|
مؤتمرات نصرة الاسرى بداية لتدويل قضيتهم
مصطفى بدارنة
الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 17:46
المحور:
القضية الفلسطينية
عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بات واضحا ان اتجاها جديدا بدأ يشق طريقه في الوعي والعمل الفلسطيني بشأن قضية الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. إنه اتجاه يتحرر من قيود و تقاليد أفرزتها سنوات عمر المسيرة التفاوضية التي أبقت على هدف حرية الأسرى مرهوناُ بتطورات العملية التفاوضية و بانتظار مكارم الطرف الآخر. انه اتجاه يعبر عن اتساع الوعي السياسي الفلسطيني المتمثل باليقين بأن مسار المفاوضات بظروفها و شروطها الراهنة لا يمكن أن يفضي إلى حل مقبول فلسطينيا، وينقل القضية برمتها إلى أروقة الشرعية الدولية وتحت سقف قراراتها المتصلة بالصراع العربي الإسرائيلي. فيما يتعلق بموضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بدأ التحضير لهذا الاتجاه مع انعقاد مؤتمر أريحا الدولي في نهاية عام 2009 ومن ثم مؤتمر الجزائر في نهاية عام 2010، والآن مؤتمر المغرب الدولي لنصرة الأسرى في على ذات المسار وتحت راية وهدف تدويل قضية الأسرى. أمام هذه البداية التي تستحق التثمين منا، لا بد أيضا من تسليط الضوء على بعض الأفكار التي من شأنها أن تساهم في ذلك الجهد، و قبل أي شيء نرى من الضروري أن ندقق بفهمنا و تخطيطنا لشعار تدويل قضية الأسرى بحيث نميز ما بين تدويلها بمعنى حضورها في فضاء الوعي والاهتمام الدولي بهدف استقطاب تعاطف و تضامن الرأي العام الدولي، و ما بين تدويلها بمعنى ادراجها على برامج و متابعات المؤسسات الدولية ذات العلاقة وفي مقدمتها هيئات الأمم المتحدة على أساس مواثيق الشرعية الدولية ذات الصلة. لا شك بأن لكل من هذين الاتجاهين أهميته الخاصة ، وله مساره بأدواته و أهدافه الخاصة، والتمييز هنا ضروري متى نستطيع أن نخط و نعمل لكل مسار ما يلائمه ويتطلبه من جهود و أدوات ، و بالتالي المتابعة و المراكمة وصولا إلى الهدف العام. و الآن بعد تلك المؤتمرات الثلاثة (أريحا، الجزائر، المغرب)، ما هي الخطوة التالية؟. اننا نعتقد أن حصاد هذه المؤتمرات و فعاليات أخرى كثيرة يجب أن يكون بانجاز تشكيل ائتلاف دولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين، بحيث يجري استهداف و تجنيد أبرز الأمور السياسية و القانونية و الحقوقية (مؤسسات و أفراد) على المستوى الدولي والمناصرة لقضايا شعبنا، لتكون جزءا من هذا الائتلاف والذي مع تشكيله ستتحقق القفزة النوعية في مسألة تدويل قضية الأسرى، بنقل ديناميكية حركة مناصرة الأسرى من محيطها الفلسطيني العربي إلى فضائها الدولي و لتكون أداة ضغط على دوائر صناع القرارات و السياسات في العالم. و هذا يقودنا إلى المربع التالي والذي يتطلب منا مغادرة دائرة الحديث عن قضية الأسرى بعناوينها و لغتها العامة، و الانتقال إلى دائرة الفعل و لغة الإختصاص المسنود بحقائق ووقائع تبرز و تدين الانتهاكات الاسرائيلية بحق أسرانا، وهذا يعني بالمباشر و الملموس ان يتم مثلا شق مسار عمل ورؤية و برنامج خاص بالأسرى الأطفال، وذلك بتشبيك شبكة عمل مختلف المؤسسات الدولية و المحلية ذات الاختصاص بعالم الطفل و حقوقه. لأجل اطفالنا الأسرى على أساس اتفاقيات و مواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بالطفل في مناطق و أوقات النزاعات، ومثله مسار عمل مرتبط بموضوع الإهمال الطبي الذي يعاني منه أسرانا داخل السجون والذي بسببه استشهد العشرات و تتهدد حياة عشرات آخرين، و بمثله أيضا مسار عمل مرتبط بقضية التحقيق و القوانين الإسرائيلية التي تشرع ذلك، و هكذا فهناك العديد من المسارات التي يمكن أن تستهدف عنوانا محددا من عشرات العناوين التي تشكل انتهاكا لحقوق الأسرى و تستحق أن تكون محور عمل بحد ذاته. إن فكرة توسيع دائرة العمل و تركيزها بشق مسارات الاختصاص فيها يمكننا من الاستفادة من تنوع هيئات الأمم المتحدة و المؤسسات الدولية المختصة، بحيث يتيح لنا نقل قضية الأسرى إلى تلك المؤسسات من باب عنوان اختصاصها، و بالتالي يمكننا من مراكمة أية انجازات في هذه المؤسسات لتشكل حالة سياسية، قانونية، إعلامية ضاغطة على الجانب الاسرائيلي و تمكننا من الاعتماد عليها والاستفادة منها في المعركة السياسية الكلية في قضية الأسرى الفلسطينيين لاتجاه فتح أبواب الحرية لهم. إن قضية تشكيل الإئتلاف الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين والبدء بفتح مسارات العمل المختصة ارتباطا باختصاصات القوانين والمؤسسات الدولية ستشكل نقلة نوعية حقيقية في عملية تدويل قضية الأسرى وسيفتح آفاقا واسعة امام أوسع دائرة تضامن وإسناد من أجل إنصافهم على طريق حريتهم الكاملة.
#مصطفى_بدارنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة
...
-
وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني
...
-
سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
-
هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال
...
-
المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ
...
-
اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن
...
-
أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة
...
-
بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة
...
-
-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية
...
-
للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|