خدر خلات بحزاني
الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 13:36
المحور:
كتابات ساخرة
ليست المسالة هي مسالة اسقاط دكتاتور تونس بن علي، وترنح دكتاتور مصر، حسني مبارك، ولا مسالة اتخاذ بقية زملاء المهنة الرئاسية الدكتاتورية، مثل بشار الاسد، وصالح اليمن، وملك ملوك الدكتاتوريون العرب والافارقة، عبقري زمانه، القذافي.. اقول ان المسالة ليست مسالة اتخاذ هؤلاء اجراءات وتقديم تنازلات (قد) تمنع ان تعصف الاحتجاجات الشعبية بعروشهم وتزيح افكار ومفاهيم عشائرية قبلية متخلفة جثمت على مشهد العديد من الدول العربية لعقود عديدة..
المسالة هي ان هؤلاء الزعماء، ظهروا بدون ورقة تين ولا قشة تبن.. ظهرت عوراتهم وبان خوائهم وضعفهم.. وانكسر تمثال تعنتهم وطغيانهم..
المسالة ببساطة هي ان "الحاجز النفسي" والخوف من الاجهزة القمعية لعتاة الطغاة تم تمزيقه والى الابد..
لسنا هنا لنحلل اسباب هذه التغييرات الثورية والنفسية الشعبية، فالاسباب معروفة، للجميع، لكن لا يمكن اختصارها بكلمات مثل الحريات، الفساد، اصهار الرئيس المرتشون، سوء الخدمات... وووو الخ.
بل ان المسالة المهمة الاخرى هي انه بات بامكان الشعوب الاطاحة باقوى حكومة دكتاتورية في غضون اسبوع لا اكثر.. وعندما كان الزعماء الطغاة يبيدون قرى كاملة او يقلبون مدنا صغيرة على رؤوس سكانها، ولم يكن احد ليعلم بذلك، الان عندما "تسحل" الشرطة مواطنا واحدا في الشارع تصبح "فضيحة بجلاجل"..
لقد سقطت كل نظريات التحوط الامني الرئاسي وافشال المؤامرات والانقلابات..ولم تعد "اذان الحيطان" تلتقط الهمسات والتأوهات، بل انها تسمع الحناجر الهادرة عيني عينك.. وترى الفقراء يمزقون اصنام وصور الدكتاتوريون اما مراى العالم كله..
كما ان العبارات الخطابية لابن علي و حسني مبارك ، اصبحت مادة دسمة للسخرية والاستهزاء والنكات..
لقد اصبح الدكتاتوريون الطغاة شخصيات كاريكاتيرية جميلة ومسلية.. واصبحت صورهم وتماثيلهم تمزق وتهان نهارا جهارا..
وبدون ان اشفق على اي منهم، اقول لكل دكتاتور باقي في السلطة: لو انفقت على شعبك (ربع) ما انفقته على اجهزتك الامنية المختصة بقمع شعبك، وأبواق إعلامك الكسيح، لكنت في مأمن الان.. لكن لم يعد في الوقت متسع يا هذا.. هيئ الحقائب، فقد آن اوان الرحيل..
#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟