ابوذر ياسر
الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 12:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يصف السيد احمد القبانجي نفسه بانه (اسلامي ليبرالي) وبما انه اسلامي فهو يؤمن بالله الها" وبمحمد نبيا" لكن ايمان هذا الرجل يختلف عن الايمان السائد او ما يسميه (الاسلام التقليدي)
فالرجل يرفض الادله العقليه لاثبات وجود الله ويعتبر الدين (معقول) وليس (عقلي) والايمان بالله هو (وجداني) ولايمكن اثبات وجوده او عدم وجوده بالطرق العقليه
والرجل يرفض وصفه بانه شيعي فهو يقول (ماكان محمدا" سنيا ولا شيعيا) ويرفض بشكل مطلق الاساءه لاي من الشخصيات الاسلاميه ويقدم رؤيه لموضوع الخلافه لاينسجم مع الرأي المعروف لعلماء الشيعه فالخلافه شأن دنيوي لذا فهو من اختصاص الناس والناس اختاروا ابو بكر الصديق لذا فهو خليفه شرعي حتى لو كان ليس الافضل . اما الامامه فهي شأن ديني اي انها من اختصاص الله ورسوله والرسول اوصى بالامامه لعلي
القبانجي ربما يوظف هذا الرأيء في اثبات رفضه لمبدأ ولاية الفقيه المعمول به في ايران وتتبناه الكثير من الحركات الدينيه السياسيه الشيعيه سر" او علانيه لكنه ايضا" يقدم حلا" للتوفيق بين مضمون (امرهم شورى بينهم) و(بيعة الغدير) التي لاينكرها احد من المسلمين
لكن الامر لايقتصر على ذلك فهو يطرح العديد من الامور غير المألوفه وتمتاز بقدر غير مسبوق من الجرأه
- فالمعيار في التدين لدى القبانجي هو الالتزام بالقيم الاخلاقيه الانسانيه كالصدق والامانه والعدل وليس المعيار هوالعبادات
- وان آيات القرآن بعضها خالده ومنها(لااكراه بالدين) و(اذا حكتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) وغيرها من الايات التي تحث على السلم ومكارم الاخلاق وهناك آيات مؤقته تختص بزمن النبي محمد وتنتاسب مع ثقافة عصره مثل الايات التي تخص الميراث وقطع يد السارق ومجاهدة الكفار والمشركين وتعدد الزوجات والجواري والربا ....الخ ويستند في ذلك على جمله من الاشكالات الاخلاقيه والعقليه والعلميه التي تثيرها هذه الايات بالقياس الى ثقافة العصر الراهن والتطور الاجتماعي والعلمي والسياسي الحاصل وما افرزه من مفاهيم حقوق الانسان وحقوق المرأه وما الى ذلك
- ان القران لاينطوي على اعجاز بلاغي وانما ينطوي على اعجاز (وجاني) بما يثيره في نفس القاريء او السامع من خشوع ومشاعر توحي في النفس ان هذا الكلام ليس كلام بشري
- ان عقدة الشعور بالذنب التي يشعر بها غالبية المسلمين بسبب عدم التزامهم بالشريعه الاسلاميه هو شعور وهمي وذلك لان هذه الشريعه (وهي وضعيه لانها قراءه بشريه للدين الالهي) ذات احكام ثقيله وخاصة فيما يتعلق بالعبادات والنجاسه والمحرمات .......الخ مما يجعل الحلول لهذه العقده وهميه تتجسد في الطقوس الحسينيه لدى الشيعه او النزوع للارهاب والعمليات الانتحاريه لدى اخرين تكفيرا" عن عقدة الشعور بالذنب
وبغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا مع مايطرحه هذا الرجل فانه بدون شك يطرح الكثير من المفاهيم الجريئه والجديده بشجاعه والتي يجب مناقشتها بروح علميه متحضره بعيدا" عن اسلوب المهاترات والتخوين وسوق الاتهامات جزافا"هذا الاسلوب الذي عفا عنه الزمن ولم يعد ينسجم مع ثقافة وروح العصر.
#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟