدخلهم لقمع انتفاضات الشعوب وتركيعها بل لادراكه عجز كل تلك الوسائل في قهر ارادة الشعوب اليوم ولايطمح الى اكثر من حصرها بافقها الوطني الديموقراطي الذي يمكن من خلال ادواتها السابقة استرجاع هيمنتها.
ومهما كانت نتائج الانتفاضة المصرية فلم تعد مصر كما كانت قبل الانتفاضة ومهما كانت نتائج هذه الانتفاضات الشعبية في سائر البلدان الاخرى,وتأثيراتها على الشعوب الاخرى, لم يعد العالم كما كان قبلها فقد اصبحت ميادين لتطويرتجارب وكفاح الشعوب لاجتياز مراحل تحررها الوطني والاجتماعي وصولا الى تحرر البشرية من جميع اشكال الاستغلال ,
,

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات