|
أوهام الهوية في إسرائيل
خميس بكر
الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 11:13
المحور:
القضية الفلسطينية
في صيف عام 1986في زنازين سجن غزة المركزي وتحديداً زنزانة 12 التقيت بالشهيد سامي الشيخ خليل احد قادة الجهاد الإسلامي كان التعب والإرهاق واثر التعذيب بادية واضحة علينا نحن الاثنين . في زنزانة 12 قرعت باب الزنزانة المصفح جاء السجان وهو من يهود الفلاشا فتح طاقة الزنزانة الصغيرة وقال بالعبري المكسر "كان يتعلم العبرية " مازا تريد قلت له ولعه ولع السيجارة، ولع لي وابقي الطاقة الصغيرة للزنزانة مفتوحة وطلب مني أن احرسه لأنه يريد أن يصلي .. فرحنا أنا وسامي لفتح طاقة الزنزانة ودخول نسمات هواء باردة أنعشتنا وتملكتنا الرغبة في أن نري السجان كيف سيصلي لحظات وتسيطر علينا حالة من الذهول والاستغراب انه يصلي صلاة مسلمين كيف هو يهودي أم مسلم ...لم أتكلم عن هذه القصة لأحد خاصة بعد استشهاد سامي الشيخ خليل الذي سيصدق ما رأيناه لكن اكتبها اليوم لان هناك شواهد عديدة أن يهود الفلاشا يدخلون الجوامع ويصلون وخاصة جامع حسن بيك في يافا وشوهد أنهم كانوا يمارسون الصلاة في معسكرات إنزالهم بعد ترحيلهم من السودان . السؤال من هم يهود الفلاشا هم يهود أم عرب أم غير ذلك متى سيخرج الرئيس عمر البشير عن صمته ويتكلم عن هذه الصفقة وعن هؤلاء الفلاشا لأنه أثناء تمرير الصفقات كان عقيد في جيش وجزء من الضباط الذين كانوا تحت مسؤولية من شاركوا بالصفقة السرية وتم سؤال البشير في لجان تحقيق رغم ثبات عدم تورطه لكن يستطيع أن يجيب على تساؤلاتنا . لا يخايلني الشك يوما أن المشروع الصهيوني في المنطقة هو مشروع الامبريالية بالتقاء المصالح وتنفيذ سياسات مشتركة وهذا ما قاله "هرتزل" ارض عربية ورأس مال أوروبي وعقل يهودي نصنع متراس أوروبا في الشرق. لا يغامرني الشك بان اليهود الموجودين على ارض فلسطين لن يكونوا يوما امة ولم يمتلكوا يوما مقومات القومية وعناصرها ولن يكونوا شعب . هم جماعات غررت فيها الحركة الصهيونية تارة باسم الدين وتارة باسم القومية وأخرى بالمنفعة الاقتصادية وللأخيرة تأكيد لان اغلب الأغنياء من يهود روسيا هاجروا صوب أمريكا واروبا أما الفقراء اتجهوا نحو فلسطين. لم تعرف البشرية منذ الميلاد وحتى اللحظة الراهنة دولة لليهود سواء دولة إسرائيل الحالية المقامة على ارض فلسطين ويحاول علماء الاجتماع الاسرائيلين ورجالات الدين والنخب في إسرائيل ان تصنع من هذه الجماعات جماعة واحدة موحدة وهوية واضحة. والإشكالية الحقيقية تبدأ في اللحظة التي تتم فيها خلق هوية أو بمعني آخر دمج الهويات القادمة من ثقافات مختلفة ومتفرقة ومتباعدة وتحويلها إلى هوية واحدة ولو نجحت يكون المخلوق مسخ كثيرون من تحدثوا عن الهوية الإسرائيلية أو عن تعقيداتها أو عن اشكاليتها لكن الحقيقة انه ليس في إسرائيل هوية ولن يكون هوية وذلك وفق مفاهيم الهوية ووفق المنهجية العلمية يقول "ماكس فيبر عن الهوية "جماعات لها إحساس بالأصل المشترك . أما "جلايزر وموينيهان "كل جماعة تتميز بالإحساس بالاختلاف الواضح بسبب الثقافة والأصل . هل لليهود أصل مشترك ..........هل لهم ثقافة مشتركة ؟ أما "الدكتور الشامي "فيعرفها بالشفرة التي يمكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه في علاقته بالجماعة الاجتماعية ويقصد الشامي بالشفرة "أي ارث الشفرة بالنسبة لعلاقات الأجيال فيها . والدكتور الشامي في كتابه الرائع والمميز في عنوان إشكالية الهوية في إسرائيل يقول إن إسرائيل تعرضت إلى أربع اطروحات للهوية الكنعاني والصباري والإسرائيلي واليهودي والأطروحات الأربعة متناقضة ومختلفة مع بعضها ولم تستطيع إن تبلور هوية واضحة لليهود إضافة إلى ذلك ارث الشفرة للأجيال فكما تحدثنا في البداية إن إسرائيل دولة حديثة لا تراث و لا ارث لها أما"الدكتور إبراهيم أبراش" تحدث عن أهم مكونات الهوية وهي التقاليد _اللهجة _والعادات لنبحث كل واحدة علي حدة أولا:التقاليد: في إسرائيل لا يوجد تقاليد موحدة كل جماعة لها تقاليدها وعاداتها. اللهجة: لغة: اللغة العبرية لغة حديثة واغلب سكان إسرائيل تعلموا للغة العبرية في إسرائيل بل الجماعات تتكلم بلغاتها بين بعضها البعض ومثال للحصر نموذج اليهود الروس يتكلمون الروسية ولهم جرائد تصدر في اللغة الروسية ومحطة تلفزة ومراكز ثقافية واكبر مكتبة في إسرائيل روسية بمدينة نتانيا اللهجة :إن لم يكن هناك لغة موحدة هل سيكون هناك لهجة موحدة في التعريفات العامة المتفق عليها لا يوجد ما يؤكد إن في إسرائيل هوية سأنتقل للتعريفات الهوية وفق الأسس التالية ووفق المنهجية العلمية وتعريفاتها ونحاول تفكيكها ومقارنتها مع دولة إسرائيل أولا: الهوية على أساس ثقافي: تعريفها مجموعة من الملامح الثقافية الأساسية والثابتة والتي تميز الجماعة عن عداها بحيث إن تجاهل واحد أو أكثر منها يؤدي لتصدع كيان الجماعة الثقافي الأدبي وفي إسرائيل لا يوجد تقليد ثقافي واضح سواء بالفروع أو الأصول اليهود الاشكناز يحملون ثقافة غرب أوروبا وأمريكا ونظرتهم استعلائية وخلفياتهم الفكرية مستمدة من اللبنانية الوظيفية . أما يهود السفارديم خلفياتهم الفكرية من البيئات التي جاءوا منها فمن جاء من البيئة العربية يسمع فيروز صباحا وأم كلثوم مساءا ومن جاء من بلدان الاتحاد السوفيتي يعيش حياة اشتراكية ولن ينسى احد حينما كانت "غولدا مائير "سفيرة دوله إسرائيل في الاتحاد السوفيتي كان العمل بالسفارة موزع علي الجميع بنظام اشتراكي. ثانيا:الهوية على أساس علم الاجتماع السياسي : يرى انها مجموع الخصائص التي تمكن الفرد من تحديد علاقته بالجماعة التي ينتمي إليها ثالثا: الهوية علي أساس اجتماعي:هي السمات العامة الملحوظة التي يمكن ملاحظتها وتتبعها باعتبارها نسقا عاما. في ثانيا وثالثا اترك لكل علماء الاجتماع في إسرائيل الإجابة هل هناك نسق عام في إسرائيل للهوية وفق مفاهيم النسق الكلي كما حددها "تالكون بارسونز" أو كما متعارف عليه علميا؟ ربما هناك من يقول إن لم تكن في إسرائيل هوية فكيف إننا نرى كيان قائم موجود ومتفوق نعم إسرائيل دولة وكما يقول "هيجل" الدولة اسمي فكرة أخلاقية وإسرائيل دولة بها مؤسسات وقانون ونظام ولكن هده الدولة ليست لها هوية وإنما يوجد هويات جزئية وفرعية تسعى لبلورة هوية جامعة وشاملة وحتما ستفشل في بلورة هده الهوية وذلك للتنافس بين الهويا لانعدام التاريخ المشترك ولتمايز الأعراق والسلالة ولاختلاف واللهجات واللغات لتباين الثقافي بين الجماعات المختلفة . إضافة لاختلافهم حول اليهودية دين أو دولة أو قومية واختلافهم علي شكل دولة علاوة علي ذلك عدم الانتماء للأرض لأنها ليست أرضهم ومثال للحصر متى تتصاعد وتيرة العمل العسكري الفلسطيني تحدث موجة هجرة واسعة من اسرئيل إلي جميع دول بلدان العالم . إن دولة إسرائيل كيان قائم علي المنفعة الاقتصادية وحماية المصالح الامبريالية في العالم واقتصاده يعتمد علي المعونات الخارجية ومساعدات من الشتات اليهودي لهدا نصيب الفرد من الدخل من أعلي المستويات في العالم مما دفع بعشرات الآلاف من المسيحيين في بلدان الاتحاد السوفيتي عشية انهياره تغير ديانتهم ودخلوا إلي إسرائيل طمعا في الرفاهية وتوفير مستلزمات الحياة العصرية وتقرير مركز الإحصاء الإسرائيلي عن سكان دولة إسرائيل أشار إلى 1 اليهود 2-الطوائف العربية 3_المسيحيين غير العرب ويقصد بهم اليهود الروس . الواضح إن تناقضات جمة وصراعات تسود المجتمع الإسرائيلي أمام ضغط المقاومة يحدث هجرة عكسية وأمام أي ضعف اقتصادي يحدث هجرة عكسية وربما ان اشتعلت الصراعات بين الجماعات المختلفة المكونة للمجتمع الإسرائيلي الهش ستحدث هجرة عكسية فإسرائيل عرضة دوما للهجرات العكسية.
#خميس_بكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل توجه إنذارا لسكان جنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النا
...
-
3 رؤساء فرنسيين لم يوقفوا أحداث نوفمبر الساخنة في باريس
-
وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ
-
اتفاق وقف إطلاق النار بين -حزب الله- اللبناني وإسرائيل يدخل
...
-
مباشر: بدء سريان هدنة لمدة 60 يوما بين إسرائيل ولبنان بعد أش
...
-
اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله يدخل حي
...
-
بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
-
ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
-
بيان أمريكي عن قصف -منشأة لتخزين الأسلحة- تابعة لجماعة موالي
...
-
مسؤول أمريكي: لم نهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|