أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطفي حاتم - النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية















المزيد.....

النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 12:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


شهد العالم بعد انهيار ازدواجية خيار التطور الاجتماعي ظهور ما يمكن تسميته بالتشكيلة الرأسمالية المعولمة المنبثقة من سيادة علاقات الإنتاج الرأسمالية على الصعيد الكوني رغم تعايش تلك العلاقات مع أشكال الملكية العامة , والتعاونية في هذا البلد أو ذاك.
لقد اتخذت تلك السيادة في مرحلتها المعولمة أشكالا" متطورة تبدت بجملة من المتغيرات أبرزها تشكل ملامح التكتلات الاقتصادية القارية ـ النافتا , الاتحاد الأوربي ـ ومنها ظهور مراكز رأسمالية إقليمية جديدة كما في الصين والهند والنمور الآسيوية.شكلت نواة لظهور تكتل اقتصادي قاري آخر, ناهيك عن بوادر نهوض دول رأسمالية شرهة ذات أغلفة قومية كما في روسيا الاتحادية.
إن ظهور مراكز رأسمالية واعدة في آسيا يؤشر الى انقسام العالم الى تكتلات اقتصادية قارية خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن القوة الصينية الناهضة تطرح على المراكز الرأسمالية الإقليمية الآسيوية ـ اليابان , كوريا الجنوبية , ماليزيا , سنغافورة , إضافة الى تايوان .ـ مبادئ التعاون والشراكة المتسمة بتوازن المصالح, وما يعنيه ذلك من إمكانية نمو وتطور تكتل اقتصادي آسيوي كبير مستندا" الى امكاناته البشرية التكنولوجية وسعة أسواقه الإقليمية من جهة ، وعلى تدخل فاعل للدولة الوطنية في الحياة الاقتصادية من جهة أخرى.
لتقدير شرعية الرؤية المشار إليها نتوقف بملاحظات عامة عند التغيرات المتسارعة في التشكيلة الاجتماعية الصينية التي رسخها المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني ( 1 ).
لقد خطى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني خطوات كبيرة نحو تعزيز وتطوير الموضوعات الفكرية التي بدأها دين هسياو بنغ والمتمثلة في تلوين الاشتراكية الماركسية بخصائص صينية , تبدت في التخلي عن بعض ثوابت التجربة الاشتراكية السوفيتية واستبدالها بحزمة من الإجراءات الاقتصادية السياسية المستندة الى:ــ
ــ إضعاف مبدأ التخطيط المركزي وتنشيط الإدارة الذاتية في الأقاليم الصينية المختلفة.
ــ إلغاء وتقليص المزارع الجماعية الحكومية واستبدالها بمزارع تعاونية وأخرى فردية.
ــ التوجه نحو آليات اقتصاد السوق والمحافظة على التوازنات الاجتماعية.
إن الإصلاحات الاقتصادية المارة الذكر توجت بشعار اقتصاد السوق الاشتراكي الذي اعتمدته القيادة الصينية استنادا" الى نظرية جيان زيمين ( التمثيلات الثلاث ) التي شكلت بدورها خطوة كبيرة في اعادة البناء السياسي/ الاقتصادي للدولة الصينية بما يضمن ترسيخ مواقعها في شبكة العلاقات الاقتصادية الدولية / الإقليمية.
إن الموضوعات الفكرية والتوجهات السياسية لنظرية التمثيلات الثلاث يمكن حصرها في الميادين التالية: ــ
أولا": ــ يمثل الحزب الشيوعي الصيني القوى الرئيسية في مجال الإنتاج بقطاعاته المختلفة شاملة" بذلك القطاع الخاص.
ثانيا": ــ فتح عضوية الحزب الشيوعي أمام شرائح الطبقة البرجوازية متخليا" بذلك عن موضوعة الصراع الطبقي لصالح موضوعة التوازنات الطبقية.
ثالثا": ــ اعادة توصيف دور الحزب وموقعه في منظومة البلاد السياسية حيث جرى اعتماد موضوعة أن ( الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة والشعب والأمة الصينية بدلا" عن موضوعة ( إن الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة الصينية ).
رابعاً ــ إعارة اهتمام خاص للقوى الاجتماعية العاملة في مجال التنمية الثقافية للأمة الصينية.2
إن الدعوة الى التنمية الرأسمالية والإصلاحات الأيديولوجية انعكست على بنية الحزب الطبقية حيث شكل رجال الأعمال من القطاع الخاص 20% من عضوية الحزب البالغة 60 مليون عضوا" حزبيا".
لقد أشار هذا التطور البالغ التعقيد الى الطبيعة التدخلية للدولة والحزب الشيوعي الصينيين في العمليات الاقتصادية الاجتماعية الجارية والهادفة الى: ــ
1: ــ احتواء البرجوازية الصينية بعد وضع فعاليتها الاقتصادية ضمن توجهات الحزب الفكرية السياسية في المراحل الأولى من التحول الرأسمالي لغرض ترسيخ التوازنات الاجتماعية بين المكونات والشرائح الطبقية المختلفة.
2: ـ اعتماد آلة الدولة السياسية / الاقتصادية لضبط تطور الرأسمالية الصينية وضمان تحولها الى طبقة قائدة ممثلة للأمة الصينية.
3 ــ اعتبار السوق الاشتراكي طورا"انتقاليا" نحو التحول الرأسمالي لكونه المحيط القادر على حفظ التوازنات الاجتماعية والضامن لتحول الصين الى قوة اقتصادية كبرى.
إن مساعي الصين الهادفة الى تحولها الى قاطرة اقتصادية لتكتل اقتصادي آسيوي تسانده تطورات اقتصادية اجتماعية كثيرة تعيشها التشكيلة الصينية في المرحلة الحالية من تطورها الاقتصادي يمكننا تأشير الكثير منها:
ــ ثروة بشرية هائلة حيث يقدر عدد نفوس الصين بـ1, 3 مليار نسمه، الأمر الذي يجعلها سوقا" كبيرة وقاعدة للإنتاج المنخفض الكلفة حيث يشكل متوسط أجور العامل فيها الى 150 دولار شهريا".
.ــ تستمد السوق الصينية الكبيرة قوتها من عدد الرساميل المستثمرة في البورصة الصينية البالغة 540 مليار دولار تعود ملكيتها الى 1212شركة وطنية وأجنبية.وتعد هذه النسبة أكبر حجم للاستثمارات في آسيا بعد اليابان
ــ مجموع الاستثمارات الأجنبية في الصين بلغ 50 مليار دولار وهو مجموع لم يبلغه أي بلد من بلدان العالم.
ــ تقدر صادرات الصين السنوية الى دول العالم بـ 250 مليار دولار. وتشير بعض الدراسات الى زيادة التصدير بنسبة 15%
ــ. بسبب نموها الاقتصادي المرتكز على زيادة في إجمالي الإنتاج المحلي بنسبة 8% (3 ) تعتبر الصين سادس أكبر مصدر ومستورد على مستوى العالم 4.
ــ تكتمل المعطيات المشار إليها عندما نشير الى وجود طبقة وسطى تتألف من 375 مليون يمتلك الكثير منها ناصية العلم التكنولوجيا بعد تخرجه من الجامعات الغربية. 5
إن التطور الاقتصادي المتسارع الذي تشهده الصين وحمايته من قبل قوة عسكرية متطورة تعتمد على استراتيجية الردع الوقائي دفعت منظري الاستراتيجية الأمريكية الى الخوف من تنامي مكانة الصين الدولية وبهذا المعنى يشير بريجينسكي صراحة عندما يقول ( إن الصين أصبحت قوة إقليمية مهمة وهي مرشحة لتنمية تطلعات واسعة استنادا" الى تاريخها كقوة كبرى ).6
إن الخوف الأمريكي من ظهور مراكز رأسمالية كبرى يستند الى طبيعة التحولات والاصطفافات السياسية الاقتصادية التي تفرضها مثل هذه التغيرات على السياسة الدولية وبهذا المنحى تتجسد الخشية الأمريكية من ظهور ثلاث محاور جديدة تؤثر على تطور العلاقات الدولية.
أولهما والذي يعتبره بريجينسكي أكثرها خطورة ذلك الذي ( يتمثل في قيام تحالف بين الصين وروسيا وإيران وهو تحالف مضاد للهيمنة الأمريكية ). 7
وثانيهما يجد تمثيله في تبلور محور صيني ـ روسي ـ هندي ـ الأمر الذي يمهد الطريق لولادة تعاون اقتصادي سياسي يقود الى تعدد الأقطاب في العلاقات الدولية.
ثالثها محور يجد تعبيره في تعاون فرنسي ـ ألماني ـ روسي ـ صيني يستند على إدانة الانفراد الأمريكي في تقرير شئون السياسية الدولية وإدانة التجاوزات الأمريكية على الأبنية الحقوقية السياسية الضامنة لموازنة المصالح الدولية. 8


الهوامش
1ــ عقد المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني من 8 ـ 14 تشرين الثاني من عام 2002 وجرى تجديد قيادته بعد أن تخلى الحرس القديم عن مواقعه القيادية حيث أنيطت قيادة البلاد بالقائد هيو جينتاو هو ممثلا" عن ما يسمى بالجيل الثالث في الحزب الشيوعي الصيني.
2 ــ أنظر الملف الأسبوعي لجريدة البيان الإماراتية 29 تشرين الثاني 2002
3 ــ بلغت صادرات الصين عام 2002 266,1 مليار دولار . منها 542 مليون دولار أي بنسبة 20% الى الولايات المتحدة الأمريكية. وتعتبر الصين المصدر الأول للعديد من السلع الأحذية , الملابس , الساعات , الدراجات الهوائية .
ــ نفس المصدر
ــ يرى توماس فريدمان أن صادرات الصين الى الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ 40 % وان لدى الصين فائضا" تجاريا" بقيمة 100 مليار دولار .
ــ أنظر توماس فريدمان ـ شريط بكين اللاصق ـ الشرق الأوسط 18 شباط 2003
4 ــ باتريك سيل . الحياة 22 تشرين ثاني 2002 وبذا ت الاتجاه يشير معدل التنمية في الصين خلال الأشهر الثلاث لعام 2003 الى 9, 2
انظر أنور عبد الملك ــ عالم جديد في القارة الآسيوية. الأهرام 28 تشرين
أول 2003 .
5 ــ تشير آخر الإحصاءات الى وجود 60 ألف طالب صيني يدرس في الجامعات الأمريكية ، ومن الجدير ذكره أن جيانغ مين هنغ ابن القائد السابق للحزب الشيوعي الصيني جيان زيمين تخرج من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يرأس الآن مؤسسة الصين للاتصالات عبر الانترنيت..
ــ المصدر باتريك سيل.
6 ــ زبنغيو بريجينسكي . رقعة الشطرنج الكبرى ـ دار النشر الأهلية ـ ترجمة أمل الشرقي ص63.
7 ــ نفس المصدر
8 ــ قررت فرنسا , ألمانيا , بلجيكا , لكسمبورغ , إنشاء قوات عسكرية مشتركة تعمل بقيادة أوربية خارج إطار حلف الأطلسي وبذات الوقت جرى ترشيح عشرة دول أوربية جديدة الى الانضمام الى الاتحاد الأوربي



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدويل الوظائف الهجومية لجيوش المراكز الرأسمالية
- الرأسمالية وفعالية اليسار العربي
- الاصلاحات العربية وحرب الافكار
- اليسار الديمقراطي ومهام المرحلة الانتقالية
- العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه
- إنحسار الفكر الاشتراكي والمنظومة السياسية لليسار الديمقراطي
- النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية
- الإرهاب وتغيرات السياسة الأمريكية
- انتقال السلطة وازدواجية الهيمنة في العراق
- أفكار حول انتقال السطة ومهام اليسار الديمقراطي
- الليبرالية وتجلياتها في لغة اليسار السياسية
- المرحلة الانتقالية وبناء شكل الدولة العراقية
- رؤية مكثفة لقضايا شائكة
- موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - لطفي حاتم - النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية