أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)














المزيد.....

مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتقد جازما ان الحكام العرب يعشقون الدكتاتورية لسبب جوهري هو انهم يكرهون الحرية لانهم لايمارسونها، فالحرية مثل المورفين تعاطيها يسبب الادمان الذي لافكاك منه.
فالحاكم العربي لايستطيع مثلا ان يتسوق ويشتري احتياجاته اليومية مثل باقي البشربل لايستطيع ان يقف طويلا في الطابور ليختار خيار(تعروزي) او طماطم حمراء يانعة ولاحتى يتمكن من الجدال مع بائع اللبلبي حول سعر الصحن الحار منه او يرجوه ان يزيد من كمية (سوب اللبلبي). انه كذلك لايجرؤ على الذهاب الى السينما لمشاهدة آخر الافلام الامريكية او الفرنسية، ولا يفكر بالذهاب الى البحر للاستجمام مرتين في الاسبوع ولايعرف روعة حبات المطر حين تعانق العيون وتبلل الثياب.ويحسد العامة على التسكع والتمتع برؤية الجميلات وهّن ينتظرن همسة غزل انيقة،ويتحسرعلى الوقوف في الطابور للحصول على طبقة بيض او نصف كيلو ملح بل وتزداد حسرته حين يرى من على شاشة التلفزيون الكبيرة جدا في الصالة رقم 5 في قصره الجمهوري هؤلاء الرعاع وهم يتراكضون للحاق بالقطار او باص المصلحة، ويتمنى في بعض الاحيان ان يجلس في مقهى من مقاهي الارصفة ليشرب الشاي الكسكين او القهوة المرة. انه يعيش رعبا حقيقيا لايتمناه المرء حتى لعدوه اللدود، فهو يكون محاطا بخمسين فردا من رجال الحماية يشكّلون دائرة حوله لاتتيح له حتى ان يرى شبرا واحدا من الطريق التي امامه حين يذهب الى قصره الجمهوري، وهؤلاء الرجال لهم خمسين فردا لحمايتهم ايضا، ورجال الحماية هؤلاء لهم ايضا من يحميهم من الافراد هذا عدا عن حماية الطباخين حين يذهبون للتسوق وفلاحي الحدائق حين يريدون شراء شتلات الورد او باقة (كرفس)، ولاتنسوا رجال حماية السيدة الاولى مضافا اليهم رجال حماية (الزعاطيط) حين يذهبون الى المدارس او يعودوا الى البيت.
ستقولون ان هذه الامور سهلة التنفيذ فالحاكم الضرورة يستطيع ان يأمر بنقل سوق الخضرة الى قصره الجمهوري وكذلك حلاق السيدة الاولى وبائع المجوهرات والاحجار الكريمة.. هذا صحيح فهو الحاكم المطلق وخليفة الله في الارض وهو كذلك الولي الفقيه ولكن الامر ليس بمثل هذه البساطة، ان مجرد التفكيرفي الذهاب الى السينما هو متعة ما بعدها متعة ونفس القول ينطبق على سوق الخضار والتفرج على محلات الموز والطرشي والآلآت الموسيقية واللؤلؤ والمرجان وتذوق (الدوندرمه) التي يتساقط بعضها على الثياب. ولم تكن فكرة استحداث السجون عبثية فاقسى ما يمكن ان يعانيه الانسان هو فقدانه لحريته والحاكم العربي مسكين هو الاخر فهو فقد حريته الى حين، ولاتمر عليه ليلة من ليالي الشتاء او الصيف الا وهو يحلم بخيارين لاثالث لهما في كسب حريته ، اما الموت اغتيالا او اصابته بالزهايمر مثل ما اصاب مستر جونسون او محمد علي كلاي والاستثناء في هذا المجال كان المرحوم الحبيب بورقيبة الذي يحاول ان يمسك المقص جيدا بعد ان يسقط من يده مرات وهو يحاول قص شريط افتتاح احد المشاريع الاستراتيجية في انتاج الموز الابيض.
وكما قال ابو الطيب قبل يومين في محاضرته في منتدى الادب العشوائي والموسومة (محافظ قندهار يخاف التجوال في سوق الخضار): يصيبنا العجب من ممارسات الحكام العرب وسلوكياتهم، ففي شبابهم ينادون ويحلمون بالسلطة ويعدون البيان رقم 1 ويعيدون صياغة شعاراتهم حسب الطبخة المشهورة في ايامهم، وقبل الشروع في الانقلاب يدخلون دورات مكثفة في كيفية التنصل من وعودهم حتى اذا مااستلموا السلطة سارعوا الى التطبيق الفعلي لما تعلموه من ازلامهم وهم كثر في الدورات المكثفة اياها.
بعد ان يشرعوا في استلام السلطة يرسلون الى سفرائهم في كل بقاع المعمورة لشراء اطنان من الصمغ الحاد ليلطخوا به كراسيهم حتى تلتصق جيدا مؤخراتهم بها حيث لافكاك منها حتى وهم يغوطون في بيت الشيطان او يتسامرون مع خليلاتهم على سرير النوم المرصع بالديباج والزمرد اللماع.
اتذكر ان احدى الخليلات وهي تعمل في مهنة التمريض سابقا اشتكت لصاحبها الضرورة في ليلة من الليالي الملاح من ان حبات الزمرد اللّماعة تؤذي عينيها فما كان منه الا ان استدعى خادمه المطيع وأمره ان يستبدل هذا السرير بسريرمطلي بالذهب ومرصع بالياقوت المستورد من جنوب افريقيا.وشعرت هذه الممرضة بالراحة التامة في تلك الليلة ولكن صوت المؤذن وهو يدعو للصلاة فجرا ازعجها كثيرا فما كان منها الا قبلت عشيقها الضرورة وهو يشخر وطلبت اذنه لاستدعاء الخادم المطيع لتأمره باسكات هذا المؤذن المزعج وتسفيره الى خارج القطر وليكن الى جزيرة مالطا او المملكة العربية المضيافة.
فاصل : سنرى اشعاعات التسفير الاجباري تنير الكثير من شوارع المدن العربية خلال هذه السنة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع الكحلة.. ممنوع الديرم.. ممنوع الباروكة*
- قرود بشرية منتهية الصلاحية
- فقه الكرادلة والشيطان مرة اخرى
- الاثول ابن الاثول يفوز بجائزة -جينيس للارقام القياسية-
- مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
- الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
- اشتروا عقولا تربحوا
- السبعة تاكل عيني
- غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
- اسئلة حائرة من متسول في كربلاء
- مشكلة حزام الامان في بلاد العربان
- كل عام والغامكم بخير
- دعوني اقول لكم
- قناة العراقية .. كافرة ،جاحدة، ملحدة
- عزيزنا الجليل السيستاني ..هل انت بالاتجاه المعاكس؟
- آخر فتاوى هذا العام القرآن يشفي السرطان
- نائب عريف شاعر ورئيس عرفاء كاتب قصة
- وشهد السيستاني من اهلها


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)