أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الشرطة في خدمة النظام..














المزيد.....

الشرطة في خدمة النظام..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عصية على النسيان..ومؤلمة.. هي تلك الصورة التي نقلتها لنا شاشات التلفزة قبل شهور..وهي تصور رجل الانقاذ المصري الذي يقف منفردا مسلحا بجاروفة ميدان يدوية خفيفة مقابل الكتل الضخمة من الضخور والكونكريت المسلح بالفولاذ التي تتساقطت على رؤوس سكان العشوائيات في كارثة انهيار المباني في منطقة جبل المقطم..
هذه الصورة وان كان من الممكن وضعها كأطار لحالة الحكومة المصرية الجديدة وهي في مواجهة الغضبة الجماهيرية المحتجة الرافضة المقاومة لكل ما من شأنه ان يعيد عقارب الزمن الى الوراء..ولكننا نرى انها قد تكون مدخلا لقراءة لا تقل خطورة وتشير الى سياسة يبدو انها متبعة في جميع الدول الديكتاتورية القمعية من خلال اضعاف مؤسسات الدولة الرسمية والشرعية مقابل تغويل المؤسسات الامنية الطفيلية الموازية والملتصقة بجسد النظام والمتخندقة في موقف العداء المطلق للشعب..
هذه التداعيات تقرع العقل عنوة عند استحضار صور افراد قوى القمع المركزي بملابسهم الانيقة وآلياتهم الحديثة وتجهيزاتهم المتكاملة واسلحتهم المتطورة وتدريبهم العالي وتحصلهم على آخر ما توصلت اليه تكنولوجيا القمع والترهيب وكسر ارادة الشعوب..وبصورة متقاطعة تماما مع صورة قوى الجيش المصري النظامي الشرعي والبطل الشريف الذي نقلت لنا الفضائيات انتشاره وتحمله زمام المسؤولية الوطنية بآليات وتجهيزات قد لا تبتعد كثيراً عن مخلفات الحقبة السوفيتية..
وهذه الحالة تذكرنا بالوجوه المترفة المترعة بالعافية والعيون المنتفخة من السهر في المنتديات الليلية التي كانت تميز افراد الحرس الرئاسي بخطوطه اللامتناهية والمتمددة على مستوى لا يقل عن عدة فرق عسكرية كاملة التجهيز مجهزة ببذخ واسراف ومتمتعة بتفوق واضح ومسند ومقنن على قوات الجيش العراقي النظامي الذي اصبح ارتداء زيه العسكري –والذي يستنكف منه اعضاء الحرس الخاص ويستبدلوه بالزي الهجين المسمى بالزيتزني-وسيلة مبتكرة من قبل بعض المتسولين الظرفاء لاستدرار التعاطف الشعبي معهم لاثارته الحزن والاسى في نفوس المواطنين اكثر من شخصية الاكتع او البصير..
تقليد يبدو انه مستنسخ ومتبع في بلداننا شبرا بشبر..وذراع بذراع..عن طريق احاطة الحاكم لنفسه باحزمة متداخلة ومتناسلة من النخب المدربة والمعلوفة جيدا ووضعها في حالة تفوق ستراتيجي كاسح امام جميع مراكز القوى الرسمية التي يفترض ان تكون هي الاولى بالرعاية والدعم والاحترام..وتكون مهمة هذه القوات هي تأمين سلامة وديمومة وحماية رأس النظام الحاكم فقط والدفاع عنه حد الطوفان..وضمن عقيدة فاسدة متناقضة تماما مع دور الاجهزة الامنية البديهي في السهر على أمن المواطن والحفاظ على الممتلكات العامة.. ويحاط بعناية فائقة من قبل المستويات العليا لدرجة اننا نرى ملك عربي عتيد يغالب اوجاع الظهر ويستغل الوقت ما بين جلسات التخدير ليعين ابنه ىعلى رأس احد هذه الاجهزة..
تقليد قد يكون مفيدا للانظمة القمعية العربية من خلال تأمين عدم قدرة الجيش على ممارسة هوايته الرائجة في المنطقة في تنظيم الانقلابات العسكرية..وقد يوفر مجالا متعاظما من النهب عن طريق تخصيص الميزانيات العسكرية الضخمة دون مقابل حقيقي على الارض.. ولكنه ليس من الحكمة عدم التنبه الى نتائجه الكارثية المدمرة على الوحدة الوطنية..وخصوصا بعد وضوح الكارتونية الهشة للاجهزة الخاصة التي تعتمد على الولاء والقرابة اكثر من القدرة والكفاءة والانضباط المهني المطلوب..
نصيحة ..ليس مشمولا بها من قضي نحبه السياسي..ولكنها لمن ما زال منهم ينتظر..بالعمل على تحقيق توازن ما بين مصلحة الحاكم والمحكوم..واطلاق الحريات السياسية واحترام حقوق الانسان..والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب..والتركيز على الشؤون الداخلية للبلاد ونبذ التدخلات الخارجية..فان الشعب العربي الآن بقضه وقضيضه اصبح يتسائل..ولم لا.. وما الذي ينقصنا..ونظرة سريعة على شرائط الاخبار قد تأتي لكم بما لا ترتضونه من جواب..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..
- لا تعلموا شعب تونس..فهم اعلم منكم..
- لقد اخزيتم العقيد ياشعب تونس..
- كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الشرطة في خدمة النظام..