|
انت غير دقيق.. انا كاذب
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 09:43
المحور:
كتابات ساخرة
لا اكشف سرا حين اقول ان بعض دفاتري الصفراء تحوي ارقاما مزعجة للبعض وحين اعود اليها لا انسى ان الناس مقامات والارقام كذلك وبعد ان قرأت خبر استقبال مام جلال رئيس جمهورية العراق للقاضي مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الاعلى في العراق وهو المجلس الذي يعتبر اعلى جهة تشريعية بالدولة فتشت في دفتري فلم اجد ما يدلني على ما اريد خصوصا وان هذا الرجل يحتل مكانة في قلب العراقيين لا تجاريها مكانة ولاسباب معروفة. استعذت بالله قبل ان اواصل قراءة الخبر بالنواح التالي وهو مقطع قصير من مسرحية عرضت قبل اكثر من 90 سنة في احدى مدن العراق ومعذرة لعدم استطاعتي تدوين اسم القائل: يبدأ العويل بالتصاعد عندما تقول الندّابه : يا يمة الاخ ظلمني ضربني على متوني وكتلني وكسر كلبي ولا رحمني يبوووووووووووه احا احا احا لماذا هذا الاستهلال؟ لأن القاضي المحمود زار رئيس الجمهورية امس وقال له (بالحرف الواحد ان عدد الموقوفين لايتجاوز 11731 موقوفا وان هذا الرقم يبدو ضئيلا جدا مقارنة مع عدد الموقوفين في دول مجاورة او بعيدة). لنقف امام هذا الرقم لاعلن امامكم اما ان يكون القاضي المحمود غير دقيق او انا كذاب وابن ستين.. فقد بلغ عدد الموقوفين في سجون بغداد خلال الشهرين الماضيين 13952 شخصا اما عدد المسجونين على ذمة التحقيق فقد بلغ 4316 . يتبين ان عدد المسجونين في بغداد وحدها ،وهورقم موثق وصادر من اعلى جهة امنية في وزارة الداخلية العراقية، يفوق عددهم في محافظات العراق كافة، اذن لماذا عدم الدقة في نشر الارقام؟. ثم ماجدوى المقارنة مع دول الجوار او الدول البعيدة؟ هل تعاني الكويت، سوريا، الاردن، الامارات، السعودية وتركيا من آفة الارهاب؟؟وهل لديهم الشيعة يقتلون السنة والعكس صحيح؟؟ وهل لديهم اثنيات عرقية كما هوموجودعندنا؟ وهل عندهم وزراء يسرقون على المكشوف؟ ان هذا التهاون قاد الى تهاون آخر وارجو الا يقيم المحمود دعوى ضدي بتهمة القذف والتشهير لاني حينها سأكشف كل الاوراق وابيّن بالارقام من هم الذين يسرقون البلد يوميا تحت شعار(عينك عينك). فاصل: الى جانب خبرزيارة رئيس مجلس القضاء الاعلى الى رئيس الجمهورية المنشور في الصفحة الاولى لاحدى الصحف العراقية خبر آخر هو عبارة عن تصريح لوزير النقل العراقي قال فيه ان الفساد الاداري يحيط بوزارته من كل جانب كما يحيط بكل المسوؤلين في مختلف الوزارات الاخرى... الا تعتبرتلك جرائم ام انها تنطوي تحت بند المحاصصة؟. انا اعرف تماما ان المسوؤلية الملقاة على عاتقكم وكل رجال القضاء خطيرة جدا ولكن الاخطر حين ترون النهب والسلب والفساد وتسكتون. ستقولون ان هذه الجرائم من اختصاص الجهات الامنية وما نحن الا جهة قضائية تصدر الاحكام .. هذا صحيح ولكن باعتباركم اعلى سلطة قضائية في البلاد تستطيعون ان تنادوا بالتعاون مع الشرفاء بوقف هذا النزيف الدامي لقوت الشعب .. ستقولون ان الفئات الحاكمة الحالية تغلب عليها المنفعة الذاتية واستعارت مزيدا من الاسنان لقضم ما تبقى من الكعكة ونقول لكم ، نعم هذا صحيح ولكن دوركم الان وفي هذه الظروف العصيبة هو دور من يريد تسجيل تاريخ مشرف لبلده.. انها فرصة نادرة لكم لتوقفوا ماتقدرون عليه من طواحين الفساد التي تلف فوق اعناق العراقيين. انتم تعرفون قبل غيركم ان القضاء العراقي انتهك من سنوات طويلة وكلمة الديكتاتور سيء الصيت ماتزال ترن في آذاننا حين قال(هو شنو القانون، ورقة احنه نكتبها). ودوركم ان توقفوا مايخصكم من هذه الانتهاكات. اليس كارثة ان يلحق مجلسكم القضائي بمجلس الوزراء لتصبحوا تحت رحمة اي رئيس وزراء مقبل يأمركم بوقف اعدام هذا والمؤبد لذاك؟ اليس من العيب والخزي ان 111 نائبا فقط من اعضاء مجلس البرلمان وعددهم 235 نائبا قدموا ذممهم المالية؟ الا يعني ذلك ان 124 نائبا مشكوك في ذممهم المالية واخلاقهم الوظيفية؟ كيف تجلس على كرسي القضاء وانت تقرأ ... لو سمحت اقرأ هذه الاحصائية: أظهرت نتائج هيئة النزاهة عن الرشوة في احصائيات منشورة على موقعها بأن (38.87%) من دافعي الرشوة من المراجعين يدفعونها لتجنب العراقيل الإدارية التي يضعها الموظف أو الدائرة أمام انجاز معاملاتهم و(38.07%) منهم يدفعونها للإسراع في انجاز معاملاتهم، و(20.92%) منهم يدفعونها بسبب طلب الموظف المعني للرشوة، في حين بلغت نسبة الذين يدفعون الرشوة لكون معاملاتهم غير أصولية 41ز2 بالمائة. يذكر إن نسبة الذين دفعوا الرشوة من مراجعي دائرة شهادة الجنسية العراقية فرع الكرادة (17.81%)، في حين ارتفعت هذه النسبة في دائرة التسجيل العقاري فرع الرصافة ومنطقة الحسينية ومدينة الصدر إلى 48.45 بالمائة وزادت هذه النسبة في دائرة الضريبة فرع الرصافة لتصل إلى (25%)، وقاربتها، في دائرة التقاعد العامة لتصل إلى (25.58%)، وبلغت نسبة دافعي الرشوة في دائرة الأحوال المدنية الى 92.42 في فرعي الكرخ والرصافة. ليس لي الحق في القول ان ذلك يقع ضمن مسوؤليتكم ولكني اجزم بان صوتكم مسموع اكثر من اي صوت آخر في السلطة، لانه ببساطة صوت من لا له مصلحة في معاداة اي طرف من الاطراف الحاكمة وهو بالتالي مصدر ثقة لكل العراقيين المسحوقين. انهم يأكلون وطننا ياسيادة رئيس مجلس القضاء الاعلى فاحكم بالذي يمليه ضميرك لتساهم في كسر بعض الاسنان القاضمة على الاقل.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاجل... عاجل..عاجل
-
ربنا يستجيب دعائنا دائما وهذا هو الدليل
-
اعلان الطوارىء في شركات صناعة الحقائب اليابانية
-
من حكايات جدتي المريضة بالسلفية
-
اطنان من الوزارات معروضة للبيع في ساحة الميدان
-
ترشيح هيفاء وهبي لوزارة العشائر العراقية
-
اتصال هاتفي مرعب من اوباما الى أبي الطيب
-
معجزة الهية في النيبال من اصل هندي
-
مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)
-
ممنوع الكحلة.. ممنوع الديرم.. ممنوع الباروكة*
-
قرود بشرية منتهية الصلاحية
-
فقه الكرادلة والشيطان مرة اخرى
-
الاثول ابن الاثول يفوز بجائزة -جينيس للارقام القياسية-
-
مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية
-
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
-
غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
-
الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
-
اشتروا عقولا تربحوا
-
السبعة تاكل عيني
-
غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
المزيد.....
-
الكويت تطلق الدورة الـ30 لمهرجان القرين الثقافي
-
مداخيل السينما بالمغرب تحقق 12.7 مليون دولار في 2024
-
مكتب نتنياهو يُعلن إرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع لمناقش
...
-
أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|