أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - الحلقة الثانية : لماذا يريد الشعب المصرى إسقاط النظام..(توشكى تتحدث عن نفسها)؟!















المزيد.....


الحلقة الثانية : لماذا يريد الشعب المصرى إسقاط النظام..(توشكى تتحدث عن نفسها)؟!


عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 17:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تساؤلات إلى رئيس مجلس الوزراء:
*كيف أنفقنا 7 مليارات جنيه وإستصلحنا 60 الف فدان فقط فى 13 عاما!!
* لماذا لم يجرى التحقيق فى ملاحظات "المركزى للمحاسبات" عندما قال أن المشروع أهدر المليارات و دراسة الجدوي أعدت بعد بدء التنفيذ بـ 17 شهرا؟

*هل نحن فى حاجة الى تشكيل مجلس قومي حقيقي من كبار العلماء لفتح الملف؟.
*لماذا قارن الرئيس مبارك بين المشروع وبناء الاهرامات فى ظل ضعف التخطيط؟
*هل فشل المشروع قبل ان يبدأ وهل كانت هناك فرصا اقتصادية بديلة ؟
*ماذا حدث عندما أبلغ حسب الله الكفراوى الرئيس مبارك الرئيس كتابيا بعدم جدوى المشروع؟
*هل كانت حجم الاستثمارات التي تم ضخها في المشروع لا تتناسب مع مساحة الأراضي المزروعة؟

*هل نحتاج الى إلي 2400 سنة أخري لكى نستكمل مشروع توشكى؟!!

*لماذا تنتهى أغلب مشروعات مبارك القومية الأخري إلي أزمة سيولة خانقة في الاقتصاد المصري؟



بعد ان كشفت فى الحلقة الأولى لهذه الحملة الصحفية عن حجم الفساد الذى يتنفسه المجتمع المصرى تحت رعاية الحكومة ، فإننى سوف أركز فى الحلقة الثانية على تواصل الفساد والافساد واهدار ثروات البلاد دون رادع ، فالحكومة الذى تعمل تحت رعاية وتوجيه الرئيس المصرى حسنى مبارك قدمت لنا نموذجا لقمة إهدار الثروات وسؤ التخطيط الاقتصادى بالذات ، فمشروع توشكى خير مثال على ذلك وعلى الرغم من إهدار المليارات من المال العام فى هذا المشروع الا انه لم يحرك ساكنا وما زال "الفسدة" يمرحون فى الارض ويعيثون فيها فسادا، ولهذا فغن ما يردده الناس فى الشوارع الأن من خلال مظاهرات حاشدة ضد النظام رافعين شعار :"الشعب يريد إسقاط النظام" حقيقة لا جدال فيها ، وهذا هو الدليل ...؟
فملف اراضى توشكى يظهر من جديد فى طلب إحاطة تقدم به نائب التجمع عبدالرشيد هلال قمت أنا بإعداد المعلومات الكاملة له ،يطالب فيه الدكتور احمد نظيف وحكومتة الرد على المعلومات والمخالفات التى يستعرضها الطلب بشأن هذا المشروع خاصة بعد أن أثارت بنود عقد بيع 100 ألف فدان للوليد بن طلال فى مشروع توشكى ،مؤخرا ردود أفعال حادة ، خاصة بعد أن كشفت البنود عن بيع الأرض بسعر 50 جنيهاً للفدان، و6 قروش للمياه، وأقل سعر للكهرباء والإعفاء من الضرائب، مع حق امتلاك الأرض بعد سداد كامل ثمنها ، مما اعتبره البعض إهداراً للمال العام.
طرح طلب الاحاطة بعض التساؤلات وأجاب عليها كاشفا حالة الفساد المستمرة فى هذا المشروع مستشهدا بأراء بعض الخبراء والمتخصصين وعدد من الدراسات والابحاث ومنها:كيف أنفقنا 7 مليارات جنيه وإستصلحنا 60 الف فدان فقط فى 13 عاما؟!!، ولماذا لم يجرى التحقيق فى ملاحظات "المركزى للمحاسبات" عندما قال أن المشروع أهدر المليارات و دراسة الجدوي أعدت بعد بدء التنفيذ بـ 17 شهرا؟، وهل نحن فى حاجة الى تشكيل مجلس قومي حقيقي من كبار العلماء لفتح الملف؟، ولماذا قارن الرئيس مبارك بين المشروع وبناء الاهرامات فى ظل ضعف التخطيط؟، وهل فشل المشروع قبل ان يبدأ وهل كانت هناك فرصا اقتصادية بديلة ؟، وماذا حدث عندما أبلغ حسب الله الكفراوى الرئيس كتابيا بعدم جدوى المشروع؟، وهل كانت حجم الاستثمارات التي تم ضخها في المشروع لا تتناسب مع مساحة الأراضي المزروعة؟، وهل نحتاج الى إلي 2400 سنة أخري لكى نستكمل مشروع توشكى؟!!

مأزق

وإستشهد طلب الاحاطة بما جاء فى تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتى قالت إن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه مأزق الاختيار، ما بين زراعة الصحراء لتوفير المزيد من المحاصيل الزراعية لسكانها الذين تتزايد،وبين الحفاظ علي حصصهم القليلة من المياه، وأشارت الصحيفة إلي أن العديد من دول المنطقة لجأت لمشروعات تعمير الصحراء، لتوفير الغذاء، غير أن هذه المشروعات كانت مكلفة للغاية واستهلكت كميات كبيرة من المياه، وظلت في الوقت نفسه غير عملية،حتي أن بعض دول المنطقة لاتزال تستورد 60% أو أكثر من احتياجاتها من الغذاء ،واستشهدت بمصر، ومحاولتها لاستصلاح الصحراء الواسعة من أجل توفير المحاصيل الغذائية، وقالت إن مصر حلمت لعقود طويلة بتحويل مساحات شاسعة من الصحراء علي أرض زراعية خضراء، وجاء المشروع الأكبر الذي عبر عن هذه الطموحات في منطقة توشكي،وعندما بدأ استصلاح الأراضي في توشكي عام 1997،قارن حسني مبارك رئيس الجمهورية بين هذا المشروع وبناء الأهرامات، حيث كان الهدف من مشروع توشكي استصلاح حوالي 500 ألف فدان من الصحراء ونقل عشرات الآلاف من السكان إليها،ولكن لم ينتقل إليها أحد، ولم يتم زراعة سوي 60 ألف فدان، وقالت إن النمو السكاني في مصر يمثل مشكلة ملحة، تؤدي إلي تفاقم أزمة الغذاء، حيث إن المعدل السنوي للنمو السكاني يصل إلي 1.7%، وهذا يتطلب ضرورة الانتهاء من مشروع توشكي ، وهو ما دعا اليه خبير زراعى معروف وصاحب عدد من الدراسات وهو عريان نصيف الذى إقترح علي الحكومة ضرورة مراعاة مجموعة من المحاور في حالة الاصرار علي الاستمرار في هذا المشروع العملاق، وأولها ضرورة تشكيل مجلس قومي حقيقي من كبار علماء مصر في مختلف المجالات المرتبطة به : الزراعة والارض والمياه والاسكان والاقتصاد لتقييم الجدوي الاقتصادية والاجتماعية له ، ثانيا الا يترتب عليه الاضرار بالاراضي الزراعية الخصبة في الدلتا والوادي من نقص المياه الضرورية لريها ، ثالثا أن يتم إنجازه بالايدي المصرية ، وتكون ثماره للمجتمع المصري.
قضية خطيرة
وقال طلب الاحاطة أن الجهاز المركزي للمحاسبات نفسه برئاسة جودت الملط يصف هذه القضية بأنها خطيرة حتى هذه اللحظة، فالمشروع أنفق عليه عشرة مليارات دون دراسة جدوي، بل أن دراسة الجدوي أعدت في مايو 1998، بعد بدء تنفيذ المشروع بنحو 17 شهرا، فلقد سبق أن طلب الرئيس أنور السادات من البنك الدولي دراسة المشروع وانتهت الدراسة إلي عدم جدواه فصرفت الدولة نظرها عنه،وبعد أن جاء الرئيس حسني مبارك قامت مجموعة من شركات إيطالية متخصصة في استصلاح وزراعة الأراضي بدراسة أخري أنتهت إلي نفس النهاية بعدم جدواه، وكانت حجج الدراستين قاتلة: الفدان سيتكلف الفي جنيه كهرباء لرفع المياه وزراعته ستتكلف الضعف بأسعار السبعينيات، وبسبب شدة الحرارة تتبخر المياه بمعدلات لا مثيل لها في منطقة أخري،بجانب أن 85 في المائة من الأراضي بها أملاح وصخور وغير صالحة للزراعة،ولخلو المنطقة من الحياة تجهز تكاليف النقل علي فرص الربح،تماما، وتطلب العمالة ثلاثة اضعاف ثمنها علي الأقل.

توقعات
ويطالب طلب الاحاطة الحكومة بقرأة في بعض الدراسات القديمة لتكتشف الاخطاء التى وقعت فيها ويجب محاسبتها عليها فقد لوحظ أن خبراء وعلماء مهمين علي رأسهم شيخ الجيولوجيين د. رشدي سعيد قد توقعوا إلي حد بعيد ماحدث في توشكي منذ البداية، فمن ناحية كان هناك تساؤل حول صحة توجيه عشر دخل مصر المائي للمشروع مع الوضع في الاعتبار أن فيضان 1996 كان استثنائياً وأن مصر تعاني بالفعل من نقص متزايد في مواردها المائية،هذا بالإضافة إلي أن ارتفاع درجات الحرارة الهائل في المنطقة (تصل إلي خمسين درجة مئوية) يرفع معدلات التبخر بطريقة هائلة وهو الأمر الذي يجعل الهدر كبير، ويوقف عملياً الزراعة لمدة ثلاثة أشهر من السنة،و قدر رشدي سعيد و منذ البداية أن عدد فرص العمل التي سيخلقها المشروع لن تتجاوز الثلاثين ألف فرصة عمل خاصة مع ضرورة اعتماد منطق الزراعة الرأسمالية الواسعة لكي تكون الزراعة اقتصادية (وهو ما يتناقض مع فكرة انتقال الشباب للعيش هناك وامتلاك أرضهم الخاصة واستصلاحها التي لعبت عليها الدعاية للمشروع في بدايته)،وقارن سعيد ومنتقدو المشروع بينه وبين الفرصة الاقتصادية البديلة التي كانت لتنتج عن إنفاق جزء من الأموال الباهظة التي أنفقت عليه مثلا لتحديث شبكة الري المتقادمة بطول وعرض الجمهورية في وقت تحتاج فيه مصر، التي يقطنها وقتها 72 مليون نسمة، يعيشون علي 8.3 مليون فدان من الأرض الزراعية في وادي النيل والدلتا ، بشدة لتوسعة الأراضي الزراعية،خاصة أن هذه الأموال الباهظة التي أنفقت علي توشكي وغيرها من مشروعات مبارك القومية الأخري، انتهي أغلبها من قضايا فساد إلي أزمة سيولة خانقة في الاقتصاد المصري.
دراسة جدوي
واستشهد طلب الاحاطة ايضا بمعلومات المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق الذى قال أنه قام بإجراء دراسة جدوي لمشروع استصلاح أراضي توشكي مرتين في عهد السادات، وأثبتت الدراسات عدم جدوي المشروع، وذلك لوجود المياه علي بعد 250 متراً ، وذكر انه أبلغ الرئيس مبارك كتابياً،موضحا له في خطاب تم تسليمه بمعرفة أسامة الباز المستشار السياسي لرئاسة الجمهورية أنه تم عمل دراستي جدوي كان يعلمها جيداً وقت أن كان نائب رئيس الجمهورية، إلا أن المشروع تم تنفيذه، وأوضح الكفراوي أن رفع المياه من العمق الموجودة فيه يحتاج إلي ألفي جنيه للفدان تكلفة كهرباء، بالإضافة إلي أدوات الرفع،وانتقد عدم التفاف المصريين حول المشروعات القومية.

حجم الاستثمارات

وكشف طلب الاحاطة عن أن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في المشروع لا تتناسب مع مساحة الأراضي المزروعة، حيث تبلغ مساحتها حتي الآن 2000 فدان فقط بنسبة 4.0% علي الرغم من تصريحات وزير الري باستصلاح ما يقرب من 60 ألف فدان تقريبا ، وعلي المستوي الفني قال أنه توقف العمل في إنشاء السحارة الخاصة بفرعي 3 و4 وبلغت نسبة التنفيذ بمشروع السحارة 20% فقط بتكلفة 14 مليون جنيه في حين تبلغ التكلفة الإجمالية لإنشاء السحارة 70 مليون جنيه،الأمر الذي يؤدي إلي تعطل الاستفادة من فرعي 3 و4 بالمياه لمساحة أكثر من 300 ألف فدان،وكشف عن تقاعس شركات استصلاح الأراضي عن اتخاذ خطوات فعلية لزراعة 165 ألف فدان مستصلحة تم توفير مياه الري لها!!، ووقال ان "توشكي" نموذج لسياسات سوء التخطيط وإهدار الموارد والفساد والانحياز ضد مصالح الفقراء والاستغلال السياسي، وذكر أن كل هذه سمات أساسية للسياسات الاقتصادية في هذا الملف، فمشروع توشكي بحكم الموارد الهائلة التي وجهت له هو نموذج واضح لكل هذه السمات، فالمشروع لم يقم علي دراسة ذات قيمة علمية للبدائل المختلفة للتعامل مع ازمة التكدس السكاني في الشريط الضيق في الوادي،وهو بالتأكيد قام علي إهدار مالي ومائي هائل لموارد مصر الاقتصادية ، أما عن غياب الشفافية، فحدث ولا حرج،وتكفي هنا الإشارة إلي عملية تخصيص مايزيد علي مائة ألف فدان للملياردير السعودي الوليد بن طلال بسعر يصل إلي خمسة ملايين جنيه ، ليس هذا فقط، بل إن عقود التخصيص لم تضع أية شروط لا زمنية ولا من حيث النشاط الاقتصادي علي الوليد، الذي يتمتع بعلاقة خاصة مع كبار المسئوليين ، هذا بالإضافة إلي انعدام كامل للشفافية فيما يخص المشروع، فحتي الآن ليس هناك تقديرات رسمية واضحة عما تم إنفاقه،وليس هناك تقديرات واضحة للجدوي الاقتصادية للمشروع
وتسأل طلب الاحاطة عن كيفية إنقاذ مشروع قومي كبير أنفقنا عليه المليارات جنيه في 12 سنة ولم يحقق سوي نصف في المائة من أهدافه،هو مشروع توشكي،وقد توصل إلي هذه النتيجة المؤسفة مهندس استشاري محترف هو صالح الحديدي في بحث مكثف من ست ورقات، وقوله أن المشروع دخل منطقة انعدام الوزن و النفق المظلم،فإن المشروع يهدف إلي استصلاح وزراعة 600 ألف فدان جنوب غرب السد العالي، وخلق مجتمع جديد، يخفف من شدة الزحام في شمال الوادي،وتوزع الأرض الجديدة علي أربعة فروع تغذيها ترعة رئيسية هي ترعة الشيخ زايد،ترفع إليها المياه من بحيرة ناصر المنخفضة أربعين مترا، بواسطة محطة رفع عملاقة أطلق عليها اسم مبارك،وتعمل بكهرباء السد العالي، وتكلفت ملياري جنيه، لكن توقف العمل في المحور الرابع بقرار من رئيس الحكومة أحمد نظيف، وتوقف العمل في الفرع الثالث رغم اكتمال البنية الأساسية، وسحبت الشركات معداتها من الموقع لعدم صرف مستحقاتها،واشتري الوليد بن طلال أرض الفرع الثالث بثمن بخس جدا نحو 120 ألف فدان ولم يزرع منها سوي ألف فدان،أما الفرع الأول فلم تزرع الشركة التي تسلمته سوي ألفي فدان.
وقال طلب الاحاطة انه لا تشكل الألفين فدان التي زرعت «كانتلوب وفراولة وعنب» سوي نصف في المائة من أراضي المشروع، وهو ما يعني أن الفدان الواحد تكلف 3 ملايين جنيه، واستغرق استصلاحه 12 سنة، ولو سار المشروع بهذا المعدل فإنه نحتاج إلي 2400 سنة أخري كي يحقق ما يريد!!
إحياء المشروع
ولم ينس طلب الاحاطة أن يقدم التشخيص العملى والحلول المقترحة للخروج من منطقة انعدام الوزن مستشهدا بدراسة حديثة حول إحياء مشروع توشكي خاصة بالدكتور نادر نور الدين محمد الاستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة وقوله أن المشروع بدأ في يناير عام‏1997‏ بتفاؤل كبير بشأن إمكانية تخليق دلتا جديدة للنيل في جنوب مصر تضم نحو ثلاثة ملايين فدان صالحة للزراعة منها‏540‏ ألف فدان جاهزة للزراعة الفورية ، والتي سوف تتمتع بميزة لا تتمتع بها حتي الأراضي المصرية القديمة وهي ريها مباشرة من مياه بحيرة السد والتي تعد مياهها هي الأفضل في مياه جميع أنهار العالم حيث لم يصل اليها التلوث الحادث علي امتداد مجري النهر‏، وتحت هذه الظروف بدأ التخطيط لزراعة هذه المنطقة بإنشاء محطة الرفع العملاقة اللازمة لرفع مياه بحيرة السد لنحو‏5,52‏ متر عن طريق‏18‏ طلمبة أساسية وثلاث احتياطية الي الترعة الرئيسية التي تمتد بطول‏51‏ كم ثم تتفرع بعد ذلك الي أربعة أفرع وتوفر المياه العذبة لري زمام نصف المليون فدان الأولي والتي رصد لها نحو‏5.5‏ مليار متر مكعب من المياه سنويا‏.‏
نموذج جيد
وأكد د. نادر أنه علي الرغم من وجود نموذج جيد لمناطق مشابهة لمناخ توشكي في الجماهيرية الليبية لمشروع النهر الصناعي العظيم والذي بدأ عام‏1984‏ ويمتد من الجنوب شديد الحرارة ـ الموازي لتوشكي ـ الي الشمال الشرقي والغربي بإجمالي طول نحو‏4‏ آلاف كم‏(2485‏ ميل‏)‏ عبر مواسير أسمنتية بقطر أربعة أمتار لنقل نحو‏2.2‏ مليار متر مكعب فقط من المياه‏,‏ أي أقل من نصف المقنن المائي المعتمد لمشروع توشكي‏,‏ وذلك حفاظا علي الماء الثمين من الإهدار بالبخر في مثل هذه الأجواء شديدة الحرارة‏,‏ الا أننا لم نستفد من هذه التجربة الجيدة والتي حازت جائزة اليونسكو في الإصرار والإرادة‏,‏ وتم تصميم المشروع المصري علي ترع مفتوحة لنساعد علي فقدان المياه الثمينة بالتبخير وبالتالي أصبح الأمر كما وأننا نشترط علي المستفيدين من المشروع تطبيق الطرق الحديثة للري المقنن عبر المواسير والخراطيم للحفاظ والاستفادة من كل نقطة مياه الا أننا طبقنا علي أنفسنا الطرق القديمة لنقل المياه عبر القنوات المفتوحة غير الحافظة للمياه‏.‏

خطأ
وأشار الخبير في المجال الزراعي – طبقا لما جاء فى طلب الاحاطة - أن هناك خطأ اخر وقع فيه المخطط للمشروع بأن السير في عمل وإنجاز محطات المياه بالطلمبات العملاقة التي تكلفت نحو‏1.5‏ مليار جنيه مصري لم يكن متوافقا وبالتوازي مع إنجاز الفروع الأربعة للترعة الرئيسية والمسئولة عن ري هذه المساحة المخطط لزراعتها عبر هذه المرحلة من مياه البحيرة بالمشاركة مع مياه‏167‏ بئرا جوفية أخري ملحقة بالمشروع بما أسفر عن تركيب محطة الرفع العملاقة والانتهاء منها منذ عام‏2003‏ في حين لم تنته الترع الأربع حتي الآن خاصة الفرعين الأخيرين اضافة الي الضرر الأكبر من مرور فترة الضمان لهذه الطلمبات العملاقة قبل أن يتم اختبارها فعلا بكامل طاقتها لري كامل الزمام المحدد نتيجة لأنها لم تعمل حتي الآن لأن الانتهاء من المحطة لم يكن متوافقا مع الانتهاء من الترع وبدء كامل الزراعات‏.‏
التخطيط
وبصرف النظر عن الأخطاء الجسيمة التي وقعنا فيها تباعا سواء في التخطيط أو معدلات الإنجاز أو حتي في دراسة الجدوي الخاصة بالمشروع‏ يرى د. نادر نور الدين أنه فى ظل الظروف القائمة حاليا بشأن الفجوة الغذائية المصرية وتحقيق الأمن الغذائي المصري تحسبا لعودة أزمات الغذاء من جديد‏,‏ بالإضافة الي البحيرات الثلاث التي تكونت أخيرا حول بحيرة السد‏,‏ ويقدر ما تحتويه من مياه بنحو‏17‏ مليار متر مكعب ولم نخطط لكيفية الاستفادة منها حتي الآن مع باقي الموارد المائية المصرية‏,‏ فإن الأمر يتطلب التفكير والتخطيط للانتهاء والاستفادة من هذا المشروع الحيوي‏، فبالإضافة الي أهمية دراسة تحويل فروع الترع المفتوحة التي لم ينته العمل فيها الي نظام النقل عبر المواسير فإن هناك العديد من الزراعات التي يمكن ان تجدد في هذه المنطقة وتخدم الأمن الغذائي المصري‏،ومن أهم الحاصلات المقترحة للزراعة هناك القطن قصير التيلة والذي يمكن أن يسترد عرشه هناك بعيدا عن الأراضي القديمة عبر مساحات كبيرة للزراعة الآلية الكاملة‏,‏ خاصة أن درجات الحرارة المرتفعة مع انخفاض الرطوبة في الجنوب تقلل تماما من الاصابات الحشرية للقطن‏، وهناك أيضا الذرة الرفيعة‏,‏ والتي تجود في محافظات الصعيد بسبب انخفاض الرطوبة النسبية في الصيف‏,‏ والتي يتطلبها محصول الذرة الشامية‏,‏ ولكن الذرة الرفيعة تعطي نفس العائد من زراعة الذرة الشامية وتستخدم أيضا في الخلط مع القمح لإنتاج الرغيف البلدي‏,‏ ومن الحاصلات المناسبة ايضا حاصلات البقول والشعير والزيوت والزراعات المبكرة للخضراوات الشتوية مثل الفلفل والخيار والطماطم والزراعات المبكرة الصيفية للتصدير لحاصلات البامية والكانتالوب والبطيخ وبعض الحاصلات شبه الاستوائية والنباتات الطبية والعطرية مع غرس آلاف النخيل مع الأصناف الجافة ونصف الجافة التي تجود في المناخ الحار قليل الرطوبة مع الابتعاد عن الحاصلات المستنزفة للمياه مثل القصب والبنجر والموز والحاصلات ذات الأوراق العريضة والتي تفقد كميات كبيرة من المياه بالنتح من أوراق النبات والبخر من سطح التربة‏.‏ الأمر قد يتطلب ايضا البعد التام عن الري التقليدي باستخدام أنظمة الري بالرش في هذا المناخ شديد الحرارة والتي تفقدنا كميات كبيرة من المياه بالبخر ولرفعها للرطوبة النسبية فوق النباتات مع ارتفاع الحرارة بما يوجد ظروفا مثالية لأمراض وآفات النباتات‏، بل وحتي الري بالتنقيط قد يتطلب الأمر تحويله الي نظم الري بالتنقيط المدفون علي أعماق من‏30‏ الي‏50‏ سم من سطح التربة للحفاظ علي الخراطيم من أشعة الشمس الحارقة وتقليل فقد المياه بالتبخير من سطح التربة،‏ يضاف الي ذلك بعض مشروعات الثروة الحيوانية وخاصة الجمال والضأن من الخراف والماعز والتي يمكن ان تستفيد من الكثير من بقايا الحاصلات المزروعة‏,‏ ولا يجب التخلي عن استخدام الطاقة الشمسية الوفيرة في هذه المنطقة لمتطلبات توفير الكهرباء للمشروع بدلا من محطات الكهرباء وشبكات نقلها الأكثر تكلفة وأقل استدامة وأكثر تلويثا لهذه البيئة البكر النظيفة‏.‏
ويرى طلب الاحاطة الذى تقدم به " عبدالرشيد" منذ ايام ومن المقرر إحالته الى الجهات المتخصصة فى البرلمان لمناقشته ، أنه قد تكون حالة التعثر التي صاحبت المشروع ومن قبلها سوء التخطيط للمشروع زراعيا ومائيا والتوقفات الكثيرة التي امتدت بزمن تنفيذ المشروع الي‏13‏ عاما هي السبب في الانطباعات التي تولدت لدي البعض بأن مشروع توشكي غير مفيد أو غير ذي جدوي‏,‏ولكن بالقليل من التخطيط والاستعانة بالخبراء المصريين الأكثر دراية وعلما بالأجواء والحاصلات المصرية مع إعطاء الفرصة للمستثمرين الذين تنصب استثماراتهم لصالح مصر يمكن لنا إحياء مشروع توشكي للاستفادة من نصف مليون فدان نحتاج الي كل فدان منها‏.‏
ولهذه الاسباب يردد الشعب المصرى فى الشوارع الان : "الشعب يريد إسقاط النظام". وإنتظرونى فى الحلقة الثالثة.



#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالأرقام ..لماذا يريد الشعب المصرى إسقاط النظام ..(الفاسدون ...
- تعددت الثورات الشعبية والأسباب واحدة: هل تنتقل عدوى إنتفاضة ...
- فى مصر ..(الصوت مقابل الغذاء)!!
- قبيل إنتخابات مجلس الشعب فى مصر..( الناس المخنوقيين ميعملوش ...
- المسكوت عنه فى ملف الحد الأدنى للأجور فى مصر..(أفيقوا يرحمكم ...
- عن الحد الأدنى للأجور فى مصر: (تمخضت الحكومة فوّلدت فقرا)
- فى مصر:(عمومية الغزل والنسيج) تهاجم الخصخصة وأصحاب الأعمال
- القضاء المصرى يلزم الحكومة بتنفيذ الحد الأدني للأجور ويؤجل د ...
- فاروق حسنى.. محسن شعلان..زهرة الخشخاش..(ثلاثى أضواء وزارة ال ...
- فى مصر:5.5 مليار جنيه تتسرب سنويا من دعم الحكومة للمواد الغذ ...
- عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة المصرية: 324 إحتجاجا عما ...
- د. أبو زيد راجح وكيل وزارة الاسكان و رئيس المركز القومي لبحو ...
- حكايات عن الخصخصة فى مصر: 288 مليار جنيه عمولات لكبار المسئو ...
- مرة أخرى .. حول المعونة الأمريكية لمصر!!
- سياسات السداح مداح فى مصر أهدرت مبادئ ثورة الإصلاح
- مرة أخرى .... الأسئلة الخمسة؟!
- لا سلامة ولا صحة مهنية فى المصانع والشركات المصرية:أين ذهبت ...
- أحمد العماوى وزير القوى العاملة السابق ووكيل مجلس الشورى الم ...
- ماذا حدث فى مؤتمر العمل الدولى 2010؟(الحلقة السادسة)
- ماذا حدث فى مؤتمر العمل الدولى 2010؟ (الحلقة الخامسة)


المزيد.....




- أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
- الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه ...
- 53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة ...
- مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور ...
- -نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس ...
- بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك ...
- الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب ...
- 76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالوهاب خضر - الحلقة الثانية : لماذا يريد الشعب المصرى إسقاط النظام..(توشكى تتحدث عن نفسها)؟!