أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا أرنست - إلى قداسة البابا شنودة: أخبرنا عن موقفك مما يحدث؟















المزيد.....

إلى قداسة البابا شنودة: أخبرنا عن موقفك مما يحدث؟


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أسدل الستار عن عام 2010 واستقبل العام الجديد 2011 بأسوأ مشهد دموي عرفته مصر الحديثة، في موقف لا نُحسد عليه من الدماء والأشلاء المتناثرة والخوف والارتباك وما زاد على ذلك صدمة جعلت الجميع في حالة من الذهول والاستنكار. هل نحن حقاً في مصر؟ ..... بداية عزائي لكل اسر الشهداء وكل مصري يٌقدر دماء هؤلاء الشهداء. عزائي لفرحة الأطفال التي سرقت منهم في الدقائق الأولى للعام الجديد بدون أدنى رحمة لبراءتهم. عزائي لأحلام الشباب التي تناثرت مع أجسادهم في ليلة رأس السنة.
أمسكت القلم بعد أن بذلت جهداً كبيراً لتهدئة ثورة الغضب في داخلي ضد هذا العنف الذي وجه إلى أبرياء يتضرعون إلى الله داخل بيته. أفكر فيما حدث بشكل عقلاني بصوت عالي ممسكة قلمي الرافض لهذا العمل الإجرامي، غير ناقمة على شخص بعينه.
واسمحوا لي أن اطرح ما يجول بصدري إلى قداسة البابا شنودة الذي خرج عن صمته اليوم ليصدمنا أكثر بإجابات اقل من المتوقعة لشعب هائج غاضب، ذاكرته أصبحت مشوهة وملطخة بدماء الأبرياء والظلم العلني الغير مبرر. كيف وصل بنا الحال يا قداسة البابا إلى هذا الحدّ؟ وبصوت عالي ابحث معكم عن إجابة من وجهة نظري. لنستعرض ما حدث السنوات الطويلة الماضية حتى اليوم.
بعد حرب أكتوبر بدأ عصر الانفتاح الجميل، الذي يعزف في حياتنا الآن أبهى صور التطرف والإرهاب ليقل الوجود القبطي في كل شيء بالتدريج، تتوالي السنوات ويقل دور المسيحي في كل مكان ليصبح مجرد إضافة بأي مصلحة أو مؤسسة ويختفي تماماً من عدة هيئات حتى أن دراسة اللغة العربية تصبح ممنوعة عنه تماماً بعد أن كان حضوره متساوي قبل هذا الوقت. في ظل كل ذلك المسيحيون صامتون. ففي البداية لم يشعر المسيحيون بأي تفرقة وذاد على إقناعهم بذلك قداسة البابا الذي كان دائماً يشجعهم للعمل من اجل الوطن، للعطاء وليس الأخذ واخذ شعاره الجميل "مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا" ينغرس في كل مسيحي حتى أصبحنا بلا وطن. أصبح الشعار شعاراً للتنازل عن الحقوق وليس عشقاً للوطن، شعاراً عميقاً لكنه عاش في الجميع عنوة سطحياً هشاً لا يعرف طريق غير صفحات الجرائد. ثم بدأت الأحداث تزداد إثارة إلى الأسوأ وخاصة عند بناء الكنائس وهذا الملف الذي يمرّ على الجميع وكأنه ملفٌ مفخخ، لا يجرأ احد البت فيه من قريب أو بعيد ليصل اليوم أن يكون فتيل نار تشتعل عند كل حادثة تقع مع مسيحيين. ولأننا أبناء وطن واحد فعلينا نحن الأبناء الأقل مكانة التحمل والانحناء. إذا كان البابا شنودة قد ارتضى التحمل والحياة بشعار وحدة وطنية باتت شعاراً فقط، كيف يفرض على الأقباط أن يتحملوا حتى سفك الدماء دون أي ذنب بهذه الطريقة التي أهانت ليس الأقباط فقط وإنما أهانت كل الشعب المصري؟..... كيف يطلب أن يعيش بداخلنا الوطن ونتحمل كل ما يحدث لنا وفي ذات الوقت هو يبني كنيسة تلو الأخرى في بلاد المهجر؟ كيف يطلب ذلك وعدد الأقباط يقل كل عام عن سابقه بالهجرة؟ إذا كان المسيحيون من قبل يقبلون ذلك، فكيف سيقبلونه الآن؟ كيف يقبل هذا الجيل كل هذا الضغط بدون أدنى رد فعل من أي جهة تذكر؟
أذكر مقولة لأحد الشعراء تقول "لا تنحن لأحد مهما كان الأمر ضرورياً, فقد لا تواتيك الفرصة لتنتصب مرة أخرى" وأخشى ما أخشاه أن هذا ما وصلنا إليه يا قداسة البابا.
نعم يدعونا إيماننا المسيحي إلى التحمل والتواضع والتسامح ولكن أي تواضع هذا الذي وصل إلي سفك دماء الأبرياء وكأننا في دولة حرب؟؟.......... وصل بنا أن نُقتل هكذا عام بعد الآخر دون أن يتحرك الضمير الشعبي لوقف هذا النزيف الذي يزيد من الكراهية بين أبناء الوطن الواحد! أيصل بنا الحال إلى أن نُهدد علانية من اجل سيدتين أنكرتا المسيح أو لم تنكرا لأننا لا نملك الشجاعة أن نُظرهما علانية أمام العالم. أهذا هو إيماننا المسيحي؟
وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته لو ابقيا على إيمانهم المسيحي لماذا تخشى عليهم من الموت إذا كنت قد رحبت باستقبال السماء لشهداء نجع حمادي والإسكندرية في أول تصريح لسيادتكم؟ وإذا كانتا قد أسلمتا فلماذا تبقى على أمرهما ولا تطلقهما تمضيا حيث تريدان؟.... لا أتصور أن مصر بكل عظمتها وتاريخها تُهدد علانية من اجل امرأتين لا دين لهما معلن؟ ألهذا الحد وصل بالعقلاء في مصر بمسلميه ومسيحيه أن يسمحوا لوطنهم وبحضارة آلاف السنين أن يُهددوا من إرهابيين أيضاً لا دين لهم؟ أي زيادة أو نقص ستحدث في المسيحية أو الإسلام بانتماء وفاء أو كاميليا أو أي أحد في هذا العالم إليهما؟
عرفنا عنك الحكمة وعشنا معها طوال سنوات كثيرة ولكن ألم يحن الوقت لبعض من الحكمة الفاعلة؟ الم نكتفي بالحكمة الصامتة كل تلك السنوات؟ ألم يحن الوقت لتعلن موقفاً محدداً اتجاه ما يحدث؟
عفواً قداسة البابا لم يكن صمتك في كل المرات السابقة واعتكافك في الأزمات مبرراً ولكن محبة الأقباط فقط هي التي قبلت منك ذلك حتى في أحلك الظروف. كنتُ أتصور انك من يصلي على شهداء الإسكندرية ويطلب بسرعة التوصل إلى الجناة وبحق من أهدرت دماءهم غدراً وهم يُصلون لا أن تخرج علينا اليوم بكلمات لا تشفي جروح ملايين المسيحيين في هذا الموقف.

منذ أكثر من ألفين عام، في ليلة القبض علي يسوع المسيح في بستان الزيتون، عندما وصلوا رؤساء الكهنة وحراس الهيكل ليقبضوا عليه قال لهم: "أعلى لص خرجتم بسيوفٍ وعصى؟ كنتُ كل يوم بينكم في الهيكل فما مددتم أيديكم عليّ..." يسوع المسيح أعطانا مثلاً حياً للحب والتسامح القوي، لم يواجه الظلم بالظلم أو العنف بالعنف ولكنه أيضاً لم يستسلم وبرفق وفي محبة سألهم وذكرهم بوجوده معهم. ونحن اليوم نٌقتل على مرأى ومسمع العالم كله وليس من حقنا أن نسأل كيف يحدث لنا هذا؟... حتى حق الدفاع بالرأي تنازلنا عنه وأصبحت لقاءاتنا وكلماتنا مجرد شعارات فارغة من الحلول المنطقية.
لماذا لا نواجه حقيقة واقعنا اليوم بشجاعة؟ إذا كنا قد تنازلنا إرادياً أو خوفا أو لأي سبب عن حقوقنا أنحاسب غيرنا؟ لماذا لا نُحاسب أنفسنا أولا؟ لماذا لا نقول أن هناك تقصير من الكنيسة لأنها لم تدافع عن حقوق أبناءها، وأنها تنازلت يوماً بعد يوم عن كيانهم ووجودهم حتى أصبح هامشياً. لماذا لا نقر يا قداسة البابا بأننا أعلنا أن لا تفرقة بين أبناء الوطن الواحد في وقت كان جميع المسيحيين يشعرون بهذه التفرقة في الوظائف والجامعات والمراكز وبناء دور العبادة؟ لماذا لا نقولها اليوم"كفى" أننا نريد أن يأخذ كل ذي حق حقه دون استثناء.

يا قداسة البابا شنودة ليس هناك وقت للصمت أو التفكير بأي حال سنكون في العيد، فنحن الآن بحاجة إلى وضع حلول لجذور هذه الأزمة وليست حلول وقتية. هذه المرة لن يتحمل أقباط مصر انتظار أعواماً أخرى للحكم على قتلة ومجرمين سفكوا دماء أبرياء، ولن يظل الغضب ساكن في الصدور بأمر من سيادتكم. فلكل شيء تحت السماء وقت. سيادتكم تعلم جيداً أن الكل يُحبك والكل يُطيعك فلا تجعل أبناءك يتمردون خارج هذا الحب وخارج هذه الطاعة.

لا أدين ولا أطالب هنا بثورة ولكني أطالب بتحقيق العدالة. أطالب بعدم الاستسلام للوضع وللصورة التي يُريد القليلون ممن يتربصون بهذا البلد وضعنا بها. فهذا وطننا ونحن جزء لا يتجزأ من هذه الأرض التي ارتوت بدماء الأبرياء. فيا قداسة البابا أنت مطالب اليوم أمامنا بصفتك الراعي والمسئول عن اكبر نسبة من الشعب القبطي أن تُساعدنا في الدفاع عن وطنا قبل أن تمزقه الفتنة، أنت مطالب بأن تُرشد رعيتك وتعلمهم كيف يقفوا في وجه الظلم بالإيمان. أن تعلمهم كيف يدافعون عن الحق بشكل صحيح لا أن يتنازلوا عنه في صمت. أنت مطالب بصفتك رجل دين أزلاً ومسئول عن شعب بأكمله ثانياً أن توقظ ضمير العالم حتى يتكاتف الجميع لصد قوة الإرهاب الآتية من عدة جهات.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة -الأقليات- كيف نسقطها من قاموس واقعنا اليومي؟
- بلاغ لم يقدم ضد رئيس هيئة السكة الحديد ووزير النقل والمواصلا ...
- المصريون وشعار الصبر هو الحل
- عمار يا مصر وخراب يا حياتنا
- الأموات ينهضون والأحياء ينعون أنفسهم في أوبريت الضمير العربي
- لبنان... على قياس مَن؟
- ستار أكاديمي... بين القبول والرفض
- 3 ديسمبر اليوم العالمي للأشخاص المعوقين، يوم فقد مصداقيته في ...
- القصر الفارغ
- الصلاة تنجو بالسلام
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا أرنست - إلى قداسة البابا شنودة: أخبرنا عن موقفك مما يحدث؟