عفوا جلالة الملك, لقد اغرقت البخيت مسبقا:

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اولا لا بد من اتوجه بالتهنئة للسيد سمير الرفاعي ان قدم الى جلالة الملك استقالة حكومته ويقتضي منه الواجب ان يوجه الشكر لجلالة الملك ان اعفاه من هذه المسئولية, فلم يكن ممكنا لحكومته, كما انه لن يكون ممكنا للحكومة التي سيتقدم بها السيد معروف البخيت, ان تتحمل عبيء ثقل المهمة التي كانت ملقاة على عاتق حكومة السيد الرفاعي والتي يرثها الان عنه.... مشكورا.....السيد البخيت وتشكيله الحكومي؟
إن تحمل مسئولية مهمة مواجهة بناء تاريخي من تراكم السلبيات في مختلف المجالات, تحتاج الى شروط متعددة
فهي
اولا: تحتاج الى مجتمع قومي تربى على روح المشاركة السياسية والنزوع الى الانتاجية وكفاءة الادارة المؤسساتية. انها تحتاج الى روح ايدولوجي اجتماعي تربى على العطاء لا المطلبية والروح الهجومي لا الروح الانكماشي, ومن الواضح ان كل الحوار العام الذي ساد الاردن خلال الفترة الماضية انما يؤشر بالضبط لشروط معاكسة لهذه الشروط التي ذكرناها. بل ان اخطر ما كان في هذا الحوار ان وسمه روح الابتزاز تحت طائلة التهديد بالعبث بامن البلد واستقراره. ومما يؤسف له ان التطورات الاقليمية عززت هذا الروح الانتهازي وفتحت له باب الطلبات على مصراعيه عوضا عن يفتح باب التعاون والتفاهم من اجل العبور بالاردن الى بر الامان. ففي ظل هذه الروح. وحتى لو الف حكومة اردنية ملاك سماوي فانه سيفضي بالاردن الى مضاعفة حالة العجز التي تسوده
ثانيا: ان بناءا من التراكم السلبي لن يتحول الى بناءا ايجابيا إلا عبر عملية تراكم من الانجازات الايجابية التي تحتاج الى اتجاه برنامجي واضح ومدى زمني يتخطى عددا من التكليفات الحكومية وعددا من وقفات مراجعة البرمجية التي تسترشد بها هذه التكليفات الحكومية وعددا من اعادات التكيف في المركز الاداري والاداء المؤسسي,
ثالثا: ان انجاز هذه المهمة يحتاج ان يتمتع التكليف الحكومي بديناميكية نتجت عن مستوى وعي وادراك عال بتاريخ مسار تطور الظاهرة القومية الاردنية وجدلية جوانبها الاقتصادية الاجتماعية السياسية, وقادرة على تمييز اين كان الانجاز واين تتموضع الاعاقات, في ضوء وضوح مسبق حول مسار حركة الاردن المستقبلية
رابعا: ان نجاح انجاز هذه المهمة يتطلب القدرة على تحديد اسس سياسية نوعية جديدة وذات ترابط وتناغم وتناسق اداري يشمل مجموع العمل الوزاري وعلاقته بالبيئة الاقتصادية الاجتماعية العامة والشروط السياسية المحيطة بها, دون اهمال القدرة على تحديد التاكتيك اللازم لكل لحظة معينة في مسار علاقات الاردن بمحيطه العالمي دون ان ينحرف به هذا التاكتيك عن مساره الاستراتيجي الاصيل
خامسا: تمتع الادارة الحكومية بمقدار من الشرعية الادارية القادرة على حماية نهج التنمية وتحصينها ضد الحساسيات الاجتماعية الطبقية والعشائرية وتاثيراتها المعيقة لحركة البرنامج الاستراتيجي
ان الحكومة الراهنة المطلوبة هي حكومة تاسيس لمخطط ومنهاج وبرنامج استراتيجي, ملزم لمن سياتي بعدها من الحكومات, لذلك فان نوعية العنصر الانساني اللازمة لمثلها يجب ان تتمتع بالقدرة الايديولوجية السياسية الوطنية الديموقراطية, والقادرة في نفس الوقت على التعامل بكفاءة عالية مع اقتصاد الاردن كعملية سياسية اقتصادية اجتماعية يتقاطع عليها العاملين الخارجي والداخلي, وقادرة على ان تعيد توظيف العالمي لصالح الداخلي.
ان اي حكومة سواءا اكانت حكومة السيد البخيت او غيرها لن تستطيع حمل وانجاز هذه المهمة خاصة في ظل تصاعد وتفاقم الرقابة التي ستواجهها ان من الشعب نفسه او من ممثلي الشعب, فكيف بحكومة رجل اعمال كحكومة السيد سمير الرفاعي السابقة او حكومة مدير ادارة حكومية امنية سابق كتكليف السيد معروف البخيت.؟
ان نظرة للمهام التي حملها كتاب التكليف الملكي تجبرنا ان ندعوا للسيد معروف البخيت داخل الصلاة وخارجها ان يمنحه الله القدرة على حمل هذا العبيء. بل واني اتقدم له مسبقا بعذر ان لا يستطيع, وبهذا المعنى يمكن القول ان حكومته لن تكون سوى حكومة انتقالية مهمتها ان تجتاز بالاردن من ظرف استثنائي الى ظرف مامول لا اكثر ولا اقل.
ان العبور بالاردن _ نهائيا _ الى بر الامان يتطلب ان يستحدث في الديوان الملكي دائرة او مؤسسة متابعة استراتيجية تلاحق وتراقب تنفيذ مخطط للتطوير والتحديث يكون مؤتمرا وطنيا اردنيا قد وضع خططها الاستراتيجية_ بموجب المواصفات والشروط سابقة الذكر_ ولا يعود وهذه الحال دور الحكومة والوزارة سوى ادارة تنفيذي تاكتيكية_ هيئة اركان_ ان جاز التعبير تدير عملية التنفيذ.
نتمنى للسيد معروف البخيت التوفيق في مهمته وقلبنا معه

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات