مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 23:52
المحور:
الادب والفن
تحاصرني القصيدة
بجيش مدجج بالأسلحة التي لا تُرى بالعين المجردة
قصيدة كأنها حمامة تنوح على منارة بغدادية
أبياتها مثل موجات الفرات في ليلة قمراء تموزية
قصيدة مفككة ساكنة تحدق ببلادة الموت في الأبدية
ها هي الان تأتي ثملة عند الفجر
لتلتحف معي في فراشي المطرز بالاف الحروف
والرموز المسمارية
والشهب الذهبية والنجوم الزاهرة
كم أنت جميلة أيتها البغي المقدسة
كم أنت مترفة بنعومة أنثى السماء
تعالي طوِّقيني أيتها الفاتنة
أتكهرب مشتعلا بذراعييك يصوقاني
أتكهرب وأستسلم لك كجندي تأكسد تحت الأرض
في الصباح سأحشرك بتابوت من عروض الشعر يليق بك
وأقول أنك أصبحت قصيدة ، بلى ، قصيدة ميتة ،
ألفّك بالعلم العراقي وأشيعك إلى مقبرة في أطراف بغداد
سأرثيك بكلمات جميلات قائلا:
هنا ترقد قصيدة ماتت موتا طبيعيا
قصيدة لم يقطع رأسها إرهابي
ولم تتناثر أشلاؤها بعبوة مزروعة في الطريق
ولم تتجاسر على قوانين الفئران المؤمنة بالله واليوم الاخر
فلم تحتسي الخمرة إلا من شفتي قائلها
وسأنادي بأعلى صوتي:
لكل عراقي عبوة لاصقة ، إفرحوا يالصوص!
لكل عراقي لص ، إفرحوا يانواب الشعب!
لكل كتلة سياسية رأس ملتحي ، لا بل عمامة !
إفرحوا ياحملة العرش وزقزقي ياعصافير الجنة!
لكل قصيدة كأس خمر ، إفرحوا ياشعراء!
ولكل فأر قبرْ،
إفرح يامانع المنكرْ!
ولكل نوري عباءة ،
والنهر مازال ضيق
فأرعوي وخذ العبرة
وأطفرْ
قبل أن بك يظفرْ!
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟