عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 22:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هنالك أجمل من قيام أبناء جيلنا بالذات، بالثورة في تونس ومصر وما سيليهما من دول عربية وشرق أوسطية أخرى. ليس هنالك أجمل من إعطاء الدرس للعالم أجمع في كيفية قيام الثورات الشعبية غير الملوثة بدولارات الولايات المتحدة ونفط الأنظمة العربية "المتطبلة" على كراسيها منذ ثمانين عاماً.
ذلك ما أعلن فخري به اليوم، وأرفع رأسي به عالياً فوق كلّ ما قد كتب وخطّ من تاريخ ساهم في إذلالنا منذ ثورة عربية بائدة عام 1916، وصولاً إلى فضح وثائق المفاوضات بين الصهاينة وعملاء السلطة الفلسطينية.
فخر بالطالب والمناضل والعامل والكادح والمواطن والمنفيّ والمهاجر الهارب نحو لقمة عيش كريمة يطالها بعد ألف مذلّة ومذلّة. فخر بشخص أطلقها شعلة في جسده أنار فيها دروب الملايين من أبناء الشعبين الكريمين، كبيري الإيمان بالذات قبل أيّ إيمان يبثّه إليهم رجال دين السلطة ووعّاظ سلاطينها صبراً ما بعده إلاّ ويلات وويلات.
تونس ومصر.. بل شعب تونس وشعب مصر! لا أزال أجد وقع الكلمة غريباً: ثورة شعبية!! ثورة شعبية لم نعتدها أبداً وانتظرناها وآمنّا بها دوماً عسكرية تنتفض وتثور وتعيد إلينا مجد الحرية والإستقلال والعدالة الإجتماعية فسُرقت دوماً، أو سرقها صانعوها، ليعيدوا الحماقة إلى الكراسي مجدداً، والمفاسد المطلقة إلى رؤوس قادتها.. بل قوّاديها الأشقياء الذين تعفّنوا في سلطاتهم، ورفضوا دوماً إرادة الشعب حين أفاق من غيبوبته تجاههم.
ثورة شعبية يصنعها الشعب، يصنعها جيل الشباب من هذا الشعب الطالع من مآسٍ وويلات إجتماعية تمنع عليه أبسط الحقوق. ثورة لا تشبه أيّ ثورة أخرى سبقت، أمّا ما سيليها فستكون هي المرجع الأساسي له، حتى ولو كان في أقصى مشارق الأرض ومغاربها. فالشعب أراد إسقاط النظام فأسقطه، وسيسقط الأنظمة واحداً بعد الآخر، وسيسقط كلّ طاغية يتجرأ على إعادة تدوير السلطات وتفصيلها على قياسه، وتوزيع مكتسباتها على عائلته وحاشيته وزبانيته.
"الشعب بالمرصاد دوماً" وهذه المرّة ليست مجرّد شعار يكتب على حائط متهدّم، أو ضمن مقال جامد موجّه يمتلئ بمخدرّات لا حصر لها، بل هو فعل قادته شعوب كاملة هادرة لا تنثني ولا تلين، وتشعل أجسادها فداءً للثورات الشعبية.
#عصام_سحمراني (هاشتاغ)
Essam_Sahmarani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟