|
اصل (البلطجية) المصرية و (ابو الطبر) العراقي 1
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 17:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كلمة (بلطجي) هي احدى الكلمات التي دخلت الی العامیة العربیة المصریة و تشير الى احتكاك الثقافات الشرقية المختلفة مع بعضها من الايرانية (الفارسية و الكردية) و السامية ( الارامية و العربية ) و التورانية (التركية). تتكون كلمة بلطجي من كلمة (بلطة) اي الفاس و المقطع (جي) للدلالة على الحامل و لكننا لا نعلم بالضبط من اين اتت كلمة (بلطة) رغم انها على الاكثر تركية الاصل تعود مثل كلمات تركية اخرى تشيرالى لغة حرب الامبراطورية العثمانية و الممالیك كانت متداولة خاصة في مصر عند الجنود و هي من التركية (بالته) بعد تضخيم التاء و تحويل الهاء التركية الى التاء المربوطة في العربية للاشارة الى اسم المفرد التي تصاغ بالمؤنث في العربية اي ان (البلطة) لم تستعمل للاغراض السلمية اساسا كقطع الاشجار بل کانت حربية صرفة.
هناك كلمات اخرى في العربية للاشارة الى نفس الكلمة كسلاح او كاداة لقطع الاشجار و الاعشاب كالفاس و الصاقور و الطبر و لكنها ايضا تبدو مستعارة في العربية فمثلا لربما اصل كلمة (طبر) التي كانت معروفة في العراق (بأبو الطبر) للاشارة الى عصابة (بعثية) هزت و خوفت اهالي بغداد في الستينات و هي من الفارسية (تبر) بعد تضخيم التاء كالعادة في العربية مع الكلمات الدخيلة و منها لربما دخلت الى الارامية و المندائية و التركية و اللغات السلافية كالروسية والبولندية.
اما المقطع الاخير (جي) فی کلمة (بلطجي) فهي اما من التركية (چی) او من الکردیة الفارسیة (چی) یضاف الی الاسم للدلالة علی حرفة او مهنة مثل الشکرچی و القبانچی و الچادرچی الخ. فمثلا تكثر في العامية الكردية مفردات كثيرة تنتهي بمقطع (چی).
و هناك من يحاول ارجاع كلمة (بلطجي) الی المصرية القدیمة و اعتبار جذرها اللغوي (بط) دون تقديم ادنى معلومات عن المقطع النهائي (چي) و كيف يمكن ان يشير (بط) في الهيروغليفات المصرية الى (بلطة) و كيف دخلت العامية المصرية و ماهو تأريخ الكلمة لكي نقنع بها لان الکلمات التي تنتهي بمقطع (جی) او (چي) موجودة في مختلف اللغات العامية العربية و خاصة في الدول التي تحتك بالفارسية و التركية مباشرة. من الجدير بالذكر ان تركيا كالهند و العراق كانت تحت تأثير الفارسية لفترة طويلة. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين الثورة في عقلية الرجل الشرقي؟
-
القدم بين القديم و القادم
-
نعم للتطور evolution لا للثورة revolution
-
متى تنهاراراضي دول النفط؟
-
لغة السياسة و التجارة و الدين 2
-
لغة السياسة و التجارة و الدين…
-
استأذنك يا امي
-
بن لادن جديد في تونس
-
الخوف من المصلحة العامة
-
التحول من المسلم الاسمي الى المسلم الفعلي
-
الانسان و العدد 6
-
ارهاب المستقبل
-
الانسان و العدد 5
-
تقعيد الظواهر Grammaticalisation
-
لستِ زائلاً ما دمتِ حبيبتي
-
الانسان و العدد 4
-
الانسان و العدد 3
-
الانسان و العدد 2
-
مرض النفاق الغربي
-
الانسان و العدد 1
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|