أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين الفار(من الفرار)














المزيد.....

تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين الفار(من الفرار)


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 14:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في العصر الفاطمي كانت أراضي البلاد كلها ملكا خالصا للخليفة ولا سبيل لأحد من العامة إلى امتلاك قطعة أرض إلا أن يشتريها ممن أقطعه السلطان في القديم ( انظر شمس الدين أبو عبد الله المقدسي - أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) . وكانت تُجبى ضريبة مقدارها ديناران عن كل من يَغرق في النيل, ويُطالَب أهل الغريق بسداد هذه الضريبة قبل تسليم جثته إليهم (انظر المختار عز الملك المسبحي- أخبار مصر) . وكان الخليفة يمتلك في القاهرة وحدها عشرة آلاف دكان يؤجر الكثير منها بأجرة تتراوح بين دينارين وعشرة دنانير مغربية في الشهر وكذلك الأربطة والحمامات وأبنية كثيرة لا حصر لها , كما كان يملك حوالي ثمانية آلاف بيت ( ناصر خسرو - سفر نامة ) . ذلك كان بعض حال خليفة كان الناس يقدسونه إلى حد السجود وتقبيل الأرض تحت قدميه . إن أموال بيت المال مِلك حلال للأمة كلها , فلا أحد إلا وله فيها حق , ولا يصح أن يزيد نصيب السلطان فيها عن نصيب أدنى مواطن في الأمة , فهو مال لم يكدح فيه بيمين , وله أن يتقاضى أجرا يناسب أداء وظيفته كحاكم تستأجره الأمة للقيام على مصالحها . لما تولى أبو بكر الخلافة ذهب إلى السوق كعادته حاملا أثواب القماش على عاتقه , فلقيه عمر وأبو عبيدة وسألاه : أين تريد يا خليفة رسول الله ؟ قال السوق , قالا : تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين ؟ قال : فمن أين أطعم عيالي ؟ قالا له : انطلق حتى نفرض لك شيئا". كان ذلك قبل أن يظن السلاطين أن بيت مال المسلمين هو مصرفهم الخاص لهم أن ينهبوه ما شاء لهم النهب . ويظن السلطان أن سكوت الناس عن أموالهم المسلوبة إنما هي إقرار منهم بأحقيته فيها , وهو يقاتل من أجلها بضراوة ويبطش بلا رحمة بمن يفكر في استعادة حقوقه . ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة عهَد إلى غيلان الدمشقي ببيع ما تمت مصادرته مما نهبه بنو أمية من نفائس وتحف وأشياء ثمينة ( ليس من بينها طن ونصف الطن من الذهب والمجوهرات ) , وكان غيلان يدعو الناس إليها قائلا :" تعالوا إلى متاع الخونة , تعالوا إلى متاع الظلمة , تعالوا إلى متاع من خَلَفَ الرسولَ في أمته بغير سنته وسيرته ..... من يعذرني ممن يزعم أن هؤلاء كانوا أئمة هدى , وهذا يأكل والناس يموتون من الجوع . وكان الخليفة الأموي هشام صغيرا عندما سمع غيلان يسب أسلافه وهو ينادي على "متاع الظلمة" في زمن عمر بن عبد العزيز , فقال يومها :" هذا يعيبني ويعيب أجدادي , والله إن ظفرت به لأقطعن يديه ورجليه . فلما ولي الحكم قبضوا عليه وسجنوه مع صاحب له, وكانت بطانة الخليفة حافلة بالعلماء من أصحاب الحديث , فأفتوه بقتل غيلان وصاحبه , فأمر به وبصاحبه فرفعا على الصليب عند "باب كيسان" بدمشق , ثم قطعت أيديهما , ثم أرجلهما , ثم لسانيهما حتى فارقا الحياة . ولما احتُضِر أبو بكر قال لعائشة : يا بنية إنا ولينا أمر المسلمين فلم نأخذ لنا دينارا ولا درهما , ولكننا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا , ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا , وإنه لم يبق عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير , إلا هذا العبد الحبشي , وهذا البعير الناضح , وجرد هذه القطيفة , فإذا مت فابعثي بهم إلى عمر".
واسمع رأي عمر في ما يحل له من مال الأمة , يقول : يحل لى حلتان حلة في الشتاء , وحلة في القيظ , وما أحج عليه واعتمر, وقوتي وقوت أهلي كقوت رجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم , ثم أنا بعد , رجل من المسلمين يصيبني ما أصابهم" .
ومرض عمر ووصفوا له شربة عسل يتداوى بها , وكان في بيت المال قدر منه , فصعد عمر على المنبر وقال للناس : إن أذنتم لي فيها أخذتها , وإلا فهي علىّ حرام , فأذن الناس له . وعمر- رضي الله عنه -هو الذي فرض نصيبا مقسوما من بيت المال لكل فرد من أفراد الأمة .
وإن شئت أن تعرف نظافة اليد , فليكن هذا , وإلا فَدَعْ . وذلك هو جواب من يسأل عن أسباب انحطاط المسلمين وهوانهم على أنفسهم والناس .
[email protected]



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها
- قالت العرب :جوِّع كلبك يتبعك ,لكن من يضمن ألا يأكل الكلبُ مج ...
- لهذه الأسباب لا يجوز قتل المسيحي – آية السيف والفكر المؤسس ل ...
- القابلية للاستنعاج
- من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة
- الدكتور البرادعي ومحاكم التفتيش - تعقيب على الفتوى بإهدار دم ...
- تسييس الدين وتديين السياسة


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين الفار(من الفرار)