محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 19:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ونحن نسألهم : هل هناك طوفان سيلحق بنا أسوأ من هذا الطوفان الغارقين فيه بسببكم منذ أن اغتصبتم السلطة في كل الدويلات التي تحكمونها وكلاء عن المستعمر ؟ بل نراه طوفانا متعدد الرؤوس: إفقار , تجويع , ترهيب , إفساد وتفسيد , ارتهان للعدو وإنتاج جواسيس له , تضليل , إذلال , مهانة , تجهيل , نهب , تعذيب , سجون ومعتقلات , تفريط بالأرض الوطنية جغرافية وسيادة , سحق كرامة المواطن , تفتيت اجتماعي , افتعال حروب طائفية ومذهبية وعشائرية وعائلية , فتح أبواب الوطن مشرعة للأعداء يعبثون فيه إفسادا فوق فسادكم .
كل هذا الطوفان لم يكتفي منه الطاغية العجوز في مصر , وصل من العمر أرذله ومازال لديه شهية في سلطة والأنكى من ذلك أنه كان يخطط أن يورثها لابنه وكأنه لم يكفها ما ألم بها من طغيانه .
تشبث الطاغية المصري بتلابيب الحكم حتى فاجأه شبابها بانتفاضتهم فراح يحدث نفسه متخوما بساديتة : عسى أن يترك لي هؤلاء الشباب " أبنائي" بعض يوم أو يومين أخريين أتنعم فيهما على كرسي هذا .
عجبا حقا أمر طغاتنا العرب : لازقين بكرسي السلطة وما بدهم يتزحزحو عنو حتى ولو خربت مكة , كما يقولون عندنا باللهجة الشعبية , وإن كنتو ما مصدقيني تلفتو حواليكم حيث تقطنون أنى كانت دويلتكم .
رهان مبارك الآن الوحيد الذي يأمل أن يؤت ثمره , مستندا إلى ما له من رصيد إخلاص طوال مدة حكمه لأمن الكيان الصهيوني والتزامه الصارم بمواثيق عقدها معه لتأمين متطلباته الأمنية على حساب أمن المصريين والفلسطينيين بل أمن العرب جميعا ( وللغرابة وما يثير شكوكي أنني لم ألحظ من خلال متابعتي لأخبار انتفاضة الشباب المصري وكليشاتهم التي يرفعوها أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية حضورا لهذا الأمر المحوري والخطير في خطابهم المطلبي كملاحظة أولية) , هو ما يبذله هذا الكيان من جهد لإقناع رعاته الغربيين بالعدول عماّ حزمت أمرها عليه بضرورة الاستعجال باستبدال شخصه بشخصية أخرى خشية أن تنضج ظروف مصر بعد أن حطمت انتفاضة شبابها المصري جدار الخوف عند الفئات الاجتماعية صاحبة التغيير الحقيقي فتفضي إلى ثورة شعبية حقيقية تقلع النظام من جذوره فتحدث تغييرا جذريا وحقيقيا ترتعد فرائس الامبريالية لمجرد التفكير فيه . سيان بالنسبة لهذا الغرب إن كانت هذه الشخصية التي يبحثون عنها من داخل النظام أو من خارجه , المهم أي شيء يحميهم من العاصفة التي إن هبت ستهدد مصالحهم في منطقة مستعدون للدفاع عنها بنواجذهم , وبسبب هذه المخاوف تداعت أطراف هذا الامبريال جميعها كل حسب دوره لتعديل نظام مبارك وتجميله بضخ دماء جديدة في عروقه قد أعدتها مسبقا لهكذا ظروف كدأبها دائما , مثلما تبذل الآن من محاولات في تونس للالتفاف على انتفاضتها وكما سعت دائما وفي ظروف مشابهة في مواقع أخرى من العالم .
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟