سلامة بوشامة
الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 23:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل إنسان يقرأ الوثائق التي تم تسريبها عن عمليات التفاوض بين الفلسطينيين والجانب الصهيوني في الظرفية الحالية التي يعيش فبها الشارع العربي حراكا سياسيا يشعر بالإهانة. ففي السياق العام ،فإن هذه الوثائق تثبت أن الجانب الإسرائيلي ليست له إرادة سياسية لحل المشكل والمفاوض الفلسطيني يستجدي ويتنازل عن الحقوق التاريخية والقانونية لشعب الفلسطيني، أمام سلطة تحولت من سلوك ثوري إلى سلوك دولتي تبحث عن إيجاد نفسها باعتبار التوجهات الجديدة داخل الشارع الفلسطيني وخاصة مع تصاعد التيار الإسلامي الذي يتبنى المقاومة كخيار، والذي مثلته حركة حماس التي دخلت في صدامات سياسية وعسكرية مع السلطة.
فهذه الوثائق تعكس واقع هذه السلطة، فيضهر أنها تستأذن وتطلب من المستعمر الصهيوني جملة من المطالب الحياتية ، فالواقع الذي يتمضهر من خلال هذه الوثائق هو قبول الجانب الفلسطيني لوضعيته كمستعمر(بفتح الميم)، فبعد مبدأ تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية والقانونية ، وضع المفاوض الفلسطيني نفسه في وضعية الاستجداء بعيدا عن مرجعية واضحة للتفاوض التي تستوجب ترتيب البيت الداخلي والانطلاق من الثوابت.
فلو أخذنا التي تناولت موضوع القدس ، نجد هذه الوثائق التي تمثل محاضر جلسات وحوارات رسمية، فإن السلطة قد أعطت عروضا لم تقدم حتى في كامب ديقد ، وهذا باعتراف صائب عريقات نفسه كما جاء في هذه الوثائق، فهذا الأخير عرض على رايس في يونيو سنة 200 التنازل عن مستوطنات القدس بإستثناء أبو غنيم والبلدة القديمة إلا الحي اليهودي.
أما فيما يخص اللجئين فالكارثة أكبر، فالجانب الفلسطني بعد أن كان يطالب بعودة اللاجئين كل اللاجئين ، وهو ماتدعمه الشرعي الدولية والحقوق التاريخية لشعب الفلسطيني الغير قابلة للتقادم، أصبح يطرح عودة عشرة آلاف لاجئ في كل سنة لمدة عشر سنوات.
إن المفاوض الفلسطيني،، والذي بات مكشوفا و عاريا أمام خصم يغير طاقمه التفاوضي مع كل حكومة جديدة تتعنت أكثر من الأخرى، لم يستوعب معنى الدولة الصهيونية ، لذلك بات من الضروري تعرية هذه المصيدة ،التي يجب تداركها وطرح سؤال رئيسي وعميق ، هل نحن أمام تفاوض أم أمام تحرر وطني؟؟؟؟
#سلامة_بوشامة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟