كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 18:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ألصحفي: إذا سمحت لي ياخالقي سأبدأ حواري معك بأهم ألأسئلة التي تشغل بالي، لماذا أنت معتكف منذ أكتر من 1400 سنة ولا تتدخل في شؤؤن عبيدك في ألأرض، ولا ترسل لهم رسلا وأنبياء لهدايتهم، لأنّي أعتقد أنّ تشريعات ألأديان ألإبراهيمية ألثلاث، أقصد أليهودية والمسيحية وألإسلام غير ملائمة لعبيدك في ألقرن ألواحد وألعشرين ؟
ألخالق: أنا لم أُرسل رسلا ولم أُوحي ألى نبي، وإنّما توهم بعضكم بأنّه رسول أو نبي، وحاول هؤلاء ألمتوهمين تعريفي وأنا غني عن التعريف. وبما أنّ ألعقل ألبشري قد وصل إلى مرحلة ألنضوج في عصركم فلن يظهر بينكم رسل وأنبياء بعد ألآن.
ألصحفي: هل تقصد بأنّ علينا إستعمال عقلنا للوصول إليك وألتعرّف على ماهيتك؟
ألخالق: هذا ما قصدته بألضبط.
ألصحفي: ولكن اكثرية ألبشر جاهلون ويتّبعون الآن ألأديان ألإبراهيمية، وقسم قليل من ألمعزولين في غابات أفريقيا وألأمازون يعبدون الاسلاف والطواطم وآلهة متعددة حتّى ألآن، وقسم من ألعقلاء لا يعترف بوجودك ويعتبرك وهم من الأوهام، وقسم آخر يعبد عقله، وبعضهم يؤمن بأنّ أمنا ألطبيعة هي ألتي خلقتنا نتيجة لصدفة حالفها ألحظ.
ألخالق: قراري لن أغيّره، ولن أتدّخل في شؤونكم فانتم احرار بما تعتقدون، وانصح ألعقلاء أنْ يبذلوا جهودا مكثّفة لتثقيف وتنوير أخوانهم في ألإنسانية ليعيشوا بسلام مع بعضهم البعض، ولا تسمحوا للمتوهمين أنْ يحكموكم من القبور.
ألصحفي: ولكن هذا سيستغرق وقتا طويلا، وعبيدك يقتتلون فيما بينهم بسبب إختلاف عقائدهم ومذاهبهم.
ألخالق: كلّ مخاض ولادة يكون عسيرا.
ألصحفي: هل تتفضل وتخبرنا ماهي ألروح؟
ألخالق: ألروح من أمري وما أوتيتم من ألعلم إلّا قليلا.
ألصحفي: هذا جواب لا يُشبِِع ولا يُغني من جوع.
ألخالق: حسنا، ألروح هي طاقة.
ألصحفي: ألاتوضّح أكثر؟
ألخالق: تصوّر أنّ جسدك قطعة من ألخشب تحترق في ألنّار، ماذا سيحدث بعد ذلك؟ قطعة الخشب ستتحول إلى رماد، وستنطفأ شعلة ألنار، قطعة الخشب هي جسدك وألنار هي الروح.
ألصحفي: هل تقصد أنّ ألروح طاقة ناتجة من حرق ألغذاء في أجسامنا، وبعبارة أخرى هي تفاعل كيمياوي.
ألخالق: أصبت كبد ألحقيقة.
ألصحفي: هل خلقت مخلوقات أخرى كالملائكة وألجن وألشياطين؟
الخالق: ما هذا ألهراء أنا لا أحتاج لكلّ هؤلاء فلِمَ أخلقهم؟
ألصحفي: ولكنّك لا تحتاج ألبشر أيضا، فلِمَ خلقتنا؟
ألخالق: لن أجيبك على هذا ألسؤال، وعليك أنْ تكتشف ذلك بنفسك.
ألصحفي: لِمَ؟
ألخالق:لأنّ هذا ألسؤال سيقودك إلى ألشك بوجودي، وألشك ألطريق ألناجع للوصول إلى ألحقيقة وأليقين.
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟