أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فارس محمود - نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!















المزيد.....

نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ان احتجاجاتكم الاخيرة قد بلغت عنان السماء. اسمعت من لايريد ان يسمع، ليس على صعيد مصر وحسب، بل على صعيد العالم اجمع ان قلب الطاولة على عالم الظلم والاستغلال هو امر على اجندة عمال ومحرومي المجتمعات، وان كائن بوسعه ان يطوي عمر نظامكم بين ليلة وضحاها ان استيقظ. ان نظام مبارك البرجوازي القمعي يترنح تحت ضرباتكم الموجعة التي رفعت شعارات العمل، الحرية، والعدالة الاجتماعية بدءا، وادمتم وواصلتم نضالكم المستميت لترفعوا سقف مطاليبكم الراديكالية، بالاطاحة بحسني مبارك رأس النظام البرجوازي الجائم على قلوبكم طيلة عقود مريرة.

وبدل من ان "يخفف" ظهور مبارك، كما كان يتصور هو ونظامه، من على شاشات التلفاز من وتيرة عنفوان حركتكم، اججتها وعمقتها وزادتها اصرارا. لم ولن تسعفه وعوده المتهافتة بالسعي لتحسين اوضاع عمال ومحرومي المجتمع، لم تجلب له اجرائاته وخطواته الشكلية بحل الحكومة وتعيين نائب له سوى سخط وغضب متزايدين. لقد عبرت الاوضاع هذه الوعود! ان نظام مبارك يلفظ انفاسه الاخيرة جراء الضربات الشديدة للطبقة العاملة وللعاطلين عن العمل ومحرومي المجتمع. لقد بلغته رسالة الاغلبية الساحقة للمجتمع بوضوح مابعده وضوح: "مبارك، لقد ازفت ساعة رحيلك غير الماسوف عليه"!

ان الاصرار على البقاء في الميدان بقوة وبصورة متصاعدة بعد مرور اسبوع على اندلاع انتفاضتكم العادلة واصراركم على انهاء 3 عقود من حكم مبارك الذي لم تذوقوا فيها سوى الجوع المتعاظم، الفقر والحرمان، سحق ابسط المطاليب والدوس عليها، القمع والاستبداد السافرين، الفساد والنهب المستشريين هما خطوة لاغنى عنها لاي تحسن اقتصادي وسياسي في اوضاعكم واوضاع المجتمع قاطبة. ان طوي الصفحة الاخيرة من العمر المشؤوم لهذا النظام القمعي هو مسار لارجعة عنه.

ان احد اهم مكاسب التطورات الاخيرة في تونس ومصر والتي كنتم انتم محورها هي بثها لروح المقاومة المستميتة، روح الاحساس بالنصر، روح امكانية ارساء عالم افضل واكثر انسانية، روح ان عالم افضل هو امر ممكن واعدتم الثقة في الافئدة الجياشة لجماهير المنطقة بانها قادرة وفعلاً قادرة، اعدتم الثقة بمكانتها وبدورها ومبادرتها وطاقاتها. اعدتم للكرامة الانسانية معناها، لعزة النفس والسمو الانساني واحترام المكانة الانسانية ورقيها. رسختم حقيقة ان بمقدور انهاء عبودية الانسان ومكانته الدونية التي عمقتها عقود من حكم انظمة استبدادية رجعية فاسدة ومتفسخة الى ابعد الحدود.

يوم الانتفاضة والثورة يوم تنامي الاحساس بالمنزلة والكرامة الانسانية، يوم الاعتزاز الانساني بالنفس وبالجموع. ان ماقمتم به وماقام به رفاقكم في تونس قبلكم اشعت نوراً في ظلمة المنطقة كلها. فاي نوراً اشعتم!

ياعمال مصر، يادعاة التحرر والمساواة والرفاه!

انقضوا على هذا النظام حتى الاطاحة به، لاتعطوه الفرصة لاسترداد انفاسه، لاتخففوا درجة هجومكم قيد شعرة على اركان هذا النظام واجهزة قمعه ومؤسساته. ينبغي مواصلة الهجوم لحين تحقيق مطاليبنا في الحرية والرفاه. لاتقبلوا باي مناورات وعقد صفقات من وراء ظهوركم. لا عمر سليمان ولا الحكومة الجديدة لها اي صلة بسعيكم ونضالكم والاهداف التي شرعت بها حركتكم. انهما بالضبط من اجل امتصاص غضبكم واحتواء هذا الغليان الجماهيري وادامة مسلسل الظلم والجوع والفقر وانعدام الحريات، وان يكن بوتيرة اخف مما كانت عليه سابقاً.

انهم الان يتحدثون بـ"ادب"! بـ"ادراك لاوضاعكم" ولـ"شرعية مطالبيكم" لانهم رأوكم في الميدان بكامل العزيمة والاصرار، لانهم رأوا الارض تميد تحت اقدامهم جراء هبتكم وانتفاضتكم الثورية. ان هذا ماتفهمه البرجوازية جيداً. ان هذه اكثر اللغات التي تفهمها البرجوازية جيداً.

ينبغي التصدي وافشال كل المخططات والسيناريوهات التي يسعى الغرب والبرجوازية المحلية لـ"طبخ"ها وتقديمها بوصفها "بديل الشعب" سواء اكان باسم البرادعي، الاخوان المسلمين، "حكومة انقاذ وطني"، "مجلس تأسيسي" وغيرها. لاتدعوا الاحزاب او النخب السياسية المعارضة البرجوازية ان تسرق انتفاضتكم وتوظفها في عقد المساومات والصفقات لنيل مكانة في السلطة على حسابكم ودماء المضحين من اجل خلاص الجماهير وتحررها ومساواتها. لاتعطوها اي فرصة او مجال للحديث باسمكم وبالنيابة عنكم. انهم ليسوا ممثلي حركتكم نحو الرفاه والحرية والمساواة. لاتسمحوا بادنى مجال بالذات للاحزاب والتيارات الاسلامية التي اجندتها لاتقل معاداة للجماهير وانتهاكها للحريات من نظام مبارك القمعي من ركوب هذه الموجه وتسخيرها لمصالح لاتمت بادنى صلة لرفاهكم وفرحكم.

من اجل حياة افضل لجماهير مصر، يجب التدخل لا في عملية الاطاحة بمبارك، بل المساهمة الجدية في رسم مصير المجتمع وبديله السياسي المقبل. يجب ان لاتترك عملية تحديد النظام السياسي المقبل لالاعيب وقوى البرجوازية المحلية والعالمية. ان هذا لايعني سوى سرقة اهداف الانتفاضة التي شرعتم بها وضحيتوا بالغالي والنفيس من اجلها.

يجب ادارة المجتمع من الان، السيطرة على الاحياء والمحلات والمعامل والمصانع والجامعات، نظموا حركاتكم في مجالس الاحياء والمحلات واماكن العمل، اقيموا سلطة مجالسية تعبر بدقة عن ادق حاجات واماني الاغلبية الساحقة للمجتمع وادراتهاالمحلات ومجمل اماكن عملكم ومعيشتكم، طوروا اللجان الشعبية التي شكلتموها حماية لامان مناطق سكنكم وحماية ثروات المجتمع لتتحول الى اطر لادارة حياة الجماهير.

ارسوا سلطة مجالسية تستند الى الارادة الحرة والواعية للجماهير تضع نصب عينها ارساء مجتمع تصان فيه الحريات السياسية بدون قيد او شرط، وحرية التنظيم والاضراب والتجمع، الامان الاقتصادي والمعيشي وحياة مرفهة تليق بالقرن 21 لجميع العاملين، ضمان البطالة لكل من بلغ 16 عام وعاطل عن العمل، فصل الدين والقومية عن الدولة والتربية والتعليم، المساواة التامة بين المراة والرجل، الغاء الالاعدام وغيرها.

ان هذا لاياتي الا على يد افق سياسي اخر، افق تحرري وراديكالي، افق اشتراكي. ان هذه من المهام الفورية للعمال والفعالين الاشتراكيين والقادة العمليين للطبقة العاملة بعامليها وعاطليها. انه يستلزم حزب سياسي عمالي اشتراكي ثوري حاضر في الميدان.

فارس محمود
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
1-2-2011



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الشعبوية المنفلتة العقال اثر احداث تونس!
- عمال تونس! رحل بن علي... وماذا بعد؟!
- اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!
- لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة ب-الانتخابات-، بل الفظوه ب ...
- لا وطن للعمال-! (بصدد -العمالة الوافدة- والموقف الشيوعي)
- العدالة والمساءلة
- يجب اركان هذا القانون جانباً وليس تعديله!
- بصدد معايير الحزب الشيوعي العمالي لانتخابات حرة وحقيقية! حوا ...
- مقابلة مع سكرتير الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الانتخابا ...
- خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!
- بصدد سياسة الحزب الرسمية فيما يخص التطورات الاخيرة للعلاقة ب ...
- ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد ...
- كيف نتصدى لهجمة البرجوازية على حق الطبقة العاملة بالتنظيم!
- حول بناء حزب سياسي واجتماعي موحد ومقتدر*
- حوار مع -فارس محمود-سكرتير اللجنة المركزية حول اخر مستجدات ا ...


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فارس محمود - نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!