مبارك يصبّ الزيتَ ثانية على النار

عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 02:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

في كلمته الثانية خلال اسبوع واحد , كانت ابسط التوقعات , أنْ يتضمن خطابه , مرونة تتناسب مع حدّة حجم المظاهرات المليونية المطالبة بتنحيته عن السلطة .وكالعادة تطرّق مبارك الى ضرورة إجراء إصلاحات جديدة وايضا طالب باجراء تعديل الفقرتين الخاصتين بإشتراطات الترشيح لمنصب الرئاسة , واللافت في الخطاب هو لجوء مبارك الى اسلوب الوعد والوعيد وخلافا لمطالب الملايين الرافضة له اعلن وبصراحة بأنه سيكمل دورته الرئاسية الحالية ولا يغادر ارض مصر التي خدمها سلما وحربا حسب وصفه ,محمّلاًَ مَنْ قاموا بأعمال تخريبية في مرافق الدولة وفي إشارة ضمنية الى ان الجماهير المصرية ليست هي من يتحمل مسؤولية الاعمال التخريبية وإنما - حسب قوله – ان هناك قوى ذات اجندة تخريبية هي التي ساعدت في هذه الاعمال وقد شدّد بناء على ما لديه من صلاحيات فسوف يحاسب هؤلاء لينالوا جزاء ما إقترفوه . وبطبيعة الحال ان خطاب مبارك بناء على معطيات الواقع الجماهيري في وادٍ , ومطالب الشعب المصري في واد آخر .فالجماهير المضربة والغاضبة ترفض بشدة أيّ حلول يأتي بها مبارك وان مطلبها الاهم في الوقت الحالي هو تنحي مبارك عن السلطة دون قيد او شرط لان ال-30 سنة التي قضاها في سدة الحكم خلقت فجوة كبيرة من عدم الثقة به وبوعوده الاصلاحية , وما يجدر الإشارة اليه , أن الجهات التي قال عنها مبارك انها ذات اجندة تريد الاضرار بالمصلحة القومية لمصر والتي اندست وسط الجماهير , فأن لدى الجماهير الغاضبة , أدلة على أن من قام باعمال التخريب هم من الاجهزة الامنية ومن الشرطة السرية الذين قاموا بفتح الرصاص الحي والمطاطي وخراطيم المياه ضد المتظاهرين العزل من كل شيء وقد قاموا بالتعاون مع بعض اجهزة الجيش بالقبض على بعضهم , كل ذلك و مبارك لم يتطرق الى هذه الاجهزة الامنية لا من قريب ولا من بعيد , وإنما كما قلت هناك تلميح منه الى ان من قام باعمال التخريب هم من بين الجماهير ولكن ممن لهم اجندة خاصة تدفعهم الى ذلك ,
في الواقع من السابق لأوانه الحديث عن الأصداء التي سيتركها هذا الخطاب على نفوس المتظاهرين والقوى السياسية المعارضة ,سلبا أو إيجابا , لكن الحقيقة التي لا يشوبها الشك ان هذا الخطاب رغم تضمينه دعوة للحوار مع القوى الاخرى هو مرفوض من قبل الغالبية العظمى وسوف يتضح ذلك , لان القرار النهائي للمتظاهرين هو تنحية الرئيس عن السلطة وما دون ذلك تبقى إحتمالات التحاور بشأنه ممكنة ..وإذن , هل يكون مبارك قد صبّ الزيت ثانية على النار ..هذا ما سيتضح قريبا كما قلت .

#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات