|
نهاية نظام مبارك
مجدى خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 01:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد يوم الغضب الأول قلت لزوجتى أن الرئيس مبارك لن يكون على رأس الحكم فى يناير 2012، فكان ردها مفاجأة لى، هو لسه هنستنى ليناير الجاى، الراجل ده كره المصريين فى بعضيهم وخلى الناس معندهاش انتماء لبلدها، أغلب زملائى سافروا بره مصر وكل جيلى يتمنى الهجرة ، زوجتى ملهاش فى السياسة وولدت وعاشت فى عهد الرئيس مبارك ولا تعرف رئيس لمصر غيره منذ أن فتحت عينيها على الحياة.. ومع هذا لم يقنعها هى وجيلها أنه قاد مصر إلى الطريق الصحيح. لقد كان يوم الغضب يوما عظيما بعث الأمل فى نفوس المصريين لقرب أنتهاء حقبة الفساد والإستبداد والظلم والزيف ونهب البلد والدولة البوليسية والفتن الطائفية التى يصنعها ويديرها أمن الدولة . لقد كشفت أيام الغضب عن كثير من الأمور، وفى تقديرى سوف تغير المشهد فى مصر بصورة كبيرة: 1-تحول حلم جمال مبارك من حكم مصر إلى حماية نفسه وأسرته وثروته، وباتت أحتمالات توليه حكم مصر صفرية. 2-وضعت الأنتفاضة بداية النهاية الحقيقية لحكم الرئيس مبارك، وفى تقديرى أن مبارك نفسه سيتخذ خطوة دراماتيكية قبل نهاية العام بالتنازل عن الحكم لرئيس يضمن أنتقال سلمى للسلطة ويتجنب محاكمة رموز نظام مبارك.مبارك الذى تهرب على مدى ثلاثة عقود من تعيين نائبا للرئيس بحجة عدم وجود من يصلح للمهمة بين ال 80 مليون مصرى، أو لأن السادات كان محظوظا لأنه عثر على مبارك، سيضطر لإتخاذ الخطوة الأصعب وهى التنازل عن الحكم لرئيس آخر. 3-أنكشف وهم مقولة أن الاخوان المسلمين هم من يملكون مفاتيح تحريك الشارع،لقد تحرك الشباب وكان وجود الأخوان بينهم باهتا وشبه معدوم، وعلى المستوى الرسمى رفضوا المشاركة فى الأنتفاضة، وكانت شعارات الشباب الواعى تصلح لثورة( الحرية والعدالة الاجتماعية والرغيف والوظائف والتغيير ورحيل مبارك)، فى حين أن شعارات الاخوان الدينية هى أجندة تخريب مصر وتحويلها إلى دولة دينية. 4-خرجت المسيرات بشكل متحضر لأن الشباب الواعى الذى قادها خرج للتغيير وليس للتخريب، ولأن التخريب مقصور على بلطجية الحزب الوطنى والمتطرفين الإسلاميين وكلاهما كان غائبا عن المشهد. 5-منذ 11 سبتمبر 2001 انصبت الجهود الدولية على حرمان الإرهابيين من الملآذات الآمنة، لقد آن الآوان لحرمان الفاسدين والمستبدين من هذه الملآذات أيضا. 6-لقد حرفت أغلب وسائل الإعلام فى مصر شعارات الشباب من المطالبة برحيل مبارك ونظامه إلى اختزال الأمر فى رحيل الحكومة... ونعمة حرية الصحافة التى تتمتع بها مصر. 7-كان اختيار يوم الثلاثاء وليس الجمعة ايجابيا للغاية، فالمسألة ليست دينية وأنما سياسية واقتصادية وحقوقية. لقد خلق نظام السادات ومبارك حزب ضخم للمتطرفين لالهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية، وجاء الوقت للتخلص من هذا الميراث المتخلف. كما أن اختيار يوم 25 يناير له دلالة مهمة، فهذا اليوم يجسد الصدام مع المستعمر الخارجى،والآن حان الوقت للتخلص من المستعمر الداخلى وهو الأسوأ بكثير من المستعمر الخارجى. 8-منذ سنوات انعزل مبارك فى شرم الشيخ، وانعزل نظيف فى القرية الذكية، وانعزل الأثرياء الجدد فى قصورهم الفارهة وشاليهاتهم الفخمة وتركوا الشعب يغلى، والآن حان الوقت لعزلهم عن حكم مصر والإستئثار بثروتها. 9-بعض رجال الكنيسة حذروا الأقباط من المشاركة فى أنتفاضة التغيير ويقولون أن عصر مبارك هو أزهى العصور للأقباط، هؤلاء شركاء فى الظلم والإضطهاد الواقع على شعبهم، وعصر مبارك فعلا هو أزهى العصور لهم وليس للشعب، وحسنا خرج الأقباط مع المسلمين من آجل التغيير متجاوزين هذه النصائح المشبوهة. 10-خروج الناس إلى الشوارع بهذه الكثافة هو إسقاط عملى لقانون الطوارئ وعصيان مدنى على القوانين المستبدة المقيدة لحرية التعبير. 11-تقييد وسائل الإعلام والتويتر والفيس بوك يعكس الهلع الحقيقى لدى أعمدة النظام، فالكل يتحسس رأسه ويجهز طائرته ويحزم حقائبه ويطمئن على مدخراته. 12-من المتوقع أن تحدث موجة ضخمة جدا من تهريب الأموال فى الأيام القادمة، وعلى القوى الوطنية المخلصة أن تفتح عينيها حفاظا على أموال الغلابة. 13-كانت مذبحة الزاوية الحمراء فى يونيه 1981 فال سئ على السادات، فقد رحل بعدها بشهور. وجاءت مذبحة الإسكندرية فى يناير 2011 معلنة قرب رحيل نظام مبارك. 14-جريدة الدستور هى بحق لسان حال الثوار فى أيام الغضب، والكتيبة الشجاعة بقيادة أبراهيم عيسى وضعت المصريين فى الخارج فى أجواء الأنتفاضة لحظة بلحظة. 15- ما اتمناه ليس فقط نهاية نظام مبارك ولكن نهاية نظام يوليو باكمله وتفكيك مؤسساته الأمنية والمخابراتية والفاشية التى آذاقت المصريين العذاب، وبناء مؤسسات عصرية شفافة منضبطة تخضع للقانون وللمساءلة وتصلح لمصر الحديثة 16-وأخير أجمل ما قرأت هذه الأيام هذه الكلمات من من كتاب " إرادة العبودية للفيلسوف لابويتسي "أيها المساكين التعساء، ايتها الشعوب الغبية، أيتها الأمم البائسة بمحض إرادتها العمياء، عن خيرها، تتركون أرقى عائداتكم تسلب أمامكم، حقولكم تُنهب، منازلكم تُسرق وتُفرغ من أثاثها العتيق، التركة الأبوية. إنكم تعيشون على نحو لا تستطيعون معه القول بأنكم تملكون شيئا، يبدو الآن لفرح عظيم لكم أنكم لا تمسكون سوى نصف أملاككم وعائلاتكم وحياتكم. وكل هذا الضرر، هذا البؤس، هذا الخراب، لا يأتيكم من أعداء، إنما من عدو واحد، هو الذي تكبّرونه إلى هذا الحد، الذين تذهبون من أجله إلى الحرب بشجاعة باسلة، الذي لا تأبون أن تقدموا أنفسكم إلى الموت من أجل عظمته. هذا الذي يحكمكم إلى هذا الحد، ليس لدية سوى عينين أثنتين، يدين اثنين، جسم واحد، أي ليس لديه سوى ما لأحقر فرد من سمان مدنكم التي لا تُحصى. إلا أنّ ما يميزه عنكم هو الامتياز الذي تمنحونه غرض تدميركم. من أين حصل على كل هذه العيون التي يتجسس بها عليكم، إن لم تعطوها إياها بنفسكم؟ كيف يكون له كل هذه الأيدي لضربكم، إن لم يأخذها منكم؟ من أين له هذه الأقدام التي يسحق بها مدنكم، إن لم تكن تلك الأقدام التي هي أقدامكم؟ كيف يمكنه التسلط عليكم إن لم يكن ذلك التسلط تم بواسطتكم؟ كيف يجرؤ الحمل عليكم، إن لم يكن بالتنسيق معكم؟ ماذا يستطيع أن يفعل إن لم تكونوا متواطئين مع السارق الذي ينهبكم، شركاء في جريمة المجرم الذي يقتلكم، وخونة أنفسكم؟ تزرعون ثماركم لكي يتلفها. تفرشون وتملئون منازلكم لتغذية سرقاته، تغذّون بناتكم لكي يجد لذته التي يسكر بها، تربّون أطفالكم لكي يسوقهم في حروبه التي هي أفضل ما يقدمه لكم، لكي يسوقهم إلى المجزرة، لكي يجعلهم وزراء مطامعه، ومنفذي ثأره. إنكم تحطمون أنفسكم بجهدهم، لكي يتنعّم هو بملذّاته. تضعفون أنفسكم لكي تجعلوه أقوى وأصلب؛ للجمكم. على أنه يمكنكم التخلص من كل هذه الإهانات التي ترفضها حتى البهائم ولا تتحملها، إذا ما حاولتم، لا التخلص منها، بل إرادة ذلك. صمموا على الكف عن أن تكونوا عبيدا وها أنتم أحرار. لا أقصد أن تدفعوا به أو تزحزحوه، إنما كفوا فقط عن دعمه وسترونه يهوى ويتكسر بحجم ثقله كتمثال عملاق أُزيحت قاعدته"..
#مجدى_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطر حول مجزرة الإسكندرية
-
هل تقود تونس الموجة الخامسة للديموقراطية فى المنطقة العربية؟
...
-
عام حزين على الثقافة العربية
-
نص تقرير الحريات الدينية عن مصر
-
الأقباط وإسرائيل
-
مصر وتقرير الحريات الدينية2010
-
من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟
-
انتفاضة أقباط العمرانية.. وإرهاب الدولة المصرية
-
تساؤلات حول ويكليكس
-
دموع مسيحى العراق
-
العداء للعدالة الدولية
-
المسرحية السياسية فى مصر
-
التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة
...
-
لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
-
الأقباط وسيناريو الفوضى
-
حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
-
أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
-
عام صعب على الشرق الأوسط
-
من نيويورك إلى مغاغة
-
هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|