أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - قاسم محمد يوسف - سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً














المزيد.....

سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 06:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يُشكل لبنان بحريته وسيادته وإستقلاله من النظرة السياسية السورية تهديداً حقيقياً للأمن القومي السوري على قاعدة أن أمن لبنان من أمن سوريا في ظل قبضة حديدية يضربها النظام وبعض الأقليات "العلوية" لتطويق فئات المجتمع السوري بأسره وبالتالي فإن خروج سوريا من لبنان عام 2005 أبان إغتيال الرئيس رفيق الحريري شكل ضربة قوية جداً لهذا النظام ومثل تهديداً إستراتيجياً مباشراً إقتضى من القيادة السورية تغيراً موضعياً في سياستها الإقتصادية الداخلية ومنح هامش أكبر من حرية التعبير والتلطي خلف شعارات المقاومة للعدو الإسرائيلي وخلق حالة وهمية من التصدي والممانعة ضمن المجتمع العربي والسوري حتى لامست تعاطفاً شعبياً كبيراً وأدخلت عنصراً بديلاً إلى المعادلة الجديدة ساعدت إلى حد كبير في صمود النظام رغم الخسارة الكبرى التي مُنيت بها في لبنان, إضافة إلى ضغط غربي هائل ما لبس أن تقلص بسرعة كبيرة بعد تدخل تل أبيب مباشرة للدفاع عن النظام في دمشق خوفاً من إسقاطه على إعتبار أن أي نظام ديمقراطي جديد سيقوم حتماً على العداء المباشر لإسرائيل الأمر الذي سيكلف تل أبيب ثمناً باهظاً عبر فتح جبهة صراع جديدة طالما حرسها نظام الأسد على مدى عقود من الزمن.

اليوم وبعد العودة التدريجية للعلاقات بين بيروت ودمشق وبعد الحج اليومي للقيادات اللبنانية إلى العاصمة السورية للوقوف عند رأيها وربما قرارها في ما خص الشأن اللبناني الداخلي. وأيضاً دخول دمشق ضمن المسعى العربي لتهدئة الأوضاع المحمومة وبلورة إتفاق شامل بين الأقطاب السياسية المتناحرة لحل الأزمة المزمنة في لبنان, فإن القيادة السورية إنتظرت ساعة الصفر في المفاوضات القائمة بينها وبين المملكة العربية السعودية لنسف الإتفاق بعد سلسلة إجراءات "مشبوهة" تمثلت بداية بتصريح الرئيس الحريري لصحيفة الشرق الأوسط وإعترافه بوجود بعض شهود الزور, مروراً بإصدار مذكرات التوقيف السورية بحق قيادات أمنية وسياسية وإعلامية تابعة لفريق الحريري, وصولاً إلى الموافقة المبدئية التى أبداها الرئيس سعد الحريري على المسعي السوري السعودي ضمن سلة متكاملة تحفظ الأمن والإسقرار وتحرك عجلة الدولة من جديد, هذه المناورة السورية لإغتيال المسعى القائم (رغم أن التوافق أنجز منذ مدة بعيدة وهذا ما أكده الرئيس الحريري عبر تصريحيه لصحيفة الحياة) هدفت إلى كسب المزيد من الوقت بإنتظار وصول السفير الأمريكي الجديد إلى دمشق من جهة وإقتراب صدور القرار الظني من جهة أخرى تمهيداً لإسقاط المبادرة القائمة والإنتقال إلى المرحلة التالية من التحرك السوري لإستعادة السيطرة فعلياً على الوضع اللبناني برمته عبر إسقاط الحكومة القائمة والشروع في تأليف حكومة جديدة تُحاكي في شكلها ومضمونها حكومة الرئيس عمر كرامي الأخيرة تضمن دمشق على أساسها عودة الوضع إلى السيطرة السورية الكاملة, وإن تعّذر التكليف فإلى الشارع وربما أعمال عنف متقدمة تؤدي إلى إنفلات الوضع الأمني ودخول الفتنة حيّز التنفيذ تمهيداً لتفويض دولي يمنح دمشق الشرعية لضبط الوضع اللبناني من جديد.

ما حصل في كليمنصو من إجتماع لكتلة اللقاء الديمقراطي وبعدها المؤتمر الصحافي للنائب وليد جنبلاط شكل برأي الكثيرين منعطفاً خطراً في السياسة السورية تجاه لبنان وأكدت دخول هذه السياسة في مرحلتها الثانية التي تحاكي إلى حد بعيد ما جرى عام 1988 حيث أن دمشق عمدت إلى الضغط والترهيب المباشر على نواب الأمة بغية تأمين النصاب القانوني لإنتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اللبنانية من جهة, وإرسال رسالة لمن يعنيهم الأمر مفادها أن سوريا تمتلك اليد العليا في العملية الإنتخابية, إلا أنها لم تنجح حينها, وكانت تدرك ذلك, على إعتبار أن رئيس الجمهورية اللبنانية هو نتاج توازنات داخلية وخارجية حساسة تتخطى قدرة دمشق الفعلية, إلا أن هذه المناورة العبقرية من قبل القيادة السورية مكنتها من زيادة حصتها ونفوذها في لبنان على حساب إضعاف حلفاءها, تارة بدفع حركة أمل لدخول صراع دموي مع الوجود الفلسطيني, وتارة أخرى عبر تصفية مواقع حزب الله "المزعجة للمصالح الإسرائلية" ضمن المواجهات العسكرية في الجنوب اللبناني, ما أدى بطبيعة الحال إلى حصولها على إذن وتفويض أمريكي بمساعدة إسرائلية وغربية يقضي بتواجدها المباشر في قسم كبير من لبنان.

وليد جنبلاط يدرك جيداّ حساسية الموقف وقد بدا متجهم الوجه جاحظ العينين تنتابه رجفاتٌ صوتية متشنجة في مشهد ترهيبي لا يُحسد عليه, فقد أُبلغ الرجل وبشكل مباشر أن المعركة تسير في إتجاهين متوازين تماماً إحداهما يتخذ طابعاً سلمياً عبر حكومة تُشرف سوريا مباشرة على صناعة خيوطها بعيداًً عن سعد الحريري بغية إدخال لبنان مجدداً إلى الفلك السوري بشكل هادئ وبصورة ديمقراطية ودستورية, وإما إنفلات أمني واسع النطاق لن يوفر أحد لا سيما مؤسسات الدولة والمناطق المسيحية والدرزية والعاصمة بيروت تمهيداً لتفويض دولي جديد يُحضّر في مطابخ السياسة بين تل أبيب وواشنطن ويقضي بتسليم سوريا الملف اللبناني برمته مقابل ضبطها لحركة حزب الله في المرحلة المقبلة وإخضاع التحالف بينها وبين إيران لتعديلات جوهرية تتناسب مع التوازنات الإستراتيجية الجديدة في المنطقة, وما بين هذا وذاك يبقى أن جنبلاط لامس قهراً لا بُد منه لشريحة كبيرة من اللبنانيين عبر إقصاء سعد الحريري وحلفاءه عن المعادلة السياسية اللبنانية ناصحاً حزب الله بعدم الخوض في مغامرة مستحيلة قد تُشكل حفرة تُسقط الجميع.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - قاسم محمد يوسف - سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً