مازن لطيف علي
الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 15:05
المحور:
الادب والفن
شكل التراث العربي حاضنة حددت فيه بنية وملامح المنظومة الذهنية العربية ونمت في وسط ذات مخزون ثقافي متوارث. والسرد الفني في التراث العربي غزير جدا، لكن لغته القديمة جزء من معاناتها التاريخية آنذاك. ومن ثم من إبداعها الخاص. وشأن كل إبداع من هذا القبيل له مقدماته الذاتية. وبالتالي لا يمكن أن يصلح بحد ذاته للمعاصرة. لكنه يمكنه أن يكون، وينبغي أن يكون مصدرا من مصادر الإبداع الحر.
وبالتالي يمكن استثمار كنز التراث العربي بفنونه السردية في قوة البلاغة وتأثيرها على القارئ وتطور لغة الكاتب أو الأديب. والأدب الكبير هو الذي يجمع في ذاته تقاليد القدماء باعتبارها تجارب حرة وحرية التجربة المعاصرة. وهو زج غاية في التعقيد. كما انه صعب المنال في الأغلب إلا النوابغ. وهي قلة على الدوام وفي جميع الأزمان والثقافات بلا استثناء.
وبقدر ما ينطبق ذلك على مفردات اللغة ومصطلحاتها ونمط تعبير ورموزها ينطبق أيضا على أسلوب سردها. إلا أن الشيء الجوهري القائم وراء كل ذلك هو ما يمكن دعوته بالنماذج المثلى. وتمثلها يبقى على الدوام إشكالية وإبداعا بقدر واحد.
فالقاموس اللغوي للتوحيدي والجاحظ والمعري وابن عربي أو الجاحظ يختلف عن قاموسنا اللغوي الذي نكتب به الآن، وأدباؤنا ومثقفونا لم يتمكنوا أو يحاولوا استثمار هذا السرد الغنيْ بالمفردات. وإذا كان من الصعب أحيانا العثور على من يتمكن من إدراج الثراء اللغوي في اللغة المعاصرة، فان القضية اشد تعقيدا بالنسبة لتمثل ما يدعوه ميثم الجنابي في كتابه"حكمة الروح الصوفي" بروح الكلمة وكلمة الروح في الإبداع الفكري ونماذج السرد المحتملة. كما أن تعقيد هذه القضية مرتبط أيضا بغياب أو اضمحلال تقاليد المدارس، بوصفه مظهرا من مظاهر ضعف الثقافة وتحلل منظوماتها النظرية. من هنا صعوبة تشكيل هوية سردية مشتركة وحديثة، لكنها تبقى مشروعا وغاية ضرورية للإبداع الفني والفكري بشكل عام وللغة الأديب السردية بشكل خاص.
#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟