أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل الحليبي - اليسار البحريني... الآفاق المستقبلية 2 - 2















المزيد.....

اليسار البحريني... الآفاق المستقبلية 2 - 2


فاضل الحليبي

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 16:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لكي لا يفقد المرء بوصلته الفكرية والسياسية، فالأفكار والمبادئ، هي التي ترسم خارطة طريق نحو تحقيق الأهداف، فبدون فكر فلسفي علمي من خلاله تقرأ واقع بلادك، وتدرس جيداً تلك الخصائص والموروثات الشعبية المتأصلة في وجدان الشعب، تكون خارج المعادلة، ففي البحرين، أثبتت التجربة النضالية لجبهة التحرير الوطني البحرانية، صحة ما جاءت به في برنامجها السياسي الأول في عام 1962، برنامج الاستقلال الوطني والحرية، والديمقراطية، والسلم، والتقدم الاجتماعي، والذي تعاطى وبواقعية مع الظروف في تلك الحقبة الاستعمارية، كما تعاطت جبهة التحرير مع الواقع الملموس لشعبنا من اجل الديمقراطية والحريات العامة والعدالة الاجتماعية، ومن خلال تواجد أعضائها وأنصارها في التجمعات الشعبية، بما ذلك المآتم الحسينية، في المنامة والقرى.
كتب احدهم مؤخراً في الصحافة المحلية، مقالة ذكر فيها، بان اليسار الماركسي، ويقصد جبهة التحرير الوطني، كانت اهتماماتها بالخارج، بالاتحاد السوفيتي وحضور مؤتمرات الأحزاب التقدمية والعمالية، ولا تهتم بالشأن المحلي، على هذا الأخ، أن يرجع إلى أدبيات جبهة التحرير الصادرة في الداخل، لكي يتعرف جيداً أين كانت تعمل وتناضل الجبهة، والمئات من أعضائها وأنصارها لازالوا أحياء، يمكن العودة إليهم، بالإضافة الى ما تم نشره في نشرة «التقدمي» الصادرة من المنبر الديمقراطي التقدمي، استطاعت أن تتكيف مع الخصائص والأوضاع المحلية، وتكون جزءا مؤثرا في الأحداث، مدرسة في النضال الوطني يجب أن يتعلم منها جيل الشبيبة، لهذا كان اليساريون البحرينيون منصهرين ومندمجين مع شعبهم، وكان شعار المنظمة الشبابية لجبهة التحرير، «اشدب» على نشرته المركزية «الشبيبة»، «سنناضل بلا كلل ونعمل بلا توقف ونعلم ونتعلم من الشعب»، لهذا يتطلب من أعضاء وأنصار اليسار البحرينيين، أن يكونوا مع الناس ويدافعوا عن قضاياهم ومطالبهم والنصرة لهم.
اليوم في بلادنا نحتفل بالذكرى العاشرة للميثاق الذي حدث في البلاد في شباط «فبراير» من عام 2001، والذي على أثره انتهت حقبة سوداء، حقبة قانون امن الدولة السيئة الذكر، وحل محلها ميثاق العمل الوطني، وبرزت القوى السياسية للسطح «العلن»، بعد عقود من السنين من النضال الوطني السري، كان اليسار البحريني جزءا أصيلا وأساسيا من مجمل القوى الوطنية والديمقراطية المناضلة في البلاد، ففي حقبة الاستعمار البريطاني، قبل مرحلة الاستقلال الوطني في عام 1971، حدد اليسار البحريني، أهدافه وبوضوح من خلال برنامجه الذي أشرت إليه في البدء، وشخص مفهوم الدولة التي ينشدها، قيام نظام وطني ديمقراطي، يعني «الدولة المدنية الحديثة»، كان سباقاً في طرحه حتى في مرحلة التحرير الوطني، وفي مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني، وبناء الدولة، عزز مفهوم «الدولة المدنية» من خلال المطالبة بوجود الديمقراطية وسلطة تشريعية منتجة، هذا ما حدث بانتخاب مجلس وطني في ديسمبر 1973، والتي فاز فيها اليسار البحريني وحلفاؤه بثمانية مقاعد، من خلال «كتلة الشعب»، وأكد على أهمية الديمقراطية والحريات العامة والنقابات، «عمالية وطلابية ونسائية»، هذه المفاهيم النقابية والديمقراطية، ترسخت اليوم في الحياة السياسية الجديدة وان وجدت بعض المنغصات والتراجعات على صعيد حرية الرأي والتعبير في بعض الحالات «النشرات الحزبية» سحب الترخيص من بعض الجمعيات السياسية، أضرت بتطوير التجربة الديمقراطية في البلاد، اليوم تطرح أمام اليسار البحريني والقوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، مهمة تعزيز الحريات العامة والشخصية وتطوير الديمقراطية، بإبعادها السياسية والاجتماعية، وتطوير مفهوم «المواطنة الحقة» في الدولة المدنية، والتأكيد على الواجبات العامة والحقوق الدستورية والإقلاع عن ممارسة التمييز والغبن في الحياة العامة.
صحيح في الفهم الماركسي لطبيعة الصراع في المجتمع، لا يمكن تجاوز الفوارق الطبقية والاجتماعية وهي موجودة وفي أحيان بقوة، حتى في البلدان النفطية، ومنها بلادنا ومن اجل تقليل تلك الفوارق والمظاهر الطبقية والاجتماعية في المجتمع، يتطلب من الدولة توفير عناصر ذلك التغيير الاجتماعي وهي قادرة على ذلك، بما تملك من سلطة قوة القرار والمال والأمن، وان لا تكون على أسس مسكنات مؤقتة، لا تغير من طبيعة تلك الظاهرة، مثال على ذلك «تقديم علاوة الغلاء» التي يتلهف إليها المواطنون من اجل زيادة دخلهم المالي و بالأخص ذوي الدخل المحدود، لابد من عملية تغيير جذري، بوضع برنامج كفيل بتغيير الوضع المعيشي المالي للمواطنين للأفضل، وتحديد المستوى المعيشي من خلال زيادة في الرواتب وتحديد سقف الأجور في القطاعين العام والخاص وبالأخص لأصحاب الرواتب الضعيفة والمتدنية.
عندما يتميز برنامج اليسار البحريني، عن غيره من القوى السياسية، وتحديداً القوى الطائفية والمذهبية، ويكون برنامجه مغايراً ومعبراً عن طموحات وتطلعات وآمال جيل الشباب ومعهم العمال والنساء والمثقفون وغيرهم من الفئات الاجتماعية الفقيرة، ويشعرون بأن هناك قوى قادرة على إحداث التغيير والبناء في المجتمع، وتناضل من اجلهم ومن اجل تعزيز الديمقراطية والحريات العامة والحقوق المدنية والمكتسبة، وتسعى وتعمل من اجل قيام مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية، لا تساوم على الأهداف والمبادئ وتتعاطى مع القوى السياسية في البلاد ليس بصفتها قوى ديمقراطية اجتماعية بل بصفتها معبرا حقيقيا عن اليسار البحريني وتاريخه ونضاله وعن هويته وفكره، تتعزز مصداقية الطرح وبشفافية عالية لدى الناس.
ربما يسأل سائل: ما الذي يميز اليسار البحريني عن القوى السياسية الأخرى في البحرين، الإيمان بهذه الأفكار، عدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، المساواة، العدالة الاجتماعية، وهذا الثالوث، يعني الكثير للإنسان في نضاله من اجل التغيير والبناء والإصلاح، لترابط الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فيما بينها، لهذا على اليسار البحريني، إبراز برنامجه ليس السياسي بل في المقدمة منه الاجتماعي، والاستمرار في طرح آرائه وأفكاره بوضوح للناس.
فالمصداقية والشفافية عناوين رئيسية، لكي يتعرف المرء على الأفكار والمبادئ لليسار البحريني، دون لبس أو ضبابية أو الاختباء حول عباءة أخرى، فاليساريون البحرينيون، لديهم تجارب تقاليد نضالية، بالإمكان تطوير تلك الأساليب القديمة والاستفادة من الايجابيات في الوضع الراهن، فأي هدف يخدم المواطن ويرتقي به نحو الأفضل، فهو مكسب ورصيد وطني، لا يجوز التفريط به، فالتواصل والالتقاء مع الناس والدفاع عن مصالحهم وطرح مطالبهم، ندرك جيداً بأن الطريق ليس مفروشا بالورود لكي نعبر، مثلما كان في السابق، حفرنا في الصخر لنشق الطريق لأفكار التقدم والإنسانية، واليوم على اليساري أن يمتلك الجرأة والشجاعة في الدفاع عن مبادئ وأهداف حزبه، التعامل بصدق وإخلاص مع الناس سوف تصل إلى قلوبهم قبل عقولهم، فأمام اليسار البحريني مهام كبيرة يتطلب تضحيات كبيرة.



#فاضل_الحليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار البحريني... الآفاق المستقبلية (1-2)
- التيار الوطني الديمقراطي «المشروع المؤجل»
- ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف
- انتخابات 2010 والتداعيات
- لماذا سرقوا أموال الفقراء ؟
- الفقراء...والأسعار
- ماذا بعد سقوط جدار برلين؟
- جامعة البحرين: محاكم تفتيش
- مأساة -ميثم بدر الشيخ-
- تحركات مشروعة
- الحوار الوطني هدف سامي
- من أجل حرية الصحافة في البحرين
- اليسار البحريني‮ ‬أين‮ ‬يمضي‮. ...
- كلمة القوى السياسية في البحرين في مهرجان صرخة ألم
- أهمية التعديلات في قانون الجمعيات السياسية.. مهمة وطنية نياب ...
- أوقفوا التجنيس، امنعوا سرقة الأراضي والبحار، وارفضوا الطائفي ...
- الطائفية لا تبني وطناً
- الحكومة والبرلمان والمعارضة في البحرين
- كيف يتأسس التحالف الديمقراطي ..؟! - البحرين
- سبعون عاماً من النضال من أجل الأول من مايو


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاضل الحليبي - اليسار البحريني... الآفاق المستقبلية 2 - 2