نزار بيرو
الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 18:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا قالتْ لنا انتفاضة ُ تونسَ و مصرْ ؟.. هل فَهِمَ المستبدونَ و غاصبي حرية شعوبهم الدرسْ؟..هل وعوا الحقيقةِ التي توضحتْ وضوحَ الشمس في انتفاضةِ مصرَ و تونسْ؟...
إرادة الشباب الواعي و المتسلح بالعلم ، هؤلاء التواقين إلى الحرية و المساواة من خلال الديمقراطية، كانت وراء انتفاضة تونس و مصر..
ومن سخرية القدر انه كلما كانت هنالك متنفس للجماهير من خلال الأعلام و المظاهرات و الاحتجاجات..تأتي إلينا آخر دكتاتوريات العصر ليقولوا لنا ان ذلك هو نتاج حكمتهم و حكمهم الرشيد.. و لولا هم لما استطاع الجماهير ان تتظاهر و تحتج وان يقولُ ما يريدون..
ومن سخرية القدر أيضا..انه كلما أحس تلكم الدكتاتوريات و المستبدين ان نهايتهم أصبحت وشيكة.. تتمسك بالحكمة و تتعهد الجماهير الغاضبة بالإصلاح و العدل..و كأن ما دَمَرُهُ خلال عقود من الزمن من فترات حكمهم الطويلة، يمكن ان تتصلح من خلال خطاب أو حديث و بفترة قصيرة أو حتى في أيام أو شهور أو سنوات.
لا يعقل ان لا تكون تلك الأنظمة قد فهمت ان من كانت لهم عونا و تمدهم بالمساعدات و المشورة في وقت ما.. ليس في بالها الآن سوى قلقها بشأن مصادرة حريات تلك الشعوب من قبل تلك الأنظمة و على رأس تلك الحريات حرية حصول الأفراد على المعلومات و الشفافية التي أصبحت سمة العصر الأولى و كما نبهت وعبرت الإدارة الأمريكية عن قلقها بشأن ذلك و بشان حجب بعض أنظمة المنطقة العربية جزءاً من الخدمة المعلوماتية و الإنترنيت عن الجماهير.. وانه ليس لأحد ان يغتصب هذا الحق عن الجماهير.. و طالبت السلطات المصرية إطلاق تلك الحريات..و لكن و أهم ما في الأمر تلك الحقيقة التي توضحت و أحدث اختلالاً في توازن رأس الهرم و أعوانه المقربين وهو.. إنهم وحيدون.. وليس من ورائهم احد تدافع عنهم، عندما تشتد عليهم غضب الجماهير بناسه العاديين.. و الشرطة والجيش.. ولى ذلك الوقت الذي كان الجيش و الشرطة و الحرس تدافع عن الدكتاتوريات.. و تدافع عن الأنظمة المستبدة.. و السبب بسيط جداَ و هو أولاًً.. زمن التغرر بالناس قد ولى... و ثانياً.. ذهب وقت غسل الأدمغة.
#نزار_بيرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟