أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة














المزيد.....

بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الزملاء الأطباء والأخصائيون النفسيون العرب المحترمون

تحية مباركة

جميل هذا التعاطف الأخوي والانساني من حضراتكم مع اهلنا واحبتنا في تونس..وجميلة

أمنياتكم وتطلعاتكم الى أن تهب رياح التغيير الديمقراطي واحترام حقوق الانسان على العالم العربي ،مع أن العالم سبقنا بستين عاما على اصداره الاعلان الدولي لحقوق الانسان في 1948الذي جاء في مادته الأولى:(يولد جميع الناس احرار متساوون في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء)..واكدت مادته السابعة على أن (كل الناس سواسية أمام القانون ،ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة بدون تفرقة ،ولهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز او تحريض على التمييز).

والمفارقة أن الفكرة الشائعة عن الديمقراطية وحقوق الانسان أنهما ابتداع غربي ،مع أننا نحن العرب سبقناهم الى ذلك بفارق أربعة عشر قرنا!.فقد اعتمد القرآن الكريم مبدأ المساواة ونص على ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم)،وأفهم الحديث النبوي الشريف الناس والحكّام بأنه ( لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى) و (الناس سواسية كأسنان المشط). وخاطب عمر بن الخطاب ولاته بقولته المشهورة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)،ووجّه الامام علي عامله في مصر مؤكدا مبدأ المساواة في الحقوق بقوله:(ولا تكونن عليهم ،اي على الناس، سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ،فانهم صنفان:اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

يالروعة ما قالوا وما فعلوا ..فقد كانت الخلافة الراشدية أول دولة دينية تعتمد الديمقراطية وتغلق الباب أمام الدكتاتورية وسلطة الفرد الواحد باعتمادها (مبدأ الشورى)..ويالبؤس أخلافهم حكّام زماننا هذا الذين خذلوا بل خانوا دينهم ونبيهم وخلفائهم الراشدين وتحولوا الى جلادين وكانزين لثروات شعوبهم..وجمعوا حولهم وعّاظ السلاطين يشرعنون لهم أفعال الحكّام الطغاة..ويالغباء الباقين منهم أنهم ما اتعظوا من سقوط طاغية العصر صدام حسين ،ولا التقطوا العبرة من نهاية (شين) العابدين بن علي .

وتساؤلنا المشروع هو : ان الطبيب والاخصائي النفسي العربي يقدّم خدماته الانسانية لأي مجتمع عربي محتاج لها سواء كان في آسيا أم أفريقيا . ويقدّمها لأي أنسان محتاج لها سواء كان مسلما ..مسيحيا ..صابئيا..سنيّا..شيعيا..عربيا..كرديا..أمازيغيا...فعلى هذا أقسم الطبيب النفسي ،وعلى هذا نصت مباديء العلم وأخلاقيات الاخصائي النفسي..فلماذا ،ايها الأطباء والأخصائيون النفسيون العرب ،لم تبادروا الى تقديم خدماتكم لاخوانكم العراقيين كما فعلتم مع أخواننا التونسيين؟!. ولماذا لم يصدر من حضراتكم مثل هذا التعاطف الجميل نحو اشقائكم العراقيين..ولو عن بعد؟!.

لقد فزع أحد كاتبي رسائل التعاطف وذهل أن ستين تونسيا استشهدوا في ثلاثة أسابيع..ياويل العراقيين ،ففي ساعة واحدة من يوم واحد هو 17/1/2011،وبمدينة عراقية واحدة هي تكريت استشهد ستون عراقيا بحزام ناسف!..تبعهم خمسون شهيدا بيوم واحد(19/1/2011)

بمدينة كربلاء!!

ولماذا لم يصبكم مثل هذا الفزع ويصدر منكم مثل هذا التعاطف الانساني المواسي يوم كان معدل الشهداء العراقيين بين عامي 2006 و 2008، مائة في اليوم الواحد !.. و الشهيد عزيز سواء كان تونسيا..عراقيا ..فلسطينيا..مصريا...؟.

وحين بدأت نذر الشر قبل تسعة أشهر من تشكيل الحكومة العراقية الحالية تلوح بوقوع كارثة جديدة ،اضطرتنا نحن الأطباء والأخصائيين النفسيين العراقيين الى أن نتقدم بوساطة نفسية لتهدئة الصراع وحلّ الأزمة ..فلماذا لم تساندونا حين توجهنا لكم نطلب منكم مساعدة شعب مبتلى بالكوارث والحكّام؟

ربما سيقول بعضكم ان التغيير في تونس حدث من الداخل فيما التغيير في العراق حدث من الخارج،وأن العراق بلد محتل فيما تونس بلد مستقل، وأن العراق طائفي فيما تونس بمنأى عنها..لكنها كلها تبريرات غير مقبولة لأن الطبيب والأخصائي النفسي العربي ملتزم بتقديم خدماته الانسانية لمن هو بحاجة لها ..كائنا من كان..فكيف اذا كان هذا المحتاج عراقيا!.

والواقع ان (شين) العابدين بن علي ليس سوى طاغية صغير يضعه صدام حسين في جيبه.ولو أن هذا (الشين) يمتلك عشر قسوة صدام لحصد المتظاهرين في شوارع تونس كما حصدهم صدام في جنوب ووسط وشمال العراق،ولدفن الأحياء منهم في قبور جماعية بلغ عدد المدفونين فيها عشرات الالاف بينهم نساء وأطفال!!

اننا اذ نشيد بهذه الروح الغيورة والواجب الأخوي في وقفتكم النبيلة مع اهلنا في تونس ،فاننا في العراق المبتلى بكل أسباب الأمراض النفسية والعقلية التي تعمل في شعبه من ثلاثين عاما ،وما تزال ..بحاجة الى خدماتكم وتعاطفكم مع أهله .وكما أننا مثلكم نتمنى لتونس الحبيبة التقدم والازدهار ولأهلها الطيبين ان يتنعموا بديمقراطية حقيقية ..فاننا نتطلع الى أن تحملوا نفس المشاعر لأشقائكم العراقيين.

تحية وتهنئة من القلب لشعبنا في تونس ..وتمنياتنا أن تهب رياح التغيير،الآتية حتما، على الباقيين..مع خالص محبتنا للجميع.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة