فتحى غريب أبوغريب
الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 18:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
توقفت متأملا بالتحليل,ومنحت نفسى حق تفسير مايقوله أمامنا..ومايقصده من تلك العباره الجرسيه المنمقه العبارات ..
**يقول الامام الغزالى **
(اذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..فى الدنيا فأعلم أنك عزيز عنده ..وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه يراك من المقربين إليه فى الجنه..)
**هيا نسلط الضوء على هذه العباره ,أولا: كيف يحبس الله عن إنسان حقه فى الدنيا,ويمنحه لاخر ليغتصبه منك ويفرض عليك القبول..وضع تحت هذا الحبس الربانى علامات إستفهام ,وقل كل ماتريد من..يقصد فقر وهوان وإغتصاب لحقوقك الانسانيه بفعل إنسان متسلط عليك دون إرادتك الحره فى إختياره ,ووسع دائره الحبس الى القبيله والقريه والمدينه والدوله والامه التى تصدق وتنحنى للائمه ومثل هذا الامام ,وتعطيه أذنيها فتخضع الناس فى قفص الاستئناس من حكامها الطغاه.
**ثم تعال معى نتعرف الى الشدائد والبلوى ...هل يقصد مولانا المرض كنتاج للفقر والجوع ,ام يقصد مولانا التعذيب فى معتقلات وسجون زبانيه الخلافه الوارثين للرعيه من ملوك ورؤساء وزعماء الرعيه ,وهل هم حقاً كما يرى مشايخنا حتى الان ,فى شريعتهم أصحاب الفضل وملاك الارض والزرع ,والخيرات جميعاً ,وما الناس إلا عبيد إحساناتهم..
*أم يقصد مولانا أن يولد فى الناس نزعه القبلول والرضا والخنوع لما يجرى له وما يحدث من حوله لان مايحدث عهو من إراده الله ولا حق للمغبون المغلوب على أمره أن يتدخل فيها ..
وأى مكانه وأى عزه يمنحها الله لانسان خانع مستسلم لمصيره منتظراً الموت فى بلواه وشده الظلم الواقع عليه حتى يموت ويكفيه أنه سيكون عزيزا عند ربه,الى حد الجُبن كفعل لاالجِبن كطعام ,والخوف من أن يطالب بحقوقه وحرياته من حاكمه الظالم ...
مهلا ياأئمه الحكام ورسل الطغاه ,وماأنتم إلا سبب من أسباب حالنا الان فى هذا الزمان ..فثقافه الترهيب والتخويف والترغيب كلها ظلاميه تصب فى مصلحه الحكام حتى صاروا هم الالهه على الارض ,ونحوا رب الناس جانباً ,ليكون الائمه كهنه السطان الاله على الارض فى ثياب بشريه ..
***ياأيها الانسان المصدق دون أن تفكر فى حكم كهنه التخنيع والتركيع للرعيه, وكراهيه القتال ونزعه الصراع من أجل حقوقك المشروعه..لتعلم أن بلادك التى أنت تملكها وأنت من يصنع الجنه فيها ,ويصنع الشدائد والبلاوى إذا لم يطالب بدنياه التى أوجده الله فيها حراً لاعبداً ..ومثلك لاتقبل بمن يحكمك ,باسم الملك أو باسم الرئيس أو باسم الزعيم ويعتصب حقوقك المشروعه والشرعيه...
أقول لكم ..بسم الاله الحق..إن من يسكت عن حقوقه الانسانيه التى هى حق أصيل له .. ومن يقبل الشدائد والبلاوى تحيط به ولايدافع عن نفسه ,ويقاتل من أجلها ..لن يدخل جنه الله ..ولن يرحم فى الدنيا ولا الاخره..إن كنتم مؤمنين...
#فتحى_غريب_أبوغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟